شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
هل يفقد الأردن الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس؟

هل يفقد الأردن الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 17 يونيو 201901:50 م

ضغوط كبيرة أمريكية وسعودية على الأردن للموافقة على توطين اللاجئين الفلسطينيين، والتنازل عن الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس لمصلحة الرياض، في إطار خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلامياً بـ "صفقة القرن"، بحسب ما كشفته تقارير إعلامية.

وبحسب تقرير نشره موقع صحيفة يسرائيل هيوم العبرية فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى منذ عدة أشهر لإقناع الأردن، بالموافقة على توطين مليون لاجئ فلسطيني في أراضيه، والتنازل عن الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس لمصلحة الرياض، أو على الأقل تقاسمها معه.

الأصول التاريخية لسيادة الأردن على المقدسات في القدس تعود إلى عام 1924، حين بويع الشريف حسين مطلق الثورة العربية الكبرى وصيًا على القدس، تلتها سيادة الأردن على القدس الشرقية عام 1948 و1967 وبعد فك الارتباط بين الضفتين عام 1988 بقي الأردن وصيًا على المقدسات ثم نصت معاهدة وادي عربة عام 1994على حق الأردن في الوصاية على القدس.

في الأسابيع الأخيرة التي تسبق أولى محطات الإعلان عن صفقة القرن، تداولت تقارير إعلامية أن السعودية أيضاً تمارس ضغوطاً شبيهة بالضغوط الأمريكية. تقرير يسرائيل هيوم يقول إن الرياض لوحت بعقوبات اقتصادية بوجه الأردن في حال رفضت عمّان الطلب الأمريكي السعودي، وفي المقابل أعلنت حزمة مساعدات لفائدة الاقتصاد الأردني في حال وافق.

ويقول تقرير يسرائيل هيوم إن الولايات المتحدة والسعودية تستغلان التحديات الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الأردن، والمتمثلة في دين يبلغ 40 مليار دولار للضغط عليه.

تقرير الصحيفة العبرية زعم  أن السعودية أبلغت الأردن بأن شرطها لمواصلة الوفاء بالتزاماتها المالية، التي تقررت في مؤتمر الدول المانحة الذي نظم في لندن أخيراً، يتوقف على موافقته على تقاسم صلاحية إدارة الأماكن المقدسة في القدس.

الولايات المتحدة التي تقدم سنوياً للأردن ملياراً ونصف المليار دولار، تستغل هذا الأمر لإجبار البلد الذي يعاني مشاكل اقتصادية على الموافقة على توطين مليون لاجئ فلسطيني بحسب ما ذكرته الصحيفة.

ويرى التقرير أن الضغوط الأمريكية السعودية تأتي في إطار سعي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل كامل. ونقل عن مصادر لم يذكرها أن إدارة ترامب عرضت على الأردن 45 مليار دولار، بشرط الموافقة على توطين اللاجئين، وتقاسم صلاحيات الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس مع السعودية.

المحلل السياسي للصحيفة نداف شرغاي قال إن الملك الأردني غاضب من الضغوط الأمريكية السعودية، لأنه غير مستعد لأن يخلي المجال للسعوديين ولا أن يتقاسم معهم الوصاية على إدارة الأماكن المقدسة في القدس.

مخاطر تهدد الأردن 

أما موقع معهد بروكيغنز فقد نشر مقالاً  للمحلل والمسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية والخبير الأمريكي بروس ريدل، يقول فيه إن الملك عبد الله الثاني يواجه مخاطر جديدة في الفترة الأخيرة من حلفائه.

ويقول إن إدارة ترامب رفضت الاستماع لنصيحة الأردن قبل اتخاذ قرارات مهمة، مثل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وقطع العلاقات مع الفلسطينيين، وقبل الإعداد للخطة التي أطلق عليها صفقة القرن.

ويعتبر التقرير أن ملك الأردن يعتمد على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، التي تم الاعتراف بها في اتفاقية السلام، إلا أن ترامب قرر تجاهل ذلك تماماً.

 اجتماع المنامة، الذي سيعقد بين 25 و 26 من الشهر الجاري برعاية أمريكية، يمثل تحدياً كبيراً للملك عبد الله، فهو لا يستطيع إغضاب الولايات المتحدة ولا السعودية، رغم أن هذا الاجتماع لا يحظى بشعبية في الأردن يقول المعهد في تقريره.

ضغوط كبيرة أمريكية وسعودية  على الأردن للموافقة على توطين اللاجئين الفلسطينيين والتنازل عن الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس لمصلحة الرياض بحسب تقارير إعلامية. هل يفقد الأردن وصايته التاريخية على المقدسات في القدس؟ 

وكان موقع ميدل إيست مونيتر البريطاني المحسوب على قطر قد كشف في مارس الماضي عن ضغوط كبيرة تمارسها السعودية ومصر والولايات المتحدة على الأردن للقبول بصفقة القرن، لكن الموقع شدد على أن الملك عبدالله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يرفضان بنود الصفقة. وذكر الموقع أن عمّان تعمل على فتح قنوات جديدة مع دول مثل تركيا لتخفيف الضغوط الإقليمية عليها.

 يذكر  أن  وزارة الأوقاف الأردنية بموجب الوصاية تشرف على نحو 144 من المقدسات في القدس، أبرزها الجامع القبلي، ومسجد قبة الصخرة، وجميع روافده ومبانيه وجدرانه وساحاته وتوابعه فوق الأرض وتحتها، بالتعاون مع وزارة الأوقاف الفلسطينية.

وثبتت المملكة الأردنية وصايتها على المقدسات قانونياً من خلال اتفاقية بين الملك عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عام 2013، بالإضافة لإعلان واشنطن، الذي أكد على هذا الحق. 

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard