شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
من المخابرات المصرية إلى حزب الله... قائمة بأشهر جواسيس العرب داخل إسرائيل

من المخابرات المصرية إلى حزب الله... قائمة بأشهر جواسيس العرب داخل إسرائيل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 20 يونيو 201809:59 ص

بين حين وآخر تنكشف شبكات جاسوسية في دولة عربية هنا أو هناك تعمل لمصلحة جهاز الموساد. إلا أن المخابرات العربية، ولا سيما المصرية، وحديثاً حزب الله، كانت لها أذرع طائلة أيضاً داخل إسرائيل، طالت مراكز القيادة والجيش بها. فمن هم أبرز الجواسيس الذين زرعتهم مصر وحزب الله في إسرائيل؟

رفعت الجمال

بعد تأسيس جهاز المخابرات العامة المصري عام 1954، كان التفكير في زرع جاسوس بإسرائيل شغلاً شاغلاً، فكان رفعت الجمال، أكثر العملاء المصريين إثارة في قضايا الجاسوسية، والذي تم زرعه في إسرائيل، على أنه يهودي مصري، اسمه "جاك بيتون". الروايات المصرية المتواترة تؤكد أن الجمال تغلغل في المجتمع الإسرائيلي، وكان على صلة قوية بأعلى مراكز القرار هناك، حتى أنه كان صديقاً لديفيد بن غوريون نفسه، أول رئيس وزراء لإسرائيل، وكذلك غولدا مائير، وموشي ديان. أمد الجمال مصر بمعلومات خطيرة عن الجيش والدولة الإسرائيلية عموماً، في كل أوقات الأزمات وغيرها، بدءاً من زرعه هناك حتى انتهاء حرب أكتوبر 1973. إسرائيل أنكرت الرواية برمتها حين أعلنتها المخابرات المصرية، وهي الرواية التي جسدها الفنان محمود عبد العزيز، في مسلسل تلفزيوني من 3 أجزاء، بعنوان "رأفت الهجان"، بدأ عرضه عام 1987.

لكن الروايات الإسرائيلية تواترت بعد ذلك، وأكدت صحة الرواية المصرية حول جاك بيتون، إلا أنها ذكرت أنه انكشف من قبل أجهزة الأمن هناك، وأصبح عميلاً مزدوجاً، لمصلحة إسرائيل. وهذا ما ذكره "إيتان هابر" Eitan Haber و"يوسي ميلمان" Yossi Melman، في كتابهما المهم "الجواسيس: حروب إسرائيل لمكافحة التجسس" The Spies: Israel's Counterespionage Wars. بعد عام 1973، غادر جاك بيتون إسرائيل للاستقرار في ألمانيا، وكانت له استثمارات في مجال البترول بمصر، خلال النصف الثاني من السبعينيات، وتوفي عام 1982 ودفن في ألمانيا.

سمير الإسكندراني

بينما كان الطالب سمير فؤاد الإسكندراني، في بعثة مجانية للدراسة بجامعة بيروجيا الإيطالية، عام 1958، التقى بشخص "مصري" اسمه "سليم"، أثناء لعبه البلياردو وتعلمه الرقص في أحد النوادي. وبعد توطد العلاقة بينهما، علم سليم أن سمير يريد إكمال تعليمه في النرويج أو السويد لدراسة إخراج الديكورات السينمائية، ولكنه لا يمتلك المال الكافي، فأخبره أنه يستطيع توفير المال اللازم له، مقابل وظيفة سيؤديها. بعد فترة من الاطمئنان للإسكندراني، قابله سليم بشخص يدعى جوناثان، وقال له إنه سيحصل على أموال ضخمة، إذا ما راسله وكتب إليه تقارير لمصلحة منظمة تهدف إلى محاربة الشيوعية، واسترداد أموال اليهود التي سيطرت عليها الحكومة بعد هجرتهم من مصر عام 1956، بحسب كتاب "جواسيس عصر السلام" لسامي عبدالخالق. شعر سمير بقلق، لكنه استجاب للتدريب وأكد لجوناثان أنه لن يفصح لأحد عن طبيعة عمله لخطورته على حياته. وبعدما عاد إلى مصر، ذهب إلى مبنى المخابرات العامة، وطلب مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر شخصياً.

رفعت الجمال، سمير الإسكندراني، نسيم نسر... قصص أبرز الجواسيس الذين زرعتهم أجهزة مخابرات عربية في إسرائيل
بعد محاولات مستميتة من المخابرات لاستجوابه ورفضه الإفصاح عما لديه، قررت تركه لمدة 28 يوماً، أجرت خلالها تحريات عنه. بعد ذلك فوجئ باتصال يخبره بميعاد مقابلته لناصر، ليجد نفسه أمام رئيس الجمهورية ومدير المخابرات معاً، فحكى ما حدث له، ليقول له عبد الناصر: "مهمتك لم تنته يا سمير"، لتستخدمه المخابرات للعمل لمصلحتها، وتسبب ذلك بالإيقاع بشبكة جاسوسية إسرائيلية ضخمة كانت تعمل في مصر، ضمن أهدافها اغتيال جمال عبد الناصر ونائبه عبد الحكيم عامر.

شموئيل سامي

"شموئيل سامي باروخ"، رجل أعمال إسرائيلي، كانت له ميول سياسية تعارض التشدد الصهيوني والتمييز الذي يمارس ضد اليهود السفارديم. أفلس عام 1963، وسافر إلى سويسرا كي يعمل ويعيد بناء ثروته، فاستغلت المخابرات المصرية أحواله وجندته للعمل لمصلحتها، بعد أن أجرت له عدة اختبارات، ثم استضافته بالقاهرة، تحت اسم مستعار لمدة شهر كامل. وقيل إنه هو الذي عرض خدماته على السفارة المصرية في جنيف. كان سامي يرسل لمصر معلومات تخص الاقتصاد والسياسية الداخلية في إسرائيل، لأكثر من عام، لكن أمره انكشف في يناير 1965، وحكم عليه بالسجن لمدة 18 عاماً، بتهمة الخيانة، بحسب الدكتور نبيل فاروق، المتخصص في أدب الجاسوسية.

كيبورك يعقوبيان

اللواء "سامح سيف اليزل"، ضابط المخابرات المصري السابق، حكى في حوار لجريدة الأهرام، قصة المواطن المصري، الأرميني الأصل، كيبورك يعقوبيان، أو "يتسحاق كوتشاك"، موضحاً أن هذا الشاب المصري كان يتحدث 4 لغات أجنبية بطلاقة، بالإضافة للعربية، رغم أنه لم يكمل تعليمه لأنه كان يعيل عائلته بعد وفاة والده ويعمل مصوراً. جندته المخابرات المصرية، وأجرت له عملية ختان، لأن اليهود يختنون، وأجرت له تدريبات لمدة عام كامل، ثم أرسلته إلى اليونان، ومنها إلى البرازيل، عام 1960، ليندمج مع الجالية اليهودية هناك. وفي عام  ‏1961‏ تقدم إلى مكتب الوكالة اليهودية بطلب هجرة إلى إسرائيل، فقبلت طلبه. طلبت منه المخابرات المصرية التجند داخل الجيش الإسرائيلي، ففعل ذلك، وتدرب على قيادة سيارات النقل، ثم عُيّن سائقاً للعقيد شمعيا بكنشتين. أرسل كماً هائلاً من المعلومات المهمة إلى المخابرات المصرية، وصوراً لأهداف عسكرية، إلى أن ألقي القبض عليه بعد عدة سنوات. يقول اليزل إن صحيفة يديعوت أحرونوت وصفته وقتها، بالحوت الذي يصعب اصطياده، وحُكم عليه بالسجن 18 عاماً. وفي إبريل من عام ‏1966‏، بادلته المخابرات المصرية بثلاثة إسرائيليين كانوا قد اجتازوا الحدود المصرية دون إذن، وطلبت مصر تسلّم فدائيين فلسطينيين معه، هما حسين حسن الحفاني وسعيد خميس عبدالقادر، اللذان اعتقلتهما إسرائيل وهما في طريقهما لتنفيذ عملية فدائية ضدها.

جمعة الشوان

كان أحمد الهوان ضمن المهجرين من مدينة السويس، بعد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء عام 1967، وتعرض إقليم القناة للقصف الدائم من الضفة الشرقية. وبعد وصوله القاهرة حاول الإتجار في السلع التموينية إلا أنه لم يوفق، فسافر إلى اليونان وهناك حاول الموساد تجنيده، عن طريق "جوجو" فتاة وقع هو في غرامها. عرّفته جوجو بضابط إسرائيلي كبير (تبين أنه شيمون بيريز بعد ذلك)، أوهمه أنه سوري في البداية. وطلب منه العودة إلى مصر والعمل بالتجارة في السلع التموينية، مقابل إمداده بالأموال. كانت الدفعة الأولى 185 ألف دولار. وبعد عودته إلى مصر، استشعر الهوان بقلق، فقرر الذهاب إلى جهاز المخابرات العامة، ليحكي ما حدث له. في مبنى المخابرات، تقابل الهوان مع الضابط عبد السلام المحجوب (صار محافظاً للإسكندرية ووزيراً بعد ذلك)، الذي كان قد التقاه في اليونان واتضح أنه كان يراقبه هناك، ثم قابل جمال عبد الناصر شخصياً. من هنا تحول الهوان إلى عميل لمصلحة المخابرات المصرية، وسافر إلى إسرائيل مرات عدة، وأوهم مسؤوليها أنه يتجسس على مصر لمصلحتهم، بينما كان يمدهم بمعلومات مغلوطة، وينقل عنهم إلى مصر ما يفيدها، حتى عام 1976، حين استولى من المخابرات الإسرائيلية على جهاز اتصال مشفر، متقدم للغاية، وهنا كشفت المخابرات المصرية للموساد عن الهوان، في رسالة من الجهاز الذي سلمه. هذه الرواية متواترة جداً، حكاها الهوان نفسه في لقاءات تلفزيونية، ووردت في عدة كتب، مثل "جاسوس في قصر الرئيس" لعصام عبد الفتاح، وكذلك مذكرات أحمد الهوان نفسه، بالإضافة إلى المسلسل التلفزيوني "دموع في عيون وقحة"، الذي كتبه من ملفات المخابرات، الكاتب صالح مرسي، وجسد فيه عادل إمام شخصية أحمد الهوان، تحت اسم "جمعة الشوان".

صالح عطية
استطاع ضابط المخابرات "محمد علي الكيلاني"، المتنكر في زي إعرابي، تجنيد الطفل "صالح عطية"، من بدو سيناء، ليتجسس على القوات الإسرائيلية هناك عام 1968، لأنه يصعب الشك في صبي، بحسب نبيل فاروق. كان صالح يدخل معسكرات الاحتلال على أنه بائع بيض، ونجح في التقرب من عدد من الإسرائيليين، ليمد الكيلاني بمعلومات تفصيلية عن 4 مواقع للمدفعية الثقيلة، وحقول الألغام المزروعة حولها. كما أمده الكيلاني بقطع معدنية ليزرعها في غرف القادة الإسرائيليين، للتنصت عليهم. وقبل حرب أكتوبر 1973 بـ20 يوماً، تم نقله وأسرته إلى القاهرة، في عملية استخباراتية صعبة، ليكرمه الرئيس أنور السادات ويصير صالح ضابطاً في المخابرات بعد سنوات.

عمرو طلبة

ضمن من نجحت المخابرات المصرية في زرعهم داخل إسرائيل، كان الشاب المصري عمرو طلبة، عام 1969، على أنه يهودي مصري فقير ساءت به الأحوال ويبحث عن عمل، يحمل اسم "موشي زكي رافي". كانت المخابرات المصرية قد استغلت وفاة شاب مصري "يهودي" يحمل نفس الاسم بأحد المستشفيات بمدينة طنطا، ولم يستدل على ذويه، فأخفت خبر وفاته وأعطت اسمه لعمرو طلبة، بحسب نبيل فاروق. ذهب عمرو "موشي" إلى اليونان، وهناك قابل يهوداً، وأقنعهم بأنه فقير ويبحث عن عمل، فابتلعوا الطعم وأرسلوه إلى إسرائيل، فالتحق بالجيش الإسرائيلي، برتبة ضابط اتصال، ليرسل إلى الجيش المصري، تقارير هامة عن وضع الإسرائيليين بالضفة الشرقية لقناة السويس في سيناء، وتحديداً خط بارليف. وفي يوم عبور القوات المصرية للقناة، أمرته القيادة المصرية بالذهاب إلى منطقة "حددتها له" ستكون آمنة من القصف، إلا أنه رفض الانصياع للأوامر، وأخذ يرسل الإشارات اللاسلكية بتقارير عن الوضع الإسرائيلي على خط بارليف، لتقتله نيران الجيش المصري. استطاع الجيش المصري تحديد مكانه، بعد العبور، من آخر مكان أرسل منه إشارات، ونقلته طائرة هليكوبتر إلى القاهرة، مرتدياً الزي العسكري الإسرائيلي، ملفوفاً بعلم مصر، بحسب نبيل فاروق. أخيراً تم إنتاج مسلسل تلفزيوني باسم "العميل 1001" يحكي قصته.

عبد الرحيم قرمان وأنور خلف

ولد الفلسطيني "عبد الرحمن قرمان" في مدينة حيفا لعائلة ميسورة. عام 1968، كان في فرنسا بصحبة زوجته الفرنسية، والتقى بضابط مخابرات مصري، نجح في تجنيده، فعاد إلى حيفا، حيث كانت مهمته مراقبة وتصوير السفن الحربية الإسرائيلية والصواريخ الشاطئية التي تطلق على السفن في البحر "طراز جبرائيل"، ومن أجل ذلك نجح في تجنيد توفيق فياض "من عرب 48"، الموظف بجمارك ميناء حيفا لمعاونته في مهمته. ظلا يراسلان المخابرات المصرية، حتى كشفتهما المخابرات الإسرائيلية عام 1970، فحكم على قرمان بالسجن 16 عاماً، وعلى فياض بالسجن 10 أعوام، لكن القيادة المصرية نجحت في تحريرهما عام 1974، بمبادلتهما بالجاسوس الإسرائيلي باروخ زكي مزراحي، بحسب كتاب "الوجه الحقيقي للموساد"، لوجيه الحاج سالم وأنور خلف.

نسيم نسر

نسيم نسر، من مواليد لبنان لأم يهودية وأب شيعي، هاجر مع والدته إلى إسرائيل وحصل على الجنسية الإسرائيلية وعمره 25 عاماً. سكن مدينة حولون، جنوب تل أبيب، ونجح أخوه في إقناعه بالتجسس لمصلحة حزب الله، عام 2001. أعلنت الصحف الإسرائيلية وقتها أن نسيم جند ضابطاً إسرائيلياً للعمل معه، بتسريب معلومات عسكرية سرية إلى حزب الله، كما نقل معلومات وخرائط عن أماكن المنشآت الحيوية الصناعية، ومحطات الطاقة الإسرائيلية، خاصة في الشمال، إلى أن ألقي القبض عليه عام 2004، ليعترف بما نسب إليه، وحكم عليه بالسجن 6 سنوات. خرج نسر من السجن في صفقة لتبادل الأسرى عام 2008، وترك جنسيته الإسرائيلية وعاد إلى لبنان.

عمر الهيب

في صيف 2002، اعتقل جهاز الشاباك العقيد بالجيش الإسرائيلي والمتقصي الأثر، عمر الهيب، بتهمة التجسس لمصلحة حزب الله. الهيب من عرب 48، وعائلته من النقب، وعلاقتها جيدة بالسلطة الإسرائيلية، واشتهرت بتقصي الأثر الذي يحتاج إليه الجيش في الصحراء. وتبين أن حزب الله نجح في تجنيد الهيب، الذي أدلى إلى الحزب بمعلومات خطيرة عن أماكن تمركز القوات الإسرائيلية في مزارع شبعا، وخرائط للقوات الإسرائيلية في مناطق متفرقة، خاصة ما يتعلق منها بالحدود الشمالية، الملاصقة للبنان، وكذلك نقل إلى الحزب أجهزة اتصال خاصة بالجيش الإسرائيلي، مقابل إعطائه كميات هائلة من المخدرات. واتضح أن الهيب كان قد كون شبكة للتجسس والإتجار بالمخدرات في الوقت ذاته. وفي 2006، قضت المحكمة بسجن الهيب 15 عاماً، وفي 2007، تم خفض الحكم إلى 10 سنوات.

لؤي بلوط

في مارس من عام 2008، أعلنت المحكمة العسكرية الإسرائيلية اعتقال لؤي بلوط، من عرب 48، بتهمة التجسس لمصلحة حزب الله، وتبين أن لؤي، الرقيب أول بالجيش الإسرائيلي، نقل معلومات إلى الحزب عن انتشار القوات الإسرائيلية على الحدود الشمالية، ومواعيد تحركات الأرتال العسكرية. اعتُقل لؤي، بعد اعتقال اثنين من شبكة كان قد كونها لتهريب المخدرات من جنوب لبنان إلى إسرائيل، ومن خلال استجوابهما، تبين أن لؤي يتجسس لمصلحة حزب الله، وأن المخدرات هي المقابل. وبناء على لائحة الاتهام الموجهة إليه، قضت المحكمة بسجنه 11 عاماً وعزله من الجيش الإسرائيلي.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard