شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
ماذا حصل في مصر قبل وبعد عرض وثائقي

ماذا حصل في مصر قبل وبعد عرض وثائقي "العساكر"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 20 ديسمبر 201605:27 م
من تابع التغريدات الآتية من مصر في اليومين الماضيين، يلاحظ أنّ أبرز ما كان يتداوله المصريون ووسائل الإعلام المحلية هو فيلم "العساكر... حكايات التجنيد الإجباري في مصر"، الوثائقي الذي عرضته قناة "الجزيرة" مساء الأحد ولاقى انتقادات وحملات استنكار واسعة حتى قبل عرضه، بعد عرض الإعلان الترويجي له قبل أيام.

على ماذا يحتوي الوثائقي؟

يتناول الفيلم (مدّته 52 دقيقة) موضوع الخدمة العسكرية الإجبارية في مصر التي تُفرض على كلّ شاب أتمّ الثامنة عشرة من عمره. مدّة الخدمة ثلاث سنوات، إلا أنها تنخفض إلى سنة واحدة لخريجي الجامعات والمعاهد العليا وسنتين للشهادات المتوسطة. أمّا في حال التهرّب منها، فيعاقب الشخص بالسجن وبدفع غرامة مالية أو بإحداهما. يحتوي الوثائقي على مشاهد تمثيلية وأخرى حقيقية مسرّبة من داخل الثكنات العسكرية، ويروي فيه عدد من الجنود والضباط شهاداتهم ويتحدّثون عن معاناتهم وعن مواقف صعبة مرّوا بها خلال الخدمة الإجبارية في الجيش، كإذلالهم وتعذيبهم. كما يكشفون أنّه لا يتمّ تدريبهم على تقنيات القتال، بل على العرض العسكري الذي سيقدّمونه أمام مسؤولي الدولة، ممّا يجعلهم غير مؤهّلين لخوض أي معركة عسكرية. كما يتضمّن الوثائقي شهادة العقيد الأميركي المتقاعد نورفيل دي أتكين، الذي أمضى سنتين ونصف السنة في مكتب التعاون العسكري في مصر وأعطى تدريبات لمدّة 18 عاماً في "معهد كينيدي لعمليّات الحرب الخاصة"، والذي يؤكّد أنّ العروض الجميلة التي يقدّمها الجيش المصري تعطي "انطباعاً خاطئاً" عمّا هو مؤهّل للقيام به في الحقيقة خلال المعارك. ويسلّط الفيلم الضوء على عدم فعالية الخدمة الإجبارية في الجيش المصري، عبر الكشف عن أنّه يتمّ توظيف بعض الجنود للقيام بأعمال غير عسكرية وليست من مهمّاتهم، تندرج تحت خانة "الخدمة الشخصية" للضباط، كالفلاحة وجني المحاصيل لحساب بعض الضباط أو العمل كسائق لدى أسرة الضابط وعمل بعض الجنود في غسل ملابس الضابط وتلميع حذائه العسكري أو حتّى القيام بأعمال التنظيف. ويشير الوثائقي إلى أنّ ضباط الصف (رتبة أقلّ من الضابط) الذين حصلوا على مستوى دراسي متدنٍّ، يتعرّضون للإهانة من الضباط. ويعرض أساليب التعذيب التي يتعرّض لها الجنود خلال الخدمة الإجبارية، ومنها إحالتهم إلى محاكمات عسكرية، بالإضافة إلى إجبارهم على تنفيذ عقوبة "الشواية" التي تقوم على أن يتدحرج العسكري على الإسفلت تحت أشعة الشمس لمدّة طويلة. ويتناول الفيلم أيضاً مشكلة الانتحار في صفوف العساكر، التي تعتبر نسبتها عالية، ويقول أحد العسكريين في الفيلم: "سألتُ ضابطاً: لماذا تذلّون العسكري؟ قال: حتى يعتاد ظروف الأسر في المعركة؟ فقلت: علموني أن أحارب أوّلاً حتى لا أقع في الأسر".

هجوم إعلامي ورسمي

بعد عرض قناة "الجزيرة" الإعلان الترويجي الخاصّ بالفيلم الوثائقي الذي أعدّته، تعرّضت لحملة قاسية من قبل الإعلام المصري. ونشرت القناة القطرية على موقعها قبل يومين من عرض الفيلم مجموعة من ردود الفعل التي وجّهها إليها الإعلام المصري، إذ اعتبر الإعلامي تامر أمين خلال برنامجه "الحياة اليوم"، أنّ قناة "الجزيرة"، "تسعى لتخريب الجيش المصري، كما دمرت الجيشين العراقي والسوري"، وهو ما أيّده أيضاً النائب والإعلامي مصطفى بكري في حديث لموقع "الوطن نيوز"، بينما هاجم الإعلامي أحمد مجدي قناة "الجزيرة" ودولة قطر. كما نقل موقع "البوابة نيوز" عن الدبلوماسية المصرية منى عمر قولها إنّ قناة "الجزيرة" ليست مؤسسة إعلامية رسمية، إلا أنها طالبت مع ذلك باستدعاء السفير القطري لدى مصر وسؤاله عن موقف دولة قطر من البرنامج. وتضمّنت الموادّ التي قامت "الجزيرة" بتجميعها، تقرير موقع "فيتو" الذي قارن فيه بين الجيشين المصري والقطري، متهماً القناة القطرية بالعجز عن "تمكين جماعة الإخوان المسلمين في مصر".
عن فيلم "العساكر" الذي شغل المصريين في اليومين الماضيين... رسمياً وشعبياً
هل يطلق فيلم "العساكر" الذي عرضته قناة الجزيرة أزمة دولية بين قطر ومصر؟
ونشر موقع "اليوم السابع" قبل يومٍ واحد من بثّ الوثائقي، فيديو تحت عنوان "فيديو جديد يكشف تدليس قناة الجزيرة وأكاذيبها لهدم مصر وجيشها" ونقل عن رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري، سعد الجمال قوله: "لن يتهاون في الرد على فيلم الجزيرة المسيء". وفي المقابل، قال المدير السابق لمركز الدراسات الإستراتيجية في أكاديمية ناصر العسكرية (وهي أكاديمية حكومية) اللواء علاء عز الدين في مقابلة صحافية أجراها السبت أيضاً، إنّ "ما يريده هذا الفيلم هو مساس بالروح المعنوية للجيش ويردد أكاذيب". وأضاف: "الجيش في تطور مستمر لكل شيء وخاصة أسلوب المعيشة والرعاية للجنود، ولو أنّ هناك حياة قاسية وشديدة فهذه طبيعة الحياة العسكرية، لكن لا معاملة عسكرية سيئة كما يزعم الفيلم".

حجب موقع "الجزيرة نت" في مصر

قبيل بث الفيلم الوثائقي "العساكر" أمس الأحد، تمّ استهداف موقع "الجزيرة نت" من قبل بعض مزوّدي خدمة الإنترنت داخل مصر وجرى تحويل زائري الموقع إلى موقع آخر يظهر صورة مسيئة وفق "قناة الجزيرة"، فيما أشار موقع "اليوم السابع" المصري إلى أنّ موقع "الجزيرة نت" توقّف بعد اختراقه ووضع القراصنة على صفحته الرئيسية صورة مسيئة للجيش القطري.

ردود الفعل بعد عرض الوثائقي

بعد عرض الوثائقي مساء الأحد، جاءت ردود الفعل عليه متفاوتة. فمنهم من اعتبر أنّ الفيلم مهين للجيش المصري وهو "مؤامرة" ضدّ مصر وجيشها من قبل القناة القطرية والقيّمين عليها، ومنهم من اعتبر أنّ الوثائقي "سخيف" ولا يحتوي على أي جديد ولم يكشف عن أي معلومة لا يعرفها الشعب المصري. فيما أكّد آخرون أنّ طريقة تعامل الجهات الرسمية والصحف المصرية الموالية لحكم الرئيس السيسي كانت أفضل حملة ترويجية لهذا الوثائقي. ونشط على موقع "تويتر" اليوم وسمان هما: #العساكر و#غرد_في_حب_الجيش_المصري. وأبرز ما جاء فيهما:

نائب مصري يطالب بطرد السفير القطري

أمّا أوّل تعليق من جهة رسمية على الوثائقي بعد عرضه، فجاء من العضو في مجلس النواب المصري، عماد جاد، الذي طالب وزارة الخارجية المصرية بطرد السفير القطري من القاهرة وذلك في مداخلة هاتفية خلال برنامج "هنا العاصمة" على قناة "سي بي سي" المصرية، مساء أمس الأحد، إذ قال: "أقل ردّ تستحقه هذه الدويلة أن يُطرد سفيرها من القاهرة، وده مش نوع من التصعيد على فكرة، ولا نوع من الانفعال أو الغضب، وأقل من كدة يبقى في برود في الدبلوماسية المصرية، لا يليق بوزن وكرامة مصر، ولا يثأر لكرامة المصريين..." على حدّ تعبيره.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard