شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
فيلم عن الطفل آلان كردي لا يروق لأسرته

فيلم عن الطفل آلان كردي لا يروق لأسرته

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 1 يوليو 201902:53 م

"ما تموت يا بابا"...كانت آخر كلمات نطق بها الطفل السوري آلان كردي، الذي لقي حتفه غرقاً في سواحل تركيا يوم 2 سبتمبر 2015 حين كانت أسرته تحاول اللجوء إلى أوروبا مصطحبة أطفالها الصغار. صورة آلان وكأنه يغفو على الشاطئ بخفين صغيرين وقميص أحمر ووجهه في الرمل غزت العالم وهزت ضميره وباتت أيقونة تعبر عن معاناة اللاجئين لا فقط في سوريا بل في العالم لا سيما من لجؤوا إلى الهروب على متن الزوارق في محاولة لبلوغ سواحل أوروبا.



قصة آلان كردي المؤلمة ألهمت صناع السينما حيث يجري حالياً تصوير فيلم عن الطفل لكن الأمر لا يروق لأسرة الفقيد الصغير التي عبرت عن غضبها حيال تصوير شريط سينمائي عن مُلابسات غرقه بعنوان "الرضيع آيلان: بحر الموت" (Aylan Baby: Sea of Death) من دون إذن أسرته مُبررةً رفضها بأنها لا تريد "أن تذكر الأحداث الحزينة لغرق ابنها"، الذي كان في الثانية من عُمرهِ آنذاك.

وبدأ كاتب السيناريو والمُخرج التركي عمر ساريكايا مُنذ نحو أسبوعين بتصوير أول مشاهد الفيلم في بحر بودروم بولاية موغلا حيث غرق الطفل، وفقاً لما نقلته وكالة الأناضول التركية، على أن يكتمل التصوير في 20 يوليو الجاري.

غير مقبول

ووصفت تيما كردي، عمّة آلان، في مقابلةٍ مع قناة سي بي إس الكندية الفيلم بـ "غير المقبول"، مُضيفةً أنها "فعلاً حزينة".

وقالت إن العائلة لم تتلقَّ أي اتصال من صُنّاع الفيلم لطلب الموافقة، مُشيرةً إلى أنها علمت عن المشروع من شقيقها عبدالله، والد آلان، المقيم في العراق حالياً.

وأضافت "كان يبكي أيضاً حينما اتصل بي"، وقال لها "لا يمكنني أن أصدق أن هُناك من باشر تصوير فيلم عن آلان. لا يمكنني أن أصدق أن هُناك من يريد إحياء ابني الميّت”.

"أطلقوا على ابننا اسماً خاطئاً، آيلان بدلاً من آلان. ويقولون إنه في الثالثة من عمره رغم أنه رحل في عمر عامين ماذا يعرفون عنّا ليصنعوا فيلماً؟"...عائلة الطفل آلان كردي ترفض الفيلم الذي يُصوّر عن ابنها حالياً
رغم انزعاج عائلة الطفل آلان كردي من تحويل قصة ابنها إلى فيلم تراجيدي، إلا أن مخرج الفيلم يُريد التواصل معها لدعوتها إلى العرض الخاص!

ماذا يعرفون عنّا؟

"الموضوع مؤلم جداً. أطلقوا على ابننا اسماً خاطئاً، آيلان بدلاً من آلان. ويقولون إنه في الثالثة من عمره رغم أنه رحل وعمره سنتان. ماذا يعرفون عنّا ليصنعوا فيلماً؟"، تساءلت عمّة آلان التي ألفت العام الماضي كتاب "الفتى على الشاطئ"، قائلةً إن عائلتها رفضت عدة عروض لتحويله إلى فيلمٍ.

وتابعت "لا يمكننا الموافقة حالياً. لسنا جاهزين!"

وأشارت في حديثها مع القناة الكندية إلى أن العائلة لن تستطيع إيقاف التصوير ولكنها تأمل أن تلفت انتباه المخرج ليتحدث علناً عن حالة اليأس التي ترافقهم، مُضيفةً "الموضوع مؤلم جداً.. أحاول إيقافه بصوتي ويجب أن يحترم المشاهير رغبة العائلة".

الفيلم ليس فقط عن "آلان"

ورداً على انزعاج العائلة، قال المخرج ساريكايا لقناة سي بي إس "الفيلم لا يدور حول قصة عائلة كردي فقط، بل يتناول بصفة عامة أزمة اللجوء"، مُضيفاً: "لذلك سمينا الفيلم 'الرضيع آيلان' وليس 'آلان كردي'".

وتابع "يحق لأي شخص صناعة فيلم جديد وقصة جديدة"، مؤكداً أن أساس الفيلم يعتمد على قصة آلان، فمن الصعب تغييره.

وقال ساريكايا إنه لم يستطع النوم أياماً عدّة بعدما انتشر خبر غرق آلان مع شقيقه غالب ووالدتهما ريحان قبل أربع سنوات، مُضيفاً أنه كان يتمنى حينذاك أن تتحول قصّته إلى فيلمٍ، ولكن "لم يفعلها أحد خلال السنوات الأربع الماضية، وها أنا أحولها الآن"، على حد قوله.

وأشار إلى أن الفيلم الذي يلعب بطولته الممثلان الأمريكيان ستيفن سيغال ومايك ميتشل والممثلة الألمانية ويلما إيليس سيُعرض يوم 2 سبتمبر المُقبل، في اليوم الذي رحل آلان فيه.

وسيتبرع صُنّاع الفيلم بأرباحه إلى اللاجئين، ولن يأخذ أي من الممثلين أجراً على العمل، وفقاً لساريكايا الذي يطمح إلى عرض الفيلم في مهرجانات عالمية وعلى شبكة نتفليكس.

وفي تصريح استغربه البعض، قال ساريكايا إنه يُريد التواصل مع عائلة كردي لدعوتها إلى العرض الخاص للفيلم في 2 سبتمبر.

وكان آلان وشقيقه غالب (5 سنوات) ووالدتهما ريحان في عداد 12 سورياً ماتوا غرقاً يوم 2 سبتمبر 2015 بعد وقت قصير من إبحار القارب الذي كانوا يستقلونه من الساحل التركي إلى جزيرة كوس اليونانية، لكن الأمواج القوية ضربته، فنجا الأب ورحل أفراد أسرته.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard