شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
إلى المسافرين العرب... انتقوا كتاب الرحلة بحكمة!

إلى المسافرين العرب... انتقوا كتاب الرحلة بحكمة!

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 14 أغسطس 201607:37 ص
ما المشكلة في قراءة كتاب عن الفنّ السوري على الطائرة؟ أكيد لا مشكلة. والأكيد أيضًا أن السؤال لم يعبر أساساً في خاطر فايزة شاهين حين اختارت كتاب "سوريا تتحدث - الثقافة والفن من أجل الحرية" (دار الساقي – لندن)، لقراءته في رحلة عودتها من شهر العسل في مرمريس التركية، إلى بريطانيا. لكنّ طاقم الرحلة على متن "خطوط طومسون الجوية"، أصيب بالارتياب، واشتبه بالسيّدة حاملة الكتاب، فما كان من الشرطة البريطانيّة إلا أن أوقفتها لربع ساعة في مطار دونكاستر (جنوب انكلترا)، للتحقيق معها، تحت بند الارهاب! هكذا إذاً، فبعد الاشتباه بالمحجّبات، وبمتحدّثي العربيّة، وبكلّ من هو أسمر، باتت قراءة الكتب الأدبيّة أو الفنيّة عن العالم العربي على متن الطائرات، نشاطًا مشبوهًا أيضًا.
حققت الشرطة البريطانية مع المسافرة فايزة شاهين تحت بند الارهاب... والسبب؟ كتاب عن الفن السوري
بعدما كان على الركاب المسلمين الانتباه إلى طريقة كلامهم وشكل لباسهم، بات عليهم انتقاء كتب رحلة شهر العسل بحذر!
صحيفة "ذا اندبندنت" البريطانيّة، نشرت تقريرًا مفصّلًا عن التحقيق مع شاهين التي تحمل الجنسيّة البريطانيّة، وتقيم في ليدز حيث تعمل كمعالجة نفسيّة، وتشارك في برامج تشرف عليها "هيئة الخدمات الصحيّة الوطنيّة"، للحدّ من استمالة الشباب نحو التطرّف. Co97RngXEAAUoE7

سخرية القدر

تقول شاهين للصحيفة إنّها ستقاضي "خطوط طومسون"، وإنّها شعرت بالإهانة لتمييزها بسبب ديانتها. وأضافت: "استوقفني شرطيان في المطار، وقالا لي إنّ الشركة بلّغت عنّي بسبب كتاب كنت أقرأه على الطائرة، وأنّه سيتمّ استجوابي تحت بند الارهاب". وتضيف: "شعرت بالغضب والاهانة، فكيف يمكن الاشتباه بشخص ما لمجرّد قراءة كتاب (...) ولسخرية القدر، قلتُ للشرطة أنّ جزءًا من عملي يقوم على مساعدة الشباب الذين يعانون من مشاكل نفسيّة لعدم الانجرار وراء التطرّف. أخبرتهم أنّي ممن يحاولون محاربة التطرّف والتنميطات". من جهتها، قالت شركة الطيران أنّها تتفهّم غضب شاهين، لكنّ طاقمها ملزم بالتبليغ عن أيّ "هواجس من باب الوقاية".

الحجاب يهدّد أمن الرحلة

قصّة شاهين ليست فريدة من نوعها، إذ تنضمّ إلى لائحة طويلة من الانتهاكات المماثلة لحقوق المسافرين من أصول عربيّة أو مسلمة. فمنذ بداية العام الحالي، تكثّفت الحوادث المشابهة، وجرى توقيف عدد من المسافرين، فقط لأنّهم يتكلّمون العربيّة، أو لأنّ لون بشرتهم تسبّب بارتياب الطاقم. ففي أبريل الماضي، طردت مسافرة أميركيّة من أصول صوماليّة عن طائرة في رحلة محليّة داخل الولايات المتحدة من شيكاغو إلى سياتل، لأنّ "مضيفة الطيران لم تشعر بالارتياح لها". وطلب من حكيمة عبدالله مغادرة الطائرة التابعة لـ"خطوط ساوث ويست الجويّة"، لأنّ المضيفة لم تتحمّل طلب المسافرة المحجبّة تغيير مقعدها، فارتأت أنّ طردها قد يكون فكرة جيّدة.

لا تقل "انشاء لله"

وفي أبريل الماضي أيضاً، تعرّض اللاجىء العراقي إلى الولايات المتحدة خيرالدين مخزومي لموقف مماثل، خلال رحلة على متن "خطوط ساوث ويست". فقد طُرد طالب العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا من الطائرة، لأنّه كان يتكلّم بالعربيّة على الهاتف. كان مخزومي يتصل بعمّه في العراق، بانتظار إقلاع طائرته من لوس أنجلس إلى أوكلاند، وختم اتصاله بعبارة "انشاء لله". فإذا به يرى احدى الراكبات تغادر مقعدها، وتتجه نحو طاقم الطائرة للشكوى، كما فهم لاحقًا. كلمة "انشاء الله" كانت سبباً كافياً للتحقيق معه من قبل الـFBI... مع العلم أنّ مخزومي كان يشارك عشيّة رحلته بلقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

الأطفال مشتبه بهم أيضاً

وفي مارس 2016، انشغلت الصحف حول العالم بقصّة آل شبلي الذين طردوا عن متن طائرة تابعة لـ"خطوط يونايتد الجويّة" الأميركيّة، لأنّهم كانوا يتحدّثون بالعربيّة. وكتبت إيمان سعد شبلي قصّتها على فيسبوك، مشيرةً إلى أنها كانت تستقلّ رحلة متوجهة من شيكاغو إلى واشنطن، مع زوجها وطفليها، بمناسبة عطلة الربيع، حين طلب منهم مغادرة الطائرة. وأشارت إلى أن طاقم الرحلة طردها بسبب ما وصفه بـ"أمان الرحلة"، وأنها تلقّت تلك المعاملة بسبب طريقة لباسها، كونها محجّبة. ونشرت شبلي فيديوهين يظهران كابتن الطائرة، وإحدى المضيفات، يطلبون من العائلة المغادرة، بسبب "هواجس حول سلامة أحد مقاعد الأطفال". هذه الأحداث وقعت منذ مطلع العام الحالي فقط، لتنضمّ إلى عشرات التجارب المماثلة التي يخوضها العرب أو المسلمون على متن الطائرات. حتى أنه بات من الممكن أن تدخل عبارة "أن تسافر وأنت مسلم (أو عربيّ) Flying while Muslim إلى المعجم، كعبارة معتمدة، للتعبير عن التمييز اللاحق بقافلة طويلة من الركّاب الأبرياء. وبالفعل فإن العبارة تستخدم منذ العام 2001، للإشارة إلى جنون الارتياب الذي يصيب طواقم بعض الخطوط الجويّة عند سماعهم كلمة باللغة العربيّة، أو لاشتباههم بأحد الركّاب لملامحه العربيّة. لكن قصة فايزة شاهين ترفع سقف التمييز إلى مرحلة جديدة. فبعدما كان على الركاب المسلمين الانتباه إلى طريقة كلامهم، وإلى شكل لباسهم، ولون بشرتهم، بات عليهم الآن انتقاء كتب رحلة شهر العسل بحذر!

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard