شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
باي باي لصيانة الكومبيوتر التقليدية؟

باي باي لصيانة الكومبيوتر التقليدية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

تكنولوجيا

الأربعاء 31 مايو 201710:53 م

يكره غالبية مستخدمي الكومبيوتر زيارة محلات الصيانة، على ما تشي تعليقاتهم كلما تعطلت أجهزتهم. لا بسبب كلفتها المادية وحسب، وإنّما بسبب كلفة الوقت الذي ينبغي أن يخصص لها أيضاً. إذ يكون على المستخدم أن يستغني عن جهازه بضعة أيام، ريثما يجد تقنيو الصيانة الوقت لإصلاحه والنظر فيه. لا أقل من 48 ساعة في أغلب الأحوال.

يقول أيمن، أحد العاملين في محلّ للصيانة في دمشق: "لدينا ضغط عمل كبير، وجميع من يأتوننا يريدون أن يتسلموا أجهزتهم بعد ساعة أو ساعتين، ويشعرون بالصدمة حين يعرفون أن الجهاز لن يفحص قبل يوم على الأقل، خصوصاً من يرتبط منهم بعمل أو يعمل في شركة". أما لدى الوكلاء الرسميين المتخصصين بصيانة الأجهزة "فقد تستغرق العملية أسبوعاً أو أكثر"، بحسب قوله. هل يتطلب الأمر كل هذا الوقت؟ وهل على الشركات التقنية أن توظّف المزيد من التقنيين؟

وسيم هو أحد مهندسي الاتصالات الذين يرون العكس. إذ "ليس على الشركات أن تتحمل حلّ مشاكل ليست خاصة بها. أغلب المشاكل التي نصادفها هي مشاكل برمجية Software، وأقل من 2% هي مشاكل في القطع الصلبة الخاصة بالشركة، ومع ذلك فعلى صاحب المشكلة أن ينتظر أياماً عدة كي يتمّ تشخيص مشكلته". أما المزعج في رأيه فهو أن "فنيي الصيانة غير مختصين بالمشاكل البرمجية، وأغلب حلولهم تتلخص في عملية "ريفورمات" Reformat للجهاز، وهي مسألة قد لا تلائم من يريدون الاحتفاظ ببياناتهم".

اليوم تقدّم أكثر من شركة كبرى حلاً بديلاً قد يكون الأنسب والأسرع، هو الدعم عن بعد Remote assistance. كانت قد بدأت به مايكروسوفت في نسخة ويندوز أكس بي Windows Xp وطورته مراراً، لكن حلولها بقيت مجتزأة وغير ثابتة، عدا أنها بقيت مقتصرة على بيئة ويندوز وحدها. وهذا ما دفع العديد من مطوري البرامج لاختراع حلولهم الخاصة.

يحتل برنامج تيم فيوور Teamviewer اليوم موقع الصدارة عند أكثر من مئتي مليون مستخدم في العالم، من مستخدمي ويندوز ولينوكس Linux وماك Mac. إذ يسمح لأي مستخدم بدخول جهاز مستخدم آخر، والعمل عليه كما لو أنه يجلس قبالته. وذلك لإصلاح أي مشكلة برمجية أو حتى من أجل تقديم المشورة في إنجاز عمل معقد.

سارة فتاة سورية غادرت إلى ألمانيا نتيجة الأوضاع المتردية، تقول إنها كانت يائسة من إيجاد من يستطيع مساعدتها في إصلاح مشاكل جهازها، حتى أعانها أحد الأصدقاء المقيمين في سوريا عبر تيم فيوور. "إنه شيء أشبه بالسحر، كما لو أنه كان جالساً معي أمام الشاشة"، تقول سارة.

هذه البرامج مجانية للاستخدام الشخصي عموماً، وتمكّن أي جهازين من الاتصال فور تنزيلها. وهو ما دفع بعض التقنيين والمختصين والهواة المحترفين إلى إيجاد فرص جديدة للعمل. اليوم يمكن أن نجد ضمن موقع "خمسات"، أو السوق العربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة، العديد ممن يقدمون هذه الخدمات الإلكترونية مقابل 5 دولارات لكل مساعدة. يقول أسعد، أحد المعلنين في الموقع: "أعتقد أن هذا البرنامج يساعدني على توسيع نطاق عملي أكثر من الصيانة التقليدية. لقد ساعدت أناساً مختلفين من أنحاء عدة من العالم، وأعتقد أن هذه الخدمات لا تضر بمختصي الصيانة فهي توفر وسيلة أسهل للعمل لا أكثر. من يتقن عمله لن يخسر بسبب هذه الميزات بل سيستفيد منها".

ما يميز برنامج تيم فيوور عموماً أنه مجاني للاستخدام الشخصي، ومتاح على مدار الساعة لمساعدة الأصدقاء عبره. وهو مدفوع الأجر فقط لمن يريد استخدامه بشكل احترافي، كالتقنيين وخبراء الصيانة، أي أن الشركة لا تريد من المستخدم أن يدفع لها إلا إذا كان يكسب من جهودها. أمّا التمييز بين أحد الخيارين فأمر يعود إلى ضمير المستخدم نفسه، ولا شك أن كثيرين يستخدمون البرنامج بهدف العمل، لكن وفق الترخيص المجاني.

يعتمد تيم فيوور واجهة سهلة جداً، حيث يمنح كل مستخدم رقم هوية ID وكلمة مرور، ويتيح لأي شخص الاتصال بغيره إذا أدخل الرقم الصحيح وكلمة المرور الصحيحة. ورغبة في زيادة الأمان تتغير كلمة المرور في كل مرة، وهذا ما يضمن ضرورة طلبها من صاحب الجهاز كلما شاء الدخول، وما إن تسجل الدخول حتى تصبح شاشة الطرف الآخر قبالتك بدلاً من شاشتك ويصبح بإمكانك العمل على الجهاز البعيد وكأنه في منزلك. حتماً يسهم هذا في إيجاد حل سريع وسهل لـ98% من الحالات التي تحتاج إلى الدعم والصيانة، كما يسهم في تشخيص دقيق للحالات الـ2% المتبقية، والتي تتطلب تدخلاً من الشركة المنتجة لتبديل إحدى قطع "الهاردوير" Hardware.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard