شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
عقاباً على

عقاباً على "إهمالها"... عائلة سعودية تربط عاملة منزلية فلبينية في شجرة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 16 مايو 201901:07 م

أقدمت عائلة سعودية على ربط مُعينة منزلية فلبينية (خادمة) في شجرة عقاباً على تركها قطعة أثاث منزلية ثمينة في حديقة المنزل تحت حرارة الشمس، وفقاً لما نقلته صحيفة ذا ديلي ميل البريطانية الأربعاء.

وقالت السيدة لوفلي أكوستا بارويلو، 26 عاماً، التي تعمل لدى عائلة سعودية ثرية في العاصمة الرياض، وهي أُم طفلين، إنها أثارت غضب رب المنزل لتركها قطعة أثاث "قد تتأثر" تحت الشمس.

وصوّرت زميلة فلبينية لها يوم 9 مايو لوفلي مُقيّدة اليدين والقدمين بشريط لاصق حول جذع شجرة، وأمامها حقيبة سفر، بينما تُنظّف عاملة ثالثة ممر الحديقة بشكل طبيعي وكأن المشهد عادي.

وأرادت العائلة السعودية، بحسب ذا ديلي ميل، أن تُظهر لها "آثار البقاء بالخارج تحت الشمس".

في سياق متصل، قالت وزارة الشؤون الخارجية الفلبينية إنها أُبلغت بالحادثة، وساعدت لوفلي على العودة إلى الفلبين.

وأكّد المتحدّث الرسمي باسم الوزارة أنها وصلت العاصمة مانيلا في نفس اليوم الذي تم الإبلاغ فيه، 9 مايو، عند الساعة 8:55 مساءاً، بعدما أرسلت زميلتها الصور التي التقطتها إلى السفارة الفلبينية في الرياض، وأشارت إلى أن رب المنزل يُعاقبهن لارتكابهن أبسط الأخطاء.

وفي حديث مع ديلي ميل في وقت سابق من الأسبوع الجاري، شكرت لوفلي كُل من ساهم في عودتها، طالبةً مُساعدة زميلاتها العاملات الفلبينيات المُهاجرات من أجل تأمين لقمة العيش، قائلةً: "هُن من ساعدنني بنشر صوري. أشعر بالقلق حول سلامتهن حالياً، وأتمنى أن تنقذوهنّ أيضاً".

ووجهت رسالة إلى رب المنزل الذي كانت تعمل عنده: "أيها الرجل المُسنّ، تنتظرك الكارما (مُصطلح يعود إلى الديانتين البوذية والهندوسية ويعني القوة الناتجة من تصرفات الشخص سواء كانت خيراً أو شراً والتي تؤثر مُستقبلاً في حياته). استمر في تخفيض رواتبنا الشهرية. فقدتَ صحتك بسبب كُل ما فعلته بنا".

عائلة سعودية تربط معينة منزلية فلبينية (خادمة) في شجرة عقاباً على تركها قطعة أثاث منزلية ثمينة في حديقة المنزل تحت حرارة الشمس.
"الكارما في انتظارك"..عاملة منزلية فلبينية توّجه رسالة لرب منزل سعودي بعدما ربطها في شجرة تحت حرارة الشمس عقاباً على فعلتها.

نظام سلطوي

تتبع السعودية نظام الكفالة، مثل دول عربية أُخرى منها لبنان والإمارات وقطر، وهو "نظام رعاية" يزيد من خطورة تعرض العاملات المنزليات للاستغلال والعمل القسري والاتجار بالبشر، ولا يتيح لهن آفاقاً تُذكر للحصول على الإنصاف.

يحوّل هذا النظام العاملة المنزلية إلى رهينة فور وصولها الدولة المُستَقدمة إليها إذ تُسلّم جواز سفرها طوال مُدة عقدها إلى "كفيلها". وتُعرّف منظمة تعزيز حقوق العمال المهاجرين في الشرق الأوسط نظام الكفالة بأنه نظام "يسمح للحكومات بترك مسؤولية المهاجرين في أيدي المواطنين والشركات حيث يعطي الكفلاء صلاحيات قانونية للتحكم بمصير العمال".

وتوضّح المنظمة أن العامل في ظل النظام لا يستطيع تجديد أوراقه أو تغيير وظيفته أو الاستقالة منها أو ترك البلاد من دون إذن الكفيل. وإن رحل من دون إذنه، يحق للكفيل إلغاء إقامته مما يضع العامل في وضع غير قانوني داخل البلاد كما لا يستطيع المُغادرة سوى من خلال إجراءات الترحيل التي تعرضه تلقائياً للحبس لمدة أسابيع أو شهور وأحياناً لسنوات.

تقول المنظمة إن الهدف الأساسي من نظام الكفالة كان أن "يحمل المواطنون مسؤولية الاعتناء بغير المواطنين"، مُشيرة إلى أنه أصبح أداة تعسفية للاضطهاد والاستغلال، واصفةً إياه بـ "نظام سلطوي".

لائحة لحماية حقوق عمّال المنازل

في عام 2013، اعتمدت السعودية قواعد جديدة لحماية حقوق عُمّال المنازل مُطالبةً إياهم في المُقابل بضرورة "احترام الإسلام، وطاعة أرباب العمل".

وقال وزير العمل السعودي السابق عادل فقيه آنذاك إن لائحة القواعد تتضمّن دفع العمال الراتب الشهري المتفق عليه من دون تأخير، ومنحهم يوماً إجازة أسبوعياً.

ويكفل القانون لعمّال المنازل 9 ساعات راحة يومياً، ومسكناً مناسباً. ويحق للعامل بناء على القواعد التي أقرّتها السعودية الحصول على إجازة مرضية مدفوعة، وإجازة لمدة شهر بعد قضائه عامين في العمل، كما يحق له الحصول على تعويض عند نهاية الخدمة يعادل راتب شهر بعد أربع سنين من العمل.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard