شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
محمود الجُندي ممثل الصف الثاني الذي لم يحظَ بالبطولة

محمود الجُندي ممثل الصف الثاني الذي لم يحظَ بالبطولة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 11 أبريل 201903:47 م

رحل الفنان المصري محمود الجندي الخميس عن عمر يناهر 74 عاماً بعد صراع مع المرض. عرف عن الجندي أداؤه أدوار الصف الثاني، في نحو 370 عملاً فنياً. ورغم تألقه إلا أنه لم يحظ بالبطولة إلا في ما ندر. وإلى جانب التمثيل، عُرف الجندي بصوته العذب، أدى أغنيات كثيرة في عدة مسلسلات.

ولد الجندي يوم 24 فبراير من العام 1945، في محافظة البحيرة المصرية، حلم مذ كان طفلاً بأن يصبح فناناً شاملاً، يمثل ويغني ويرقص أيضاً، لذلك لم يتردد في الالتحاق بالمعهد العالي للسينما، وفي السبعينيات من بدأ حياته الفنية مقدماً العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات.

في السنوات الأولى من فترة السبعينيات ظهر الجندي في أدوار صغيرة في عدد من المسلسلات والسهرات التلفزيونية والمسرحيات، لكن بدايته الحقيقية كانت في العام 1979 حين وقف أمام الممثل الكوميدي الراحل فؤاد المهندس في مسرحية "إنها حقاً عائلة محترمة"، وحقق دوره في المسرحية نجاحاً كبيراً، أهّله للمشاركة في مسلسل "دموع في عيون وقحة" في العام 1980 أمام النجم عادل إمام. وفي العام 1983 قدم أحد أهم أدواره في مسلسل "الشهد والدموع" من تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبد الحافظ، بعدها بدأ نجمه في الصعود في سماء الدراما المصرية.

لا يعرف كثيرون أن محمود الجندي كان جندياً بالفعل في حرب أكتوبر 1973، خدم في سلاح الطيران 7 سنوات. كما لا يعرف أغلب الناس أنه عاش سنوات من عمره لا دينياً، قبل أن يتغير الأمر تماماً في العام 2001، وهو العام الذي اندلع فيه حريق كبير في شقته، ماتت على إثره زوجته ضحى حسن، التي كان يحبها بجنون، وله منها ثلاث بنات وصبياً.

"فنان فقير"

في العام 1990 قدم الفنان المصري محمود الجندي ألبومه الغنائي الأول والأخير الذي حمل اسم "فنان فقير" الذي قدم من خلاله عدة أغنيات، لم تحقق أي نجاح يذكر في سوق الكاسيت المصري حينها، وهذا ما جعله يترك الغناء ويكتفيبالتمثيل، يختار أعماله بعناية من أجل أن يثبت للجميع أنه ليس "فناناً فقيراً" بل هو ممثل غني بحب الناس وبقدراته الفنية الكبيرة التي ظهرت بشكل واضح في الثمانينيات والتسعينيات قبل أن يخبو بريقه الفني في السنوات الأخيرة بحسب الكثير من النقاد.


 رحل الممثل المصري محمود الجندي عن عمر يناهز 74 عاماً بعد صراع مع المرض. الجندي كان ممثلَ الصف الثاني ورغم تألقه في الأداء الدرامي لم يحظَ بدور البطولة إلا في أفلام قليلة جداً. بورتريه لمن كان يلقب بـ “فنان فقير”.

في حوار شهير له مع مجلة الشباب التي تصدر عن مؤسسة الأهرام المصرية، في العام 2001، حكى الجندي أن فقده لزوجته جعله يفكر في الحياة بطريقة مختلفة، ويقرر أن يقترب من الله أكثر بعدما شعر أن ما حدث لزوجته سببه التصرفات التي وصفها بأنها غير سؤولة كان يقوم بها قبل الحادث. ذكر الجندي أن حياته الشخصية قبل الحادث كانت تختلف تماماً عن الشخص الإيجابي الذي يعلم الأطفال الأخلاق الحميدة في مسلسل الأطفال "كوكي كاك" الذي شاركته في بطولته إيمان الطوخي.

بعد الحادث تحول محمود الجندي إلى شخصية أقرب للدرويش منها للفنان، قبل أن يتصالح مع الحياة مرة أخرى، ويدرك أن الفن لا يتعارض مع التدين، لكن كان الحادث قد غيّر شخصيته بدرجة كبيرة وجعله يتعامل مع الحياة بشكل مختلف، فبدا في أعماله التي تلت تلك الفترة أقرب لرجل عجوز منه للشاب المتقد حيوية في أهم المسلسلات المصرية في الثمانينيات والتسعينيات.

بعد وفاة زوجته في الحريق تزوج أكثر من مرة، وأشهر زيجاته كانت في العام 2003 من الممثلة المصرية عبلة كامل انتهت بالانفصال في العام 2005.

قدم الجندي عشرات الأفلام، منها "التوت والنبوت"، و"ناجي العلي"، و"حكايات الغريب"، و"اللعب مع الكبار"، و"واحد من الناس"، وفي مجال الدراما التلفزيونية قدم مسلسلات عديدة أشهرها "أنا وأنت وبابا في المشمش"، و"رحلة السيد أبو العلا البشري"، و"حلم الجنوبي"، و"حديث الصباح والمساء، و"زيزينيا"، و"رمضان كريم"، و"ظل الرئيس".

ومن أشهر مسرحياته "البرنسيسة"، و"علشان خاطر عيونك"، وكان آخر عمل قدمه على المسرح هو "اضحك لما تموت" من تأليف لينين الرملي وإخراج عصام السيد.

توفى محمود الجندي عن عمر ناهز الـ 74 عاماً، صباح الخميس 11 أبريل في أحد مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر، على أطراف القاهرة، بعد صراع مع المرض، تاركاً خلفه أعمالاً ستجعله خالداً في قلوب العرب والمصريين.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard