شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
في السجون العراقية حيث تكدس السجناء وماتوا من الحر

في السجون العراقية حيث تكدس السجناء وماتوا من الحر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 20 يونيو 201902:47 م

السجون العراقية مكتظة وتفتقر إلى الخدمات، أمراض تنتشر بين المساجين، ويموت بعضهم جراء درجات الحرارة العالية، هذا بعض مما جاء في تقارير حقوقية عراقية صدرت حديثًا بشأن واقع السجون في العراق.

منظمات حقوقية وحقوقيون قالوا إن أوضاع السجون العراقية سيئة جداً، حيث يتكدس السجناء وتنعدم الخدمات. تردي الأوضاع المعيشية والصحية أسهمت في انتشار الكثير من الأمراض بين السجناء، فضلاً عن موت بعضهم بسبب درجة الحرارة العالية تقول التقارير.

ويوم الأربعاء 19 يونيو، قالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق إن أوضاع السجناء في سجون البلاد سيئة جداً نتيجة تكدس أعداد ضخمة من السجناء، وغياب البرامج التأهيلية الفكرية والبدنية.

وتعنى المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالدفاع عن حقوق الإنسان في العراق، وترتبط بالبرلمان، وأُسست مع إقرار الدستور الجديد بعد الاحتلال الأمريكي في العام 2003.

وبحسب بيان للمفوضية، فإن غالبية السجون العراقية تعاني تكدساً في أعداد السجناء، خصوصاً أن الإحصاءات تشير الى وجود أكثر من 28 ألف محكوم و29 ألف موقوف على ذمة التحقيق لم تحسم قضاياهم بعد.

وفي أبريل الماضي، كشفت المفوضية عن وجود خروق وانتهاكات جسيمة في بعض سجون العراق، معربة عن قلقها إزاء ارتفاع نسبة المحكومين من دون وجود إجراءات تتناسب ومعايير حقوق الإنسان.

أضافت المفوضية أن أغلب السجون ومواقف الاحتجاز في العراق غير مؤهلة لأن تحوي مساجين، لأنها عبارة عن مبانٍ حكومية وُضع فيها مساجين بعد تحرير المناطق العراقية في السنوات الأخيرة، كما أنها تقع وسط أحياء سكنية.

وفي مايو الماضي، كشفت مفوضية حقوق الإنسان عن حالات وصفتها بالخطيرة داخل السجون العراقية، في تقرير رصدت فيه أمراضاً وحالات خطيرة بسبب اكتظاظ السجون.

الحرارة تقتل المساجين

وكانت وزارة العدل العراقية قد أعلنت الأسبوع الماضي خطة لتوسعة السجون في البلاد وزيادة طاقة استيعابها، بعدما أكد حقوقيون ومسؤولون عراقيون وذوو المعتقلين سوء حالة السجون بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي وسوء نوعية الطعام المقدم إلى السجناء، فضلاً عن انتشار الرشوة بين موظفي السجون بشكل غير مسبوق. 

وقالت وسائل إعلام محلية إن السجناء يضطرون لدفع مبالغ مالية مقابل حصولهم على خدمات من المفترض أن تكون حقوقاً بديهية لهم، مثل المياه الباردة والفراش والأدوية اللازمة، عدا تلافي تعذيبهم من قبل موظفي السجن.

ونقلت وسائل إعلام عن رئيس جمعية "سلم" الإنسانية هيثم الجواري، قوله إن الجمعية قامت ببضع محاولات لتفقد وضع المساجين في عدد من السجون، لكن في كل مرة، كانت تواجه رفضاً من قبل السلطات، معتبراً أن هذا الرفض مؤشر على خطورة ما يتعرض له المعتقلون من أوضاع مأساوية في هذا الحر الشديد.

وكشف الجواري عن وقوع وفيات وعشرات حالات الإغماء، أخيراً، داخل السجون بسبب الحر الشديد نتيجة تكدّس المعتقلين في قاعات غير مكيفة، مضيفاً أنه في الفترة الأخيرة اجتاحت العراق موجة حر شديدة جداً، وقال: "فلنتصور حجم الكارثة في قاعة اعتقال تتسع مثلاً لخمسين شخصاً، يوضع فيها 200. هذا خطر على حياة المعتقلين. وتصلنا معلومات من مصادرنا عن وضع مأساوي يقاسيه الموقوفون".

وفي يوليو من العام الماضي، قالت هيومن رايتس ووتش إن القضاة في العراق لا يُحققون إلا نادراً في أخبار  ذات صدقية عن تعذيب قوات الأمن لمشتبه فيهم في السجون العراقية، كما أن القضاة كثيراً ما يتجاهلون مزاعم التعذيب، ويدينون متهمين استناداً إلى اعترافات يقول المتهمون إنهما انتزعت منهم بالإكراه.

أوضاع السجون العراقية سيئة جداً بسبب تكدس السجناء والإهمال وانعدام الخدمات وانتشار الكثير من الأمراض فضلاً عن موت بعضهم بسبب درجات الحرارة العالية، هذا ما تقوله تقارير حقوقية من داخل العراق.

لا يوجد إحصاء رسمي ثابت عن العدد الكلي للمعتقلين في السجون العراقية بسبب الفوضى الأمنية التي تعانيها البلاد، لكن ثمة نواباً كشفوا في وقت سابق عن أن الرقم يقدر بعشرات الآلاف، في حين يرجح حقوقيون أنه ربما تضاعف خلال عامي 2018 و2019.

وفي مايو الماضي، قالت مصادر طبية لوسائل إعلام محلية إن هناك زيادة في أعداد الوفيات بسجن الناصرية المركزي بمحافظة ذي قار جنوب البلاد، المشهور باسم سجن الحوت منذ مطلع العام الحالي حتى الأول من مايو.

وبحسب تلك المصادر، فإن أعداد المتوفين وصلت إلى 16 من مختلف المحافظات العراقية، مبيّنة أن الزيادة تدريجية، إذ بدأت في الشهر الأول من العام الجاري بحالة واحدة، ثم شهد الشهر الثاني أربعاً، والشهر الثالث خمساً، والشهر الرابع ستاً، مؤكدةً أن غالبية الحالات كانت مصابة بمرض التدرن الرئوي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard