شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
لا للأدوية ولآثارها الجانبية... فليبدأ عصر العلاجات البديلة الآن

لا للأدوية ولآثارها الجانبية... فليبدأ عصر العلاجات البديلة الآن

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 12 سبتمبر 201701:20 م
لكل داءٍ دواء. لكن، ماذا لو كان العلاج نفسه سبباً للداء أو كانت آثاره الجانبية أكثر من نفعه؟ إذاً، علينا البحث عن بدائل أقل ضرراً وأسرع قضاءً على المرض والألم. قديماً، اعتمد الإنسان على الطبيعة والنباتات كعلاجات؛ فظهر العلاج بالأعشاب، والعلاج بالإبر الصينية، وعالج بعض المرضى أيضاً بالطقوس الدينية، أو بالرقص والموسيقى، وتطور الأمر إلى التأمل والرياضة حتى تقدم العلم وسيطرت العقاقير.

ما الحاجة إلى العلاجات التكميلية؟

لعل زيادة المشكلات الناجمة عن الآثار الجانبية للعقاقير المختلفة، هي ما دفعت عدداً كبيراً من الأطباء إلى البحث عن علاجات غير دوائية أو تكاملية أكثر فاعلية في علاج الآلام، خصوصاً المزمنة من دون ضرر، بحسب النيويورك تايمز. تؤكد خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة NHS، أن العقاقير جميعها قد تسبب آثاراً جانبية وأخطاراً صحية كثيرة مثل الغثيان والتحسس والقيء في حال عدم الالتزام بوصفة الطبيب أو تناولها مع عقاقير أخرى وربما أسوأ من ذلك.
العلاج التكاملي أو التكميلي هو نمط رعاية صحية قائم على التعامل مع الشخص ككل وليس مع مجرد عارض أو ألم ما، وغالباً ما يلجأ إليه الأطباء والمرضى لتفادي الآثار الجانبية لبعض العقاقير أو للحصول على نتائج أفضل في وقت أقل. توضح جين برودي JANE E. BRODY، المختصة بالتغذية والعلاجات الطبيعية، أن اللجوء إلى المسكنات القوية عند الشعور بأي ألم مزمن كالصداع أو آلام الظهر، لا يحل الأمر بل يزيده تعقيداً، حيث نصبح بحاجة إلى زيادة الجرعات باستمرار لتحقيق المفعول الأكيد.

العقاقير المسكنة بين الخمول والآثار الجانبية

يرى جيمس كامبل James Campbell، المختص بجراحة الأعصاب والألم، أننا كثيراً ما نصعب الأمور عندما نعتقد أن آلامنا لا علاج لها وأنها قد تمنعنا من مواصلة حياتنا بشكل طبيعي. ويضيف: "الألم مؤشر جيد إلى أن شيئاً ما ليس على ما يرام في أجسادنا"، ويردف: "بالطبع، الألم المزمن ليس إشارة مفيدة، لكن خشيته ومواجهته بالمسكنات القوية من دون علاج حقيقي قد يؤديان إلى كارثة". يجب أن نتعلم كيفية التعايش مع الألم وتحمله إذا لم يكن بسبب حال مرضية خطِرة، فالأشخاص الذين يخشون الألم ويكثرون من المسكنات غالباً ما يدورون في حلقة مفرغة من الخمول وتفقد عضلاتهم قوتها، بل ويعرضون أنفسهم لمشكلات صحية كثيرة، يوضح كامبل. أما برودي فتؤكد أن الأبحاث الأخيرة أكدت أن إعمال العقل ووعي المريض لمرضه جنباً إلى جنب مع العلاج الدوائي، يعطيان نتائج أفضل كثيراً من الاعتماد على الأدوية القوية التأثير، بخاصة في آلام الظهر على سبيل المثل وعن تجربة شخصية.

توصيات عدة بالعلاج التكاملي

أوصت الكلية الأميركية للأطباء American College of Physicians بضرورة اعتماد علاجات بديلة أو طبيعية لبعض الآلام المزمنة مثل آلام الظهر من خلال العلاج بالحرارة أو الوخز بالإبر أو التدليك، وذلك من خلال أحدث توجيهاتها بشأن علاج الأمراض المزمنة. أما الحالات المتأخرة فيمكن اعتماد العلاج الطبيعي لها أو اليوغا، فضلاً عن الاسترخاء والعلاج السلوكي المعرفي وتقليل التوتر.

أبرز العلاجات التكميلية

رجحت النتائج جدوى اعتماد "الاسترخاء" في علاج الصداع والصداع النصفي، وكذا الوخز بالإبر ورياضة التاي تشي لعلاج آلام الركبة، والتدليك لآلام الرقبة، وأيضاً الوخز بالإبر واليوغا لآلام الظهر. في السياق ذاته، توصلت أحدث دراسات معهد بحوث الصحة الجماعيةGroup Health Research Institute بالتعاون مع جامعة واشنطن University of Washington، إلى أن تقليل الإجهاد الذهني والاعتماد على العلاج السلوكي المعرفي معاً، حققا نتائج أفضل في علاج آلام الظهر من الأدوية المتبعة عادة من حيث التكاليف وإنتاجية المرضى أو نشاطهم. يعرّف دانيل شيركين Daniel C. Cherkin، معدّ الدراسة، العلاج السلوكي المعرفي بأنه إعادة هيكلة نظرة الأشخاص إلى طريقة تعاملهم مع الألم والظروف المحيطة بهم. أما تقليل الإجهاد الذهني فيعد من أشكال التأمل التي تساعد الأشخاص على التواصل مع أجسادهم؛ وأخذت في الأساس عن أحد الطقوس التأملية البوذية، وتتم خلال 8 جلسات بواقع ساعتين كل أسبوع، وتمكن ممارستها مع بعض تمارين اليوغا البسيطة. وبعد متابعة أفراد عينة الدراسة بعد عامين، ثبتت النتائج نفسها.

ما الذي يحد من انتشار العلاجات التكميلية؟

تطرح برودي، في مقال النيويورك تايمز، عدداً من الإشكاليات التي تعوق انتشار العلاجات التكميلية الخالية من العقاقير؛ وتتمثل في عدم توافرها من قبل التأمين الصحي؛ ما يعني أن الشخص الذي يلجأ إليها، عليه تحمل النفقات كاملة لذا، يفضل العلاج الدوائي الذي يتكفل به العمل بالطبع. وسبب آخر هو عدم  انتشار المدربين والمعالجين لهذه الطرق غير النمطية، بخاصة في المناطق غير الحضرية. في النهاية ولكيلا يختلط الأمر، فإن المقصود هنا هو اعتماد الطرق العلاجية التكاملية بدرجة أكبر لعلاج الآلام البسيطة، مع اعتمادها جنباً إلى جنب مع العقاقير في الحالات الشديدة، في محاولة لتجنب عواقب الإفراط في تناول العقاقير القوية المفعول.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard