شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
تنظيم داعش: من يُحاربهم وأين؟

تنظيم داعش: من يُحاربهم وأين؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 23 أغسطس 201703:41 م
تستمر الحرب على تنظيم داعش اليوم، وتبدو بارزةً مع انطلاق معركة تحرير تلعفر ومعركة عرسال. في الوقت ذاته تستمر معارك بدأت سابقاً ضده: فهناك حصار ومعركة تحرير الرقة بالإضافة إلى معارك تحرير عدد من المناطق التي سيطر عليها التنظيم، كان آخرها الموصل. اليوم، لم يختلف السيناريو، بل توسعت دائرة الحرب ضد التنظيم مع دخول دول ومجموعات جديدة قررت خوض المعركة. فمن يحارب تنظيمَ داعش اليوم في كلّ من سوريا والعراق ولبنان؟ MAP_FightingISISMAP_FightingISIS

معركة الرقة

رغم انتشار التنظيم وسيطرته على عدد من المناطق من سوريا إلى العراق وليبيا مروراً بالحدود اللبنانية السورية، تعتبر معركة السيطرة على الرقة الأكثر جدلاً. معروف أن معركة انتزاع الرقة  من التنظيم التي انطلقت في القسم الأخير منها بشهر يونيو من العام الجاري، شهدت تدخل عدة أطراف، منها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهي تحالف يضم ميليشيات كردية وعربية وسريانية وأرمنية وتركمانية وتشكل وحدات حماية الشعب الكردية عصبها الأساسي. وكانت قوات "النخبة" التي تتبع لرئيس الائتلاف الوطني السوري الأسبق أحمد الجربا، قد شاركت أيضاً في ديسمبر 2016، بالمرحلة الثانية من "غضب الفرات". لكن معركة تحرير الرقة -تحريراً كاملاً- اليوم يقودها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إذ يشن غارات مستمرة على ما يصفه بـ"معاقل تنظيم داعش" مسبباً عشرات الوفيات في صفوف المدنيين. وعلى الأرض، تدعم قوات سوريا الديمقراطية طيران التحالف عسكريا ولوجيستياً عبر إرسال إحداثيات لما تصفه بمعاقل التنظيم، ليقوم الطيران باستهداف هذه المعاقل.

معركة الموصل

علماً أن الأطراف الأبرز التي شاركت في معركة تحرير الموصل التي انطلقت في أكتوبر 2016 هي القوات العراقية والمقاتلون المتحالفون معها، والتي بدأت هجوماً عسكرياً واسعاً لاستعادة مناطق غرب الموصل بدعم جوي من التحالف الدولي. INSIDE_FightingISIS_MosulINSIDE_FightingISIS_Mosul وقد شارك في معركة الموصل إلى جانب القوات العراقية، الحشد الشعبي وعدة ميليشيات مدعومة من إيران وتعمل تحت غطائها، ودول أوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا)، بالإضافة إلى قوات البيشمركة الكردية. وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد سيطر على الموصل، مركز محافظة نينوى في منتصف عام 2014. وبعد خسارته في الموصل، اتجهت الانظار نحو منطقة تلعفر، نقطة أخرى من نقاط تمركز "داعش".

تحرير تلعفر؟

أعلن رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، أمس انطلاق عمليات تحرير منطقة تلعفر، التي تعتبر معقلاً للتنظيم منذ فترة طويلة. تحاصر المدينة القواتُ الأمنية المشتركة والحشد الشعبي من الجنوب ومقاتلو البيشمركة من الشمال. وأوضح العبادي أن "القوات العراقية كافة من جيش وشرطة اتحادية وقوات مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والقوات المحلية ستشارك في العملية العسكرية، بمساندة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة". INSIDE_FightingISIS_TalAfarINSIDE_FightingISIS_TalAfar وبحسب موقع The National، يتحرك الحشد الشعبي تحت غطاء إيراني وبدعم عسكري إيراني غير معلن أيضاً، ليقود الحشد بذلك حرباً "بالوكالة عن ايران"، على الرغم من مشاركة ايران في معركة تحرير الموصل بشكل واضح وصريح عبر إرسال قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني لإدارة الحملة العسكرية.
من يحارب تنظيمَ داعش اليوم في كلّ من سوريا والعراق ولبنان؟
تستمر الحرب على تنظيم داعش اليوم، وتبدو بارزةً مع انطلاق معركة تحرير تلعفر ومعركة عرسال...
ونقل الموقع تأكيد سليماني امتلاك إيران "اليد الأعلى" للتحكم في ما يحصل في المنطقة، ويأتي ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان انطلاق معركة تلعفر، مما يؤكد ضلوع إيران في محاربة "داعش".

درع الفرات على مشارف حلب

شاركت في عملية "درع الفرات" قوات من كتائب عسكرية تابعة لفصائل المعارضة السورية وخاصة الجيش الحر، ومن هذه الكتائب "فيلق الشام" و"لواء السلطان مراد" و"الفرقة 13". وتلقت تلك الكتائب دعماً برياً وجوياً كبيراً من قوة المهام الخاصة المشتركة في القوات المسلحة التركية. انطلقت عملية "درع الفرات" في شهر أغسطس عام 2016 لاستعادة مدينة جرابلس السورية من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، وتأمين المدن التركية الحدودية. جرابلس مدينة ذات أهمية إستراتيجية على الحدود التركية السورية، وكان التنظيم الذي دخلها في يناير 2014 قد أحكم السيطرة عليها قبل انطلاق "درع الفرات". INSIDE_FightingISIS_RussianAirstrikeINSIDE_FightingISIS_RussianAirstrike

القصف الروسي على مناطق سيطرة داعش

رغم عشرات الضربات الجوية التي شنها الطيران الروسي على تدمر -قبل طرد تنظيم داعش منها- استطاع "داعش" المحافظة على وجوده فيها لأشهر قبل أن تساهم غارات الطيران الروسي المتواصلة على مدى اسبوع، بدفعه إلى خارجها بشكل كلي في الثاني من شهر مارس من العام الحالي. بعد ذلك، تسلمها النظام السوري، الذي كان قد خاض معارك ضد التنظيم في محيط مدينة تدمر التاريخية في الشهر الأخير من عام 2016. وسقط خلال المعارك العشرات من قوات النظام والمليشيات الداعمة لها.

مجموعات مستقلة تقاتل أيضاً

حاولت عدة جهات عسكرية تبنّي هجمات على حواجز تستهدف تنظيم الدولة، وتعتبر العمليات التي قامت بها المجموعات المستقلة من الرقة إلى دير الزور فريدة من نوعها إذ استطاعت المجموعات المكونة من مدنيين سبق أن كانوا مقاتلين في الجيش السوري الحر، تنفيذ هجمات على نقاط تفتيش لـ"داعش". تؤكد مصادر مدنية موجودة في المنطقتين لموقع رصيف22 أن بداية هذه العمليات كانت في مدينة الرقة في الشهر الثالث من عام 2014، ارتدى يومها المهاجمون النقاب وعمدوا إلى تنفيذ هجمات على نقاط تفتيش التنظيم. وفي مدينة دير الزور عمد أفراد مستقلون أيضاً إلى مهاجمة عدد من حواجز التنظيم بأسلحتهم الفردية خلال عام 2014 أيضاً متبعين أسلوب الثأر، لينتقموا من أفعال "داعش". ولا تزال هذه الأعمال مستمرة في دير الزور حتى يومنا هذا، بحسب ناشطين على الارض.

دير الزور ... معركة مؤجلة

"معركة السيطرة على دير الزور مؤجلة حالياً ولا توجد لها ترتيبات حقيقية، وهي مرتبطة بالتفاهمات الأمريكية مع فصائل المعارضة المسلحة المدربة في الأردن أو مناطق أخرى بانتظار انتهاء معركة الرقة"، بحسب تصريح عضو الامانة العامة في تيار الغد السوري، عبد الجليل سعيد في 18 أغسطس الجاري. كذلك تؤكد مجموعة "صوت وصورة" التوثيقية والتي تمتلك شبكة واسعة من المراسلين في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، أن لا معركة في دير الزور حتى الآن: "قوات النظام السوري والحشد الشعبي وميليشيات إيرانية عديدة متأهبة ولكنها بعيدة عن الحدود الإدارية للمحافظة"، بحسب المجموعة. لكن التحالف الدولي ينفذ غارات استهدفت مدنيين بغالبيتها، إذ استشهد 97 مدنياً لدى فصف أحياء المدينة التي لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيم داعش خلال اليومين الماضيين.

لبنان بين جرود عرسال ورأس بعلبك

استعد لبنان منذ أشهر لمعركة مرتقبة يقودها الجيش اللبناني وحزب الله للقضاء على تنظيم "داعش" وخلايا مجموعة النصرة، في عملية تحرير عرسال ورأس بعلبك والقاع. INSIDE_FightingISIS_LebINSIDE_FightingISIS_Leb مشاركة حزب الله في هذه المعركة إلى جانب الجيش اللبناني كانت واضحة، مع نشر "الإعلام الحربي" عدة معلومات توضح سيطرة الجيش السوري و"حزب الله" على "قرنة شعبة عكو" الإستراتيجية، إضافةً إلى السيطرة على مرتفع قرنة عجلون في المحور الشمالي، وتضييق الخناق على إرهابيي تنظيم "داعش" من جهة القلمون الغربي. أما من الجهة اللبنانية فتقدّم الجيش اللبناني، لتكون الأنظار موجهة إلى الأطراف الثلاثة: الجيش اللبناني والجيش السوري وحزب الله خلال المعركتين.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard