شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
موسم الهروب من السعودية..السعوديتان الهاربتان إلى جورجيا تحصلان على اللجوء في دولة أخرى

موسم الهروب من السعودية..السعوديتان الهاربتان إلى جورجيا تحصلان على اللجوء في دولة أخرى

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 8 مايو 201901:18 م

"نحن الآن في طريقنا لدولة جديدة كي نبدأ حياة جديدة مليئة بالأمل. حلمنا بالاستقلال تحقق أخيراً"، بهذه الكلمات أعلنت الشقيقتان السعوديتان مهى السبيعي (28 عاماً) ووفاء السبيعي (25 عاماً) الثلاثاء حصولهما على جوازي سفر جورجيين وحق اللجوء إلى بلد ثالث.

وقالت الشقيقتان اللتان هربتا من السعودية وطلبتا اللجوء في جورجيا في أبريل الماضي بسبب "تعرضهما للإساءة اللفظية والجسدية من أقاربهما الذكور" إنهما مرّتا بأيام مُظلمة مُنذ هروبهما، مُضيفتين "نتمنى الحُرية لكل سعودية مقموعة وكل امرأة تقضي أحلى سنين عمرها خلف قضبان دور الرعاية"، وفقاً لتغريدتهما على تويتر.

وقالتا في مقطع فيديو من مطار تبيليسي عاصمة جورجيا وهُما تلوحان بجوازي سفرهما الجورجيين "نتوجه أخيراً إلى بلد آخر. سيكون لنا منزل جديد وسنبدأ حياة جديدة"، موجهتين شكرهما لكُل من دعمهما.

ولفتتا إلى أنهما غير قادرتين على استيعاب ما يجري، مُشيرتين إلى أنهما لن تكشفا عن وجهتهما "لأسباب واضحة"، حسب قولهما، في إشارة إلى أنهما ستتعرضان للخطر إذا كشفتا عن دولة اللجوء.

انقلوا قصص السعوديات

ودعت الشقيقتان الصحافيين الذين تابعوا قضيتهما إلى الاستمرار في نقل واقع النساء السعوديات، موضحتين "لا تزال العديد منهن عالقات في منازل متعسفة أو خلف القضبان لتمردهن على ولي الأمر'". وأضافتا "نريد أن تنقلوا قصصهن أيضاً".

ولم تكشف مهى ووفاء عن أي تفاصيل إضافية، سوى أنهما لن توقفا حسابهما على تويتر @GeorgiaSisters2 وستستمران في دعم الحملات المُطالبة بإسقاط ولاية الرجل التي بموجبها تضطر المرأة السعودية إلى الحصول على تصريح من ولي أمرها الذي قد يكون ابنها في بعض الحالات لإكمال أبسط الإجراءات الحياتية مثل السفر أو العمل أو الزوج. وقالتا: "العديد من النساء السعوديات ساعدونا ولن ننسى لهن هذا".

وأعلنت وزارة الداخلية الجورجية الثلاثاء لوكالة فرانس برس أنهما في أمان. واستعانت الشقيقتان قبل ساعات قليلة بمقولة للأديب السعودي الراحل عبد الرحمن منيف، قائلتين عبر تغريدة في تويتر "وطن الإنسان حيث يكون قوياً ومؤثراً وقادراً. الوطن ليس التراب أو المكان الذي يولد فيه الإنسان، وإنما المكان الذي يستطيع فيه أن يتحرك".

ضرب والدي لي أكبر دافع للهرب

قالت مهى السبيعي في مُقابلة مع سي إن إن إن والدها كان يضربها أمام طفلها (9 سنوات) الذي تركته في السعودية قبل هروبها، مضيفة: "هذا كان أكبر دافع للمغادرة، عشت تحت رحمة أقاربي الذكور، وأفضل الموت على هذه الحياة.” وأكّدت مها "إن عدنا إلى السعودية فسنقتل أو سيزج بنا في سجن نسائي، لا يوجد خيار آخر."

وقالت وفاء إن هروبها من المملكة يعد "جريمة" نظراً لنظام ولاية الرجل المُتّبع في السعودية، والذي بموجبه تضطر إلى "أخذ إذن للقيام بأي شيء، للحصول على وظيفة أو للانتقال إلى مكان جديد أو الزواج" بحسب قولها، مُضيفة:"المرء يعيش مرة واحدة، وهذه الخيارات هي حقوقنا الأساسية ونحن لا نمتلكها".

بعد هروب السعودية رهف القنون ولجوئها إلى كندا، وفرار شقيقتين سعوديتين مجهوليتي الهوية إلى هونغ كونغ وحصولهما على حق اللجوء، حصلت الأختان السبيعي على حق اللجوء إلى دولة ثالثة بعد هروبهما إلى جورجيا...موسم الهروب من السعودية مثلما تنبأت به رهف القنون.
"ضربُ والدي لي أمام طفلي كان أكبر دافع للمغادرة، عشت تحت رحمة أقاربي الذكور، وأفضل الموت على هذه الحياة"...مهى ووفاء السبيعي الهاربتان من السعودية تغادران جورجيا وتحصلان على اللجوء في دولة ثالثة. قصص السعوديات الهاربات متواصلة..فمن التالية؟

تطبيق "أبشر" غير إنساني

وكشفت الشقيقتان أنهما هربتا من المملكة بعد سرقتهما هاتف والدهما، موضحتين أنه لا بد من أن يمنح الرجال النساء الإذن لعبور الحدود بموجب قانون ولاية الرجل، غالباً عبر تطبيق "أبشر" الذي تهاجمه منظمات حقوقية عالمية حالياً وتُطالب شركتي "آبل" و"غوغل" بإزالته.

وقالت مهى ووفاء إن التطبيق "يمنح الرجال السيطرة على النساء"، لافتتين إلى أنهما "على علم بعشرات الشابات الأخريات اللواتي يتطلعن إلى الفرار من عائلات مسيئة" ولكن التطبيق يعرقل مشوارهن.

وحثت الشقيقتان شركتي "آبل" و"غوغل" يوم 25 أبريل الماضي على إزالة تطبيق "أبشر" ووصفتاه بأنه "غير إنساني". وقالتا إنه يمكن للشركتين المساعدة في إحداث التغيير في السعودية بإزالة "أبشر" أو على الأقل إلغاء إمكانية تعقب النساء عبره والسماح لهن بالتخطيط لسفرهن بشكل مستقل، واعتبرتا أن ذلك "سيعرقل نظام الوصاية بشكل كبير".

وأنشأت الشقيقتان حساباً على تويتر يوم 16 أبريل الماضي باسم @GeorgiaSisters معلنتين: "نحن فتاتان سعوديتان هربتا من السعودية طلباً للجوء، عائلتنا والحكومة السعودية علقتا جوازي سفرنا والآن نحن عالقتان في جورجيا، نحن بحاجة لمساعدتكم رجاء".

وكشفتا عبر حسابهما الأول الذي لم تتمكنا من الدخول إليه بعد أيام قليلة من طلبهما المُساعدة، عن "جوازي سفرهما كدليل على هويتهما"، وأكّدتا "والدنا وإخوتنا وصلوا إلى جورجيا وهم يبحثون عنا، نحن هربنا من اضطهاد عائلتنا لأن القوانين لا تحمينا ونسعى للحصول على حماية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR للذهاب إلى دولة آمنة".

وقبل مهى ووفاء السبيعي، حصلت الشابة السعودية رهف محمد القنون (18 عاماً) على حق اللجوء في كندا بعدما هربت من أسرتها خلال إجازة في الكويت إلى مطار بانكوك. كما فرت شقيقتان سعوديتان أخريان لم تكشفا عن هويتيهما وعرفتا إعلامياً باسم "ريم وروان" إلى هونغ كونغ في سبتمبر 2018، وغادرتا في مارس الماضي إلى بلد ثالث لم يكشف عنه.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard