شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
صحفيات طالبن بها، وشركة واحدة طبقتها، وهجوم إعلامي..

صحفيات طالبن بها، وشركة واحدة طبقتها، وهجوم إعلامي.."إجازة الدورة الشهرية"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 7 أبريل 201907:11 م

بدأت منذ أيام قليلة، حملة جديدة وغير مُعتادَة في مصر، تُطالِب بـ"إجازة لأوَّل أيَّام فترة الدورة الشهرية للنِّساء"، الأمر الجديد كُلِّيَّا على الرأي العام المصري، ولم يسبق وأن فتح مجالاً للحديث أو المطالبة به من قبل، رغم أنَّ بعض الدول تمنح تلك الإجازة، منها الفلبين، وإيطاليا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وأندونسيا، وزمابيا.


جاءت الدعوة خلال تدريب مجموعة من الصّحافيات المصريَّات أقامه الاتحاد الدولي للصحفيين في مصر، وبعدها قرّرن إخراج الفكرة من أبواب القاعة إلى مواقع التواصل الاجتماعي.

"الموضوع حيكون محتاج إنّ الرِّجَّالة تستوعب إنَّ دَه أَلَم حقيقي مش حِجّة للأجازة".

أثارت الدعوة جدلاً واسعاً على السوشيال ميديا في مصر، علَّقت الصحافية، شيماء حفظي، في صفحتها على الفيس بوك:"الموضوع حيكون محتاج إنّ الرِّجَّالة تستوعب إنّ ده ألم حقيقي مش حِجة للأجازة"، فيما تطرَّقت الصحافية نهى لملوم، على حسابها الشخصي، إلى جوانب أخرى، فكتبت: "القضيّة تحمل أكثر من وجه، فالبعض سيراه تحيُّز وتمييز إيجابي للنساء، بينما سيراه البعض  نوعاً من تطبيق النّوع الاجتماعي داخل بيئة العمل، خاصَّة وأنَّ المرأة لها طبيعة بيولوجية خاصَّة"، متابعة، أنَّنا نناقش أمراً مختلفاً عن إجازة الحمل مثلاً، فنحن هنا نناقش أمراً يراه المجتمع "عيب"، والحديث عنه ومناقشته، لن يُقبل من الأساس".

وتقول  الصحافية أوليفيا محسن: "أؤيّد الفكرة تماماً، حيث من المُهمّ وجود إجازة للنّساء أثناء فترة الحيض حتى لو كانت لأوَّل يوم فقط"، وتشاركها الرأي الصحفية أميرة طلعت، تقول: "أؤيد بالطبع، ولكن النساء سيخجلن من طلبها، حتى لو تمّ اقرارها".

أمَّا الصُّحافية، رباب عزام، بالإضافة إلى تأييدها للمقترح، أكدت على ضرورة وجود "أجازة" موازية للرِّجال، وذلك بحسب رأيها "للتأكيد على مبدأ المساواة".

ما لا يفهمه الرجل عن معاناة "الدورة الشهرية"

"العمل في أول يوم للدورة الشهرية، كابوس"، هذا ما قالته، نهاد أشرف، محامية مُتدرِّبة، وأكملت لـ"رصيف 22"، "الشّعور بالألم والتقلّصات طيلة الوقت، يجعل من العمل في هذا اليوم كابوساً يطاردني، الأسوء في مهنتي وبعض المهن الأخرى، عندما أكون مُضطرَّة للنزول إلى الشارع، والمشي لمسافات طويلة خاصَّة في فصل الصيِّف، وأنا أنزف دماً، بما تحمله الكلمة من معنى".

وتتابع نهاد، "ما يجعل الأمر سيئاً، أنّه ليس دائماً ما تتوفَّر حمامات نسائية عامَّة، فقط لأطمئنَّ أنّ ملابسي لم تتسخ، بل إنَّ مكان عملي في البداية، لم يكن يتوفَّر فيه حمَّاماً نظيفاً خاصَّاً بالفتيات، حتى اشتكيت أكثر من مرة، فتم تخصيص حماما لنا"، مستدركة، "ولكن تلك الأمور جانبية، وتبقى النقطة الأساسية، هي الألم والنزيف الدائم، والشعور بالتوتر والضغط العصبي، والرغبة في البكاء، وما إلى ذلك من الآثار النفسية لتغيير الهرمونات الناتج عن الدورة الشهرية، لذلك فوجود إجازة أول أو ثاني يوم، ليس رفاهية، أو مادة للسخرية والتنكيت، وإنما يجب أن يكون مطلبا لكافة النساء العاملات".

"صاحب العمل، سواءً كان مؤسسة صحفية، أو أيّ مجال آخر، يُفضِّل الرجل، بسبب الإجازات الممنوحة للنساء بموجب القانون"

أمَّا سارة عبدالحق، "اسم مستعار"، صحافية، فلها رأي مختلف، تقول: "صاحب العمل، سواءً كان مؤسسة صحافية، أو أيّ مجال آخر، يُفضِّل الرجل، بسبب الإجازات الممنوحة للنساء بموجب القانون، فمثلاً القانون حالياً يكفل للنساء إجازة أمومة لمدة 4 شهور، وهو ما يتم اتخاذه كحجة لرفض توظيف النساء، خاصة المتزوجات، وكنت قد واجهت شيئاً من هذا، في أحد مُقابلات العمل مع أحد المؤسسات، سُئِلتُ عمَّا إذا كنت مُتزوِّجة أو مقبلة على الزواج، وعندما استفسرت عن سبب تلك الأسئلة الشخصية التي لا علاقة لها بمدى كفاءة العمل، فُوجِئتُ أنّ السَّبب هو أنَّ المُؤسسة لا توظَّف المتزوجات، بسبب إجازات الإنجاب والأمومة، التي تمنح لهن في المستقبل".

وتوضّح عبد الحق: "لست ضد أن يتمَّ منح النساء إجازات لأول يوم للدورة الشهرية، ولكن لابدَّ وأن يلتفت المشرّع لطبيعة سوق العمل في مصر، خاصة القطاع الخاص، وأن يضع الضمانات لعدم اقصاء النساء أكثر من قبل، بسبب الإجازة الجديدة".

لم تهدأ المناقشات حول مطلب الإجازة، حتَّى خرجت إحدى شركات الدعاية والاعلان، "شارك آند شريمب"، معلنة عن تخصيص إجازة ما أسمته "الفترة المرهقة"، في قرار نشرته على صفحتها الرسمية، والذي تضمَّن نقطتين:

- يحقّ لكلّ شريكة نجاح المُطالبة بيوم إجازة مدفوع عن أوَّل أو ثاني يوم من الفترة المرهقة "الحيض".

- إن استدعت ضرورة العمل في تلك الفترة يتم التنسيق للعمل من المنزل.

الإعلان لاقى بعض الهجوم، حيث اتهم البعض الشركة والإدارة، بأنها تسعى للدعاية والاعلان مستغلة الحملة، بينما رأى آخرون أنّها ليست أكثر من "كذبة ابريل".

كما خرج الاعلامي المصري عمرو أديب، ليتناول القرار في برنامجه، مهاجماً القرار، قائلاً: "القرار بإن إعطاء الستات إجازة أسبوع، وأنها تشتغل 3 أسابيع فقط، قال يعني البلد شغالة أوي، فندّي الستات أسبوع إجازة كل شهر، هو دا بيحصل فين برة ؟"

فيما قالت رانيا يوسف، المسؤولة عن الموارد البشرية بالشركة، "أنَّ من هاجموا الشركة لم يُكلِّفوا أنفسهم عناء قراءة القرار، فالقرار ليس منصوصاً بأن يتمَّ منح النساء إجازة أسبوعاً كاملاً، وإنَّما فقط أول أو ثاني يوم من فترة الحيض، أو العمل من المنزل إن استدعت الحاجة".

وتابعت يوسف، لـ"رصيف 22"، أنّ الأمر بعيد تماماً عن افتعال بروباغندا، القرار جاء بعدما لاحظنا مناقشة مفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب بتلك الإجازة، بعدها تناقشنا ووصلنا لهذا القرار، خاصَّة وأنّ الموظفة التي ستعمل تحت الشعور بالألم والضغط النفسي المصاحب للدورة الشهرية لن يتسنَّى لها أن تعمل بكامل طاقتها، لذا فالقرار له بعد إنساني، ويصبّ في صالح العمل أيضاً".

ورأت مسئولة الموارد البشرية"، أنَّه في مصر، المجتمع يتعامل مع فترة الدورة الشهرية إمَّا بالسّخرية أو بالوصم والعيب، لذلك قد يساهم القرار في أن يتحرك المجتمع المصري نحو تقبّل تلك الفترة، وتغيير الثقافة الشعبية نحوها إلى حد ما".

وأنهت رانيا يوسف حديثها قائلة،: "هناك حرص على أن تكون بيئة العمل إنسانية، وأن يكون هناك مراعاة للظروف الصحية والنفسية للعاملين والعاملات، لذلك جاء هذا القرار ضمن محاولات تأسيس تلك البيئة، وليس انحيازاً للنساء على حساب الرجال، وما إلى ذلك من ادعاءات".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard