شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
صدف خادم أول ملاكمة إيرانية تُسدد لَكمةً نسوية بوجه الممنوعات

صدف خادم أول ملاكمة إيرانية تُسدد لَكمةً نسوية بوجه الممنوعات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 15 أبريل 201907:11 م

"لا أزال في أول الطريق وعليّ أن أتعلم المزيد، في إيران الكثير من الفتيات والملاكمات اللواتي يتمتعن بإمكانات أفضل منيّ"، بهذه العفوية والتواضع تتحدث صدف خادم، 24 سنة، أول ملاكمة إيرانية في الجمهورية الإسلامية، بعد تحقيق حلمها الشخصي بل أحلام فتيات بلادها بكسر قيود الحواجز المفروضة، وبالمشاركة في ساحات الرياضة العالمية.

خطت الملاكمة الإيرانية صدف خادم بفوزها مساء السبت 13 أبريل الجاري على الفرنسية آن شوفان في نزال جمعهما في رويان غرب فرنسا، أول خطوة في تاريخ الملاكمة النسائية في إيران، فهي أول ملاكمة تنافس في مباراة باسم إيران وتسجل انتصاراً سيؤثر في الكثيرات ممن يحلمن بتمثيل بلادهن والمشاركة في مسابقات عالمية.

بدأت الإيرانية خادم مسيرتها الرياضية في قاعات كرة السلة عندما كانت في عمر التسع سنوات، فيما كان حلمها السريّ ينمو بعيداً عن الأضواء. إذ لم يحظَ حبها للملاكمة بتشجيع من عائلتها التقليدية، فلجأت إلى مأوى السيارات في منزلها لإجراء تمريناتها على أكياس الرمل، وتمكنت بعد مدة من لقاء أول مدرب لها، إذّاك بدأت مسيرتها الصعبة متحدية وسطاً استهزأ بها عندما نشرت الصحافة المحلية صورتها الأولى وهي على حلبة الملاكمة.

كانت أرمينيا أول محطة للملاكِمة المبتدئة خارج إيران، حينها أدركت أنها لم تتلقَ بعدُ التدريب الكافي، فشاهدت أقرانها من الدول الأخرى وأصيبت بالإحباط وقررت اعتزال الملاكمة وإكمال حياتها مدربةَ كمال أجسام فقط، إلا أن لقاءً مشجعاً مع مواطنها الإيراني علي مظاهري، عضو المنتخب الإيراني للملاكمة، كان كافياً لشحنها بعزيمة قوية وإعادتها إلى الملاكمة النسوية هذه المرة مع عدد من الملاكمات اللواتي كن يتدربن في نوادٍ خاصة.

لا ترى صدف خادم فروقاً بين الرجال والنساء، فالجميع يمكنهم المشاركة بالمسابقات، بالنسبة لها " الحياة هي حلبة المصارعة" وفي الملاكمة ينضج الانسان ويصبح أكبر، فأن تتلقى لكمة لا يعني أنك خسرت، وأن توجه لكمة لا يعني أنك الرابح.

تؤكد صدف أن وجود نوادٍ مختلطة في إيران أمر ضروري لممارسة الملاكمة، لكن سقف حلمها أبعد من الممكن في ظل نظام إسلامي يتحفظ على أدق التفاصيل في ما يخص المرأة، ما يجعله يتجاهل أول انتصار نسوّي إيراني لعدم مراعاة الفائزة أصول الشريعة الإسلامية في ملابسها، والاحتمال الأكبر قد يكون معاقبتها.

خطوة رسمية خجولة نحو ملاكمة نسوية

كشف الموقع الألكتروني لاتحاد الملاكمة في إيران في تشرين الثاني 2018 خطوته الأولى لتشجيع الملاكمة النسوية في إيران، بالسماح للملاكمات بالانتساب إلى الاتحاد كمدربات وممارسات للتحكيم. وحسب رئيس اتحاد الملاكمة في إيران حسين ثوري، فإن هذه الخطوة ستوضح مدى إمكانية تفعيل هذه اللعبة بين السيدات لأن القوانين الرياضية في إيران تنص على إلزامية التطابق الجنسي بين المدرب واللاعب والحكم.

لم تنتظر خادم الخطوة الثانية نحو تشكيل اتحاد الملاكمة النسوي في إيران وتصميم ملابس تراعي أحكام القوانين الإيرانية ثم موافقة اتحاد الملاكمة العالمي عليها، فالوقت يداهم الشابات في سنها. اغتنمت صدف فرصة تعرفها على الملاكم الإيراني الفرنسي "مهيار مونشي بور" خلال زيارته إيران قبل سنتين وأقام خلالها عدداً من حلقات التدريب العامة، لترسل إليه فيديوهات تدريبها فأُعجب بها وقرر مساعدتها.

لا ترى صدف خادم أول ملاكمة إيرانية فروقاً بين الرجال والنساء. وبالنسبة لها "الحياة هي حلبة المصارعة" وفي الملاكمة ينضج الانسان ويصبح أكبر، فأن تتلقى لكمةً لا يعني أنك خسرت، وأن تُوجه لكمةً لا يعني أنك الرابح.

ايران رفضت المشاركة

حاولت صدف خادم في البداية الحصول على موافقة اتحاد الملاكمة الإيراني فأحضرت له دعوة رسمية للمسابقة المقامة في فرنسا، ولكنه رفض انتدابها للمشاركة بشكل رسمي، فيما أصدر الاتحاد ظهر الاثنين 15 أبريل بياناً نفى فيه وجود أي أنشطة نسائية في رياضة الملاكمة داخل إيران، محملاً المشاركين مسؤولية كل مشاركة دولية وليس الاتحاد.

يقول المدرب منشي بور إنه حاول إقناع الجهات الرسمية في إيران إلا أن الأمر كان شبه مستحيل، لأن المطلوب ليس فقط ارتداء ملابس إسلامية بل وجود مدربة وسيدة للتحكيم، وهذا صعب جداً. لاحقاً انطلق منشي بور للتنسيق مع وزير الرياضة الفرنسي من أجل دعوة صدف خادم إلى مسابقة رسمية، حملت فيها الشابة الإيرانية اسم بلدها على لباسها وحلم الكثيرات من الإيرانيات في دموعها بعد فوزها الدولي الأول.

صدف ومدربها بور سيعودان معاً إلى إيران والخوف والقلق من الاعتقال يصاحبهما، فالقوانين الصارمة ستتجاهل فوز اللاعبة الشابة وطموحها ووجهها الدامع الذي غزت صورته وسائل التواصل الاجتماعي مع عبارة "اليوم غيرتِ التاريخ". فالسيناريوهات المختلفة لتعامل السلطات مع صدف خادم لم تعد مهمة بقدر أهمية الصورة الجديدة التي رسمتها الملاكمة الواعدة بملابس رياضة عادية رافعة اسم إيران بعد عقود من اقتران الرياضة النسائية الإيرانية بالحجاب.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard