شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
ترامب والجولان

ترامب يلوح بالاعتراف بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري وتنديد بالخطوة

ترامب والجولان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 22 مارس 201901:52 م

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، إن الوقت ربما حان للولايات المتحدة للاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، معتبراً أن ذلك مهم لأمن إسرائيل واستقرار المنطقة، ما أثار غضباً عربياً وعالمياً.

وغرد ترامب عبر حسابه على تويتر، قائلاً: "بعد 52 عاماً، حان الوقت للولايات المتحدة للاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالغة الأهمية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي".

تغريدة ترامب تزامنت مع زيارة وزير خارجيته مايك بومبيو إلى إسرائيل، وتأتي قبل حوالي 3 أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 9 أبريل/نيسان المقبل. ويعتبر خبراء أن اعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، "دفعةً كبرى" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الانتخابات المقبلة، لاسيما أنه طالما طالب واشنطن بهذا الاعتراف.

وسارع نتنياهو للرد على تغريدة ترامب بالقول: "في الوقت الذي تسعى فيه إيران لاستخدام سوريا كقاعدة لتدمير إسرائيل، يعترف الرئيس ترامب بجرأة بالسيادة الإسرائيلية على الجولان. شكراً الرئيس ترامب".

سوريا تدين بأشد العبارات

وفي أول رد فعل رسمي لدمشق، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن "سوريا تدين بأشد العبارات التصريحات غير المسؤولة للرئيس الأمريكي بشأن الجولان السوري المحتل، بما يؤكد انحياز واشنطن الأعمى للكيان الصهيوني"، مشددةً على أن هذا "لن يغير أبداً من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً"، ومتعهدةً باستعادته.

ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية، صباح الجمعة، أن "هذا الموقف الأمريكي تجاه الجولان السوري المحتل يعبر بكل وضوح عن ازدراء الولايات المتحدة للشرعية الدولية وانتهاكها السافر لقراراتها وخاصةً قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، الذي صوت عليه أعضاء المجلس بالإجماع بمن فيهم الولايات المتحدة والذي يرفض بشكل مطلق قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية بخصوص الجولان ويعتبره باطلاً وملغىً ولا أثر قانونياً له".

وأضاف المصدر للوكالة: "أصبح جلياً للمجتمع الدولي أن واشنطن، بسياساتها الرعناء التي تحكمها عقلية الهيمنة والغطرسة، تمثل العامل الأساس في توتر الأوضاع على الساحة الدولية وتهديد السلم والاستقرار الدوليين، بما يستوجب وقفة جادة من دول العالم لوضع حد للتهور الأمريكي، لإعادة الاعتبار للشرعية الدولية والحفاظ على السلم والأمن والاستقرار في العالم".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول إن الوقت ربما حان للولايات المتحدة للاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، ما أثار غضباً عربياً وعالمياً.

في أول رد فعل لها، أدانت سوريا بأشد العبارات تصريحات ترامب غير المسؤولة بشأن الجولان المحتل، مشددةً على أنها لن تغير أبداً من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً.

تنديد عربي 

وندّدت الجامعة العربية بتصريح ترامب بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلّة، معتبرةً أنها "خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي" ومؤكدة أن "الجولان أرض سورية محتلة".

وجاء على لسان الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، مساء الخميس، "إذا اعترف (يقصد ترامب)، لا ينشىء حقوقاً أو يرتب التزامات ويعتبر اعترافه غير ذي حيثية قانونية من أي نوع".

ولفت أبو الغيط إلى أن "الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة. ولدينا موقف واضح مبني علي قرارات في هذا الشأن. هو موقف لا يتأثر إطلاقاً بالموقف من الأزمة في سوريا"، داعياً الولايات المتحدة إلى مراجعة موقفها.

وعلق محمد البرادعي، السياسي والدبلوماسي المصري الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2005 إبان عمله مديراً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على تغريدة ترامب قائلاً: "هذا، السيد الرئيس، يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم 242 (1967) الذي يؤكد على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب"، مستطرداً "ربما ينبغي أن تتشاور مع المحامين الدوليين. وتذكر أن العدالة والإنصاف هما مفتاح السلام في الشرق الأوسط".

أما كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، فكتب على توتير "أمس اعترف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، واليوم يقول: من أجل أمن المنطقة يجب أن تكون هضبة الجولان السورية المحتلة تحت سيادة إسرائيل"، متسائلاً "ما الذي سيأتي به الغد؟ عدم استقرار وشلال دم في منطقتنا".

وأعرب مجلس التعاون الخليجي، الجمعة، عن أسفه لدعوة الرئيس ترامب، معتبراً أنها تقوض السلام في الشرق الأوسط.

وقال عبد اللطيف الزياني، الأمين العام للمجلس، في بيان: "تصريحات ترامب لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بأن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها إسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو 1967".

وشددت مصر في بيان لوزارة خارجيتها على أن "الجولان السورية أرض عربية محتلة"، مطالبةً بـ"ضرورة احترام المجتمع الدولي لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة".

رفض عالمي

وجدد الاتحاد الأوروبي التأكيد أنه لا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان. وأضافت متحدثة باسم الاتحاد لرويترز "موقف الاتحاد الأوروبي لم يتغير... الاتحاد الأوروبي لا يعترف، تماشياً مع القانون الدولي، بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ يونيو 1967، بما فيها هضبة الجولان ولا يعتبرها جزءاً من السيادة الإسرائيلية".

وشددت أولريكه ديمر، وهي متحدثة باسم الحكومة الألمانية على أن هضبة الجولان "أرض سورية تحتلها إسرائيل"، معتبرةً أن "تغيير الحدود الوطنية لا بد أن يكون عبر وسائل سلمية بين جميع الأطراف المعنية".

وتمنى الكرملين أن تظل رغبة ترامب المعلنة مجرد "دعوة" وألا تتحول إلى "إعلان رسمي"، مشيراً إلى أنها " تهدد بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط على نحو خطير وتضر جهود التوصل إلى تسوية سلمية في المنطقة".

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن "باريس لا تعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان وإن الاعتراف بذلك يتعارض مع القانون الدولي".

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو دعم بلاده وحدة الأراضي السورية، مشيراً إلى أن محاولات واشنطن إضفاء الشرعية على تصرفات إسرائيل في قضايا لا تتوافق مع القانون الدولي، لن تؤدي إلا لمزيد من العنف والألم في المنطقة.

كما اعتبر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في تغريدة على توتير، مساندة الإدارة الأميركية للأنشطة غير الشرعية لإسرائيل في مرتفعات الجولان السورية المحتلة "دعماً لسياسة الاحتلال وتعميقاً للصراعات".

وأشار عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أوليغ مورو-زوف إلى أن روسيا لن تعترف أبداً بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، معتبراً أن الرئيس الأميركي "يعمل على إثارة غضب المجتمع الدولي والعالم العربي".

كذلك، دانت وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة، تصريحات ترامب مؤكدة أنها غير شرعية وغير مقبولة. وقال المتحدث باسم الوزارة بهرام قاسمي إن "الجولان السوري أرض محتلة بموجب قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وإن الحل يكون بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لها".

ولفت قاسمي إلى أن ما قاله الرئيس الأمريكي بشأن الجولان السوري المحتل "يثبت بوضوح هزيمة سياسات المساومة وصحة طريق المقاومة والصمود في مواجهة طبيعة أمريكا والكيان الصهيوني العدوانية والتوسعية".

في الأثناء، شدد فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، من نيويورك، على أن المنظمة الدولية ملتزمة جميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة التي تنص على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل إسرائيل هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي.

مؤشرات وتلميحات سابقة

واعتبرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن ترامب "كسر إحدى قواعد السياسة الخارجية الأمريكية الثابتة منذ سنوات تجاه هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، بإعلانه ذاك".

ونقلت الشبكة عمن أسمته "مصدراً مسؤولاً رفيع المستوى بالإدارة الأمريكية"، أن "قرار ترامب كان يتم الإعداد له منذ عدة أسابيع"، موضحاً أن القرار النهائي جاء بعدما عقد ترامب عدة اجتماعات مع كبار موظفيه، ومنهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، وجاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره، والممثل الخاص للمفاوضات الدولية جاسون جرينبلات.

وأكد المصدر، الذي دافع عن تصريح ترامب، قائلاً "لا يوجد تشريع واضح لعدم القيام بذلك"، وإن جميع المسؤولين الذين اجتمع معهم ترامب "دعموا هذه الخطوة".

ومنتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، صوتت الولايات المتحدة للمرة الأولى ضد قرار أممي يعتبر ضم إسرائيل للجولان "ملغى وليس في محله". وكانت الدولة الوحيدة التي اتخذت هذا الموقف.

جدير بالذكر أن السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، والسيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، زارا الجولان برفقة نتنياهو في 11 مارس/ آذار الجاري، في إشارة مبكرة إلى أن ترامب يستعد للاعتراف بسيادة إسرائيل على المنطقة، بحسب سي إن إن.

وقبل نحو أسبوع، غيرت وزارة الخارجيّة وصفها لتلك المرتفعات، وعوضاً عن وصفها بـ"المحتلّة"، اعتبرتها "التي تسيطر عليها إسرائيل"، في تقريرها السنوي بشأن حالة حقوق الإنسان في أنحاء العالم.

ليس هذا أول خرق من ترامب لقواعد السياسة الخارجية الأمريكية الثابتة. ففي ديسمبر/ كانون الأول 2017، اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس العام الماضي، الأمر الذي أغضب الفلسطينيين ودفعهم للانسحاب من المباحثات وفعاليات السلام التي تشرف عليها واشنطن.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard