شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"لا شيء يعلو على كرامة الفلبيني"...الفلبين تهدد من جديد بإيقاف إرسال عمالتها إلى الكويت

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 18 مايو 201902:14 م

ألمحت الفلبين الجمعة 17 مايو إلى إمكان إيقاف إرسال عمالتها المنزلية إلى الكويت بعد وفاة مُعينة منزلية (خادمة) فلبينية قبل أيام قليلة عقب تعرضها لاعتداء جنسي، وفقاً لما أكّدته وكالة أنباء فلبين الرسمية.

ونُقلت المُعينة المنزلية كونستانتشيا لاغو دياج البالغة من العُمر 47 عاماً إلى مستشفى الصباح في الكويت، بحسب التقرير الذي تلقاه وزير العمل الفلبيني سيلفستر بيلو، ولكن أعلنت وفاتها لدى وصولها نتيجة "كدمات مختلفة وورم دموي وعلامات اعتداء جنسي".

وحينما سُئل الوزير هل تعاود الحكومة فرض حظر على إرسال العمالة إلى الكويت عقب وفاة المعينة المنزلية، قال إنه "أحد الخيارات المطروحة"، وإن الوزارة "تبحث في الأمر".

وأدان بيلو الحادثة قائلاً "مصير السيدة دياج يبعث على الحزن العميق"، مُطالباً السلطات المعنية في الكويت بمتابعة القضية وتقديم المسؤولين عنها للعدالة.

وأصدر وزير العمل الفليبيني تعليمات إلى إدارة التوظيف في الخارج ومكتب العمل الفلبيني في الكويت لملاحقة الوكالات الأجنبية والمحلية المسؤولة عن توظيف العاملة، وقال إنه بغض النظر عن "الانتهاك الواضح لاتفاق حماية العمال الفلبينيين الأجانب بين حكومتنا والكويت، يبدو أن هناك خرقاً لعقد العمل من قبل صاحب العمل الأجنبي".

ليست المرّة الأولى

قرر الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي في فبراير 2018 فرض حظر مؤقت على سفر العمالة إلى الكويت عقب العثور بطريق المصادفة على جثة عاملة منزلية فلبينية داخل ثلاجة في أحد المنازل بمنطقة السالمية في الكويت، واصفاً طريقة التعامل مع العمالة الفلبينية في الكويت بـ "الكارثية"، مُطالباً شركات الطيران بإجلاء مواطني بلاده من الكويت خلال 72 ساعة.

وكُشفت الجريمة بعدما ذهبت الشرطة الكويتية لتنفيذ أمر إخلاء شقة استأجرها مواطن لبناني متزوج بمواطنة سورية ليجدوا جثة تعود لعاملة فلبينية تدعى جوانا دانييلا ديمابيليس، 29 عاماً، تعرضت للتعذيب والخنق حتى الموت.

وغادر الزوجان الكويت بعد جريمتهما، قبل أن تمضي العاملة نحو 16 شهراً في الثلاجة من دون أن يكتشف أحد مصيرها.

وقضت محكمة كويتية غيابياً بإعدامهما بعد إدانتهما بقتل العاملة.

وتفاقمت الأزمة بين البلدين في أبريل 2018، عندما أقدمت الكويت على طرد السفير الفلبيني واستدعت سفيرها لدى مانيلا بعد انتشار مقاطع فيديو لموظفين في السفارة الفليبينية وهم يساعدون عاملات فليبينيات على الهرب من مشغليهن "المشتبه بارتكابهم انتهاكات بحقهن".

بعد حل الأزمة بين الكويت والفلبين عقب العثور على عاملة منزلية فلبينية مقتولة في ثلاجة، الفلبين تهدد من جديد بإيقاف إرسال عمالتها المنزلية إلى الكويت عقب وفاة عاملة أُخرى تعرضت لاعتداء جنسي.

انتهاء الأزمة

وفي مايو 2018، وقعت الكويت ومانيلا اتفاقية تهدف إلى إنهاء الخلاف بشأن معاملة العمالة الفلبينية في الخدمة المنزلية.

وقال وزير الخارجية الفلبيني ألان بيتر كايتانو آنذاك إنه سينصح الرئيس الفلبيني دوتيرتي برفع الحظر "فوراً" عن سفر العمالة الفلبينية إلى الكويت.

ويتضمن الاتفاق تحسينات في ظروف العمل للعمالة الفلبينية، من بينها السماح للعمال الاحتفاظ بجوازات سفرهم وأجهزة هواتفهم النقالة، التي كثيراً ما يصادرها أرباب عملهم منهم طوال فترة عملهم.

ويعمل في الكويت أكثر من 260 ألف فلبيني، نحو 60% منهم في مجال العمالة المنزلية، وفقاً للخارجية الفلبينية. ويعمل أكثر من مليوني فلبيني في دول الخليج، تمثل تحويلاتهم المالية نحو 10% من الاقتصاد الفلبيني.

وتُطالب منظمات حقوق الإنسان باستمرار بإصلاح قوانين العمل في بعض الدول العربية التي تتبع "نظام الكفالة" بما فيها لبنان والسعودية وقطر.

ليس على حساب كرامة الفلبيني

في يناير 2018، قبل اكتشاف جثة العاملة الفلبينية، هدد الرئيس الفلبيني بأنه قد يفرض حظراً دائماً على إرسال عمالة للكويت وسحب العاملين الفلبينيين منها إذا تعرضت أي خادمة فلبينية للاغتصاب أو القتل أو سوء المُعاملة بعدما ارتفعت حالات الانتهاكات بحق العمالة الفلبينية في الكويت.

وطالب الرئيس وفق ما نقلته رويترز من الحكومة الكويتية وحكومات دول أخرى بمنطقة الشرق الأوسط "باتخاذ خطوات لوقف الانتهاكات ومعاملة أبناء بلده كبشر ذوي كرامة".

ووجه رسالة آنذاك للفلبينيين قائلاً "يمكنكم العودة إلى الوطن…إذا غادرتم فسيعانون الأمرين للتكيف مع هذا".

ولفت إلى أن الكويت حليفة للفلبين لكن يجب عدم التهاون مع الانتهاكات، مُضيفاً "قد نكون بحاجة إلى مساعدتكم لكننا لن نفعل ذلك على حساب كرامة الفلبيني".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard