شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
بطل معرض الكتاب...اعتقال أكاديمي سعودي انتقد انتهاكات حقوق الإنسان

بطل معرض الكتاب...اعتقال أكاديمي سعودي انتقد انتهاكات حقوق الإنسان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 30 مارس 201901:42 م

"كلنا نعرف ايش وضع الحُريّات في السعودية"، هكذا افتتح الأكاديمي أنس المزروع مداخلته في ندوة مُخصصة للحديث عن حقوق الإنسان بمعرض الكتاب في العاصمة الرياض يوم 18 مارس الجاري، تصريح كلفه اعتقاله بعد ساعات قليلة وفقاً لما أكّده حساب "معتقلي الرأي" على تويتر المعني بمراقبة وضع المعتقلين سياسياً في السعودية، عقب عشرة أيام من اختفائه.

"كلنا نعرف ايش وضع الحُريّات في السعودية"

تحدّث المزروع، وهو مُحاضر في كلية القانون بجامعة الملك سعود أمام الحضور، عن القمع الذي تُمارسه السلطات السعودية على الناشطين الحقوقيين قائلاً: "كلنا نعرف أين عزيزة اليوسف، وأين إيمان النفجان، ولجين الهذلول، وعبدالله الحامد، وبقية الإخوة الذين ساهموا في تجديد ثقافة حقوق الإنسان"، خاصاً بالذكر جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية (حسم) التي وصفها علناً بـ "المُبادرة المدنية الرائعة" رغم اعتقال اثنين من الأعضاء المؤسسين وهما الأكاديميان محمد فهد القحطاني وعبدالله الحامد.

ولفت المزروع في كلمته إلى "تناقض" السعودية بين الحديث عن تمكين المرأة ووضعها في القوانين الحالية في المملكة مؤكداً "ما زالت هناك أنظمة وطنية تميز ضدها"، كما أشار إلى أن "موافقة ولي الأمر" يدلّ على أن "هُناك انتهاكات نظامية موجودة في النظام"، على حد تعبيره.

وطلب من الحضور إعادة النظر في مفهوم "ولي الأمر" مُنتقداً حكم الفرد الواحد في المملكة مؤكداً: الشعب هو ولي الأمر وليس فرداً واحداً.

"كلنا نعرف ايش وضع الحُريّات في السعودية"، تصريح في ندوة مُخصصة للحديث عن حقوق الإنسان في الرياض كلف  الأكاديمي #بطل_معرض_الكتاب أنس المزروع اعتقاله.

"حيّرني موقف #بطل_معرض_الكتاب. كيف يقف لهم ويكون معهم ومنهم بعد كل ما سمعه من قهر وتعذيب وغياب؟ ما الدافع النبيل هذا الذي شدّه ليقف مختاراً هذا المصير؟"

تزوير الحقائق

يقول رئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان علي الدبيسي لرصيف22 إن "اعتقال المزروع رسالة وقائية تفضح كُل من يريد أن يزوّر الحقائق ويضلل الرأي العام عبر ترويج أن الإفراج عن بعض المعتقلات يحمل في طيّاته مراجعة إيجابية من قبل الحكومة السعودية لواقع الحقوق واحترام الأنظمة والحريات"، مُشيراً إلى أن الاعتقال يؤكد مدى ما بلغته "حُرية الكلمة من ضيق لأبعد الحدود" في عهد الملك سلمان وابنه ولي العهد.

الحكومة السعودية استطاعت عقب الربيع العربي جعل كل كلمة تتعلق بحقوق الإنسان وحرية الكلمة، جريمة.

وأضاف أن لدى الحكومة السعودية "بالطبع تفسيرات وتبريرات مُتعددة لشرعنة اعتقال المزروع" لافتاً إلى أنها استطاعت عقب الربيع العربي جعل كل كلمة تتعلق بحقوق الإنسان وحرية الكلمة، جريمة.

بطل معرض الكتاب

أطلق روّاد تويتر وسم (هاشتاغ) #بطل_معرض_الكتاب للإشادة بـ "جرأة" المزروع، حسب وصف بعض المغردين، خاصة في ظل أزمة الاعتقالات التي تشهدها المملكة وتصاعد قضية مُعتقلات الرأي السعوديات.

وقال عبدالله العودة، نجل الداعية السعودي المُعتقل سلمان العودة، إن المزروع قدّم "مفهوماً حقيقياً لمشاعر الناس والشباب ووعيهم حول قضايا الوطن والحقوق ومستقبلها".

ولفت في تغريدة على تويتر إلى أن حديث المزروع تضمّن "مفاهيم يخاف أي مستبد من انتشارها، لذلك يبادر بالقمع والاعتقال"، على حد قوله.

واعتبر الباحث مهنا الحبيل أن اعتقال المزروع "يهدم أي فرصة للحكم السعودي للاستفادة من إطلاق المعتقلين إن تم نهائياً يوم الأحد"، موجهاً رسالة للسُلطات السعودية: "اتركو أنس يعود لمنزله وأهله، قبل أن تتوسع حفركم أكثر فأكثر".

وأعرب أحد المُغردين عن استغرابه من موقف المزروع الذي تساءل عن المعتقلين "بعد كل ما سمعه عنهم من قهر وتعذيب وغياب. واختار أن يقف لهم ويكون معهم ومنهم"، على حد قوله، مُتسائلاً: ما الدافع النبيل هذا الذي شدّه ليقف مختاراً هذا المصير؟

ما الدافع النبيل هذا الذي شدّه ليقف مختاراً هذا المصير؟

وأوقف تويتر حساب المزروع على تويتر (‪@Anas455‬)، ولكن من غير المؤكد إذا كانت لكلمته في معرض الكتاب علاقة بذلك. 

وكانت السلطات السعودية قد أفرجت الخميس عن المعتقلات رقية المحارب وعزيزة اليوسف وإيمان النفجان بشكل مؤقت في انتظار انعقاد جلسة المحاكمة الثالثة المتوقعة الأحد 31 مارس. وقالت مصادر لـ رويترز إن باقي المُحتجزات التسع سيفرج عنهن الأحد 31 مارس.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard