شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
السودان: المجلس العسكري يعتقل مسؤولين في حكومة البشير ويفشل بفض الاعتصام

السودان: المجلس العسكري يعتقل مسؤولين في حكومة البشير ويفشل بفض الاعتصام

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 15 أبريل 201906:21 م

دعا تجمع المهنيين المعارض في السودان، الاثنين، المتظاهرين للاحتشاد أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم، مشيراً إلى وجود محاولات لفض الاعتصام. جاء ذلك بعد ساعاتٍ من اعتقال المجلس العسكري الانتقالي عددًا من أعضاء الحكومة السابقة، وتعهده بعدم تفريق المحتجين عنوةً.

ودعا التجمع، المنظم للاحتجاجات منذ بدايتها ديسمبر/كانون الأول الماضي، في بيان استغاثة، الجماهير الشعبية إلى التوجه لمقر الاعتصام والانضمام للمحتجين "لحماية ثورتهم"، على حد تعبيره. وتوافد الآلاف رغم ارتفاع درجات الحرارة استجابةً للنداء.

وكانت قوات عسكرية تجمعت عند ثلاثة محاور الاعتصام، صباح الاثنين، واستعانت بجرارات لإبعاد حواجز الحجارة والمعادن، فيما شكل المحتجون حلقات حول منطقة الاعتصام لمنعهم مرددين هتافات "حرية، حرية" و"ثورة، ثورة".

ورغم تأكيد المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي شمس الدين الكباشي في مؤتمر صحافي مساء الأحد، أن الجيش لن يقوم بفض الاعتصامات بالقوة، إلا أنه ناشد المتظاهرين "التوقف عن إغلاق الشوارع وعرقلة الحياة العامة للناس".

فشل المجلس العسكري الانتقالي في السودان في فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش، الاثنين، بعد نداء أطلقه تجمع المهنيين السودانيين يطلب من المتظاهرين الحضور بكثافة وهو ما استجابت له الجماهير بالتوافد بالآلاف.

وضغط الاعتصام أمام مقر الجيش، منذ 6 أبريل/نيسان، على قادته للإطاحة بالرئيس عمر البشير، وهو ما تم يوم الخميس 11 أبريل/نيسان، بإطاحة البشير بعد أن حكم البلاد 30 عاماً. وتواصلت الاحتجاجات بعد إسقاط البشير رفضاً لتشكيل مجلس عسكري انتقالي ويصر المحتجون على تشكيل حكومة مدنية بالكامل قبل إنهاء الاعتصام.

القبض على رموز النظام ومصادرة أموالهم

ومساء الأحد، عين المجلس العسكري الفريق أبو بكر مصطفى رئيساً لجهاز المخابرات والأمن الوطني بعد استقالة رئيسه السابق صلاح قوش. كما أعفي رئيس بعثة السودان في واشنطن محمد عطا المولى ومندوبها الدائم إلى جنيف مصطفى إسماعيل.

وأضاف المتحدّث باسم المجلس شمس الدين الكباشي لصحافيين: "المجلس أمر بتشكيل لجنة لمصادرة أموال حزب البشير الحاكم، حزب المؤتمر الوطني، وأصوله في المركز والولايات"، وأنه أحالالفريق عوض بن عوف وزير الدفاع، ومدير جهاز الأمن المستقيل صلاح قوش إلى التقاعد، موضحاً أنه بصدد إجراء "ترتيبات جديدة لإعادة هيكلة جهاز الأمن".

وأمر المجلس بتشكيل "لجنة لإعادة هيكلة مفوضية مكافحة الفساد على أن تباشر مهامها فوراً وفق أسس ومعايير جديدة. مع الاستمرار في القبض على رموز النظام السابق المشتبه بهم في قضايا فساد وكل من تدور حوله شبهات فساد"، بحسب الكباشي.

وفي إطار تغيير القيادات، أعلن المجلس العسكري، الاثنين، أنه يعيد تشكيل رئاسة الأركان المشتركة وتعيين الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب أحمد بابكر رئيسا للأركان.

وحث المجلس المعارضة على تشكيل حكومة جديدة، قائلاً إن "الكرة في ملعب القوى السياسية"، مؤكداً أنه لن يفرض عليهم اختيار رئيس الحكومة الجديدة. وتعتبر الناشطة الحقوقية السودانية رشيدة شمس الدين أن ما قاله المجلس ليس سوى "ضحكًا على الذقون".

مساعي دبلوماسية عديدة

والتقى نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو، الاثنين، سفيري الاتحاد الأوروبي جان ميشيل دوموند وبريطانيا عرفان صديق، بالقصر الجمهوري لشرح الأوضاع الراهنة بالبلاد. وطالب الدبلوماسيان الأوروبيان بسرعة نقل السلطة إلى مدنيين وعدم فض الاعتصام بالقوة والإفراج عن المعتقلين.

وأعربت جامعة الدول العربية، الأحد، عن ارتياحها لقرارات وإجراءات المجلس العسكري الانتقالي في السودان بقيادة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان. لكن مجلس السلم والأمن الأفريقي أمهل، الاثنين، المجلس العسكري في السودان 15 يوماً لتسليم السلطة للمدنيين.

من جهته، قصد عضو المجلس العسكري الانتقالي جلال الدين الطيب، العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، كأول مبعوث خارجي للمجلس، لتوضيح ما يجري ببلاده للقادة الأفارقة. وشدد لهم على أن المجلس ملتزم بوعده بتسليم السلطة للشعب، وأن جهوداً تبذل لاختيار رئيس وزراء تمهيداً لتشكيل حكومة مدنية، داعياً الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي لدعم المجلس لتجاوز الصعوبات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وفي بيان لها الاثنين، ناشدت وزارة الخارجية السودانية إعفاء السودان من ديونه الخارجية وإزالة العوائق التي تحول دون تلقيه المساعدات والتمويل من المؤسسات الدولية، لافتةً إلى أن السودان يتطلع لتعاون اقتصادي مع المجتمع الدولي يتيح له استغلالاً أمثل لموارده الطبيعية والاقتصادية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard