شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
فاليوم، فيزا، تهريب... عمّ يبحث السوريون على الإنترنت؟

فاليوم، فيزا، تهريب... عمّ يبحث السوريون على الإنترنت؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 1 أغسطس 201706:03 م
الإجابة عن هذا السؤال يقدمها موقع "Syria Trends”. هو مشروع لمبادرة "Synaps" يهدف الى مساعدة المتابعين لفهم الأوضاع على الأرض في سوريا، بالإضافة إلى الغوص قليلاً في عقول مستخدمي الإنترنت من السوريين.
تقوم المبادرة على رصد "ما بحث عنه السوريون من داخل سوريا" على الإنترنت خلال السنوات الماضية، مستعينةً بـGoogle Trends كأداة لرصد أكثر العبارات تداولاً، وتقدم خلاصاتها في رسوم بيانية. الهدف الأساسي من المشروع بحثيّ، ولكن خلفيته إنسانية أيضاً، لأن محاولة فهم ما يبحث عنه السوري ستتيح للمهتمين رؤية العالم بعيون سورية لمرة على الأقل: دواء، لجوء، منح دراسية، طُرق التهريب في أوروبا، محادثات جنيف، آثار المواد الكيميائية… كل شيء متاح اليوم على الإنترنت، المعلومات بجميع أنواعها موجودة، حتى أن النزاعات باتت شبه موثقة، ومنها بالتأكيد الحرب السورية، التي كانت من أكثر المواضيع تداولاً على الإنترنت في السنوات الماضية. إلا أن توفر كل تلك المعلومات وبكبسة زر واحدة أمر إشكالي، رغم أهميته، لأنه يمكن أن يساء استخدامها. من هنا نشأت فكرة جمع هذه البيانات وتحليلها، وابتكار منصة تفاعلية يمكن أن تقدم شرحاً وافياً للمهتمين بالملف السوري عما يحصل في سوريا، وعما يدور في عقول السوريين.

بالأرقام

يستخدم المشروع Google Trends بطريقة جديدة، بحسب القائمين على "Syria Trends". يقول آليكس سيمون، باحث ومستشار في المشروع، لرصيف22 إنهم أرادوا مشاركة العالم طريقة جديدة في البحث وفي استخدام بيانات هي بالأساس متاحة للجميع. وكون الملف السوري من بين القضايا الشائكة التي تحوي أرقاماً ووقائع وحملات إعلامية كثيرة، كانت سوريا الخيار الأنسب. يأمل فريق Synaps أن تدفع قراءةُ البيانات المتابعَ إلى وضع نفسه مكان من يعيشون في سوريا، ليحاول استيعاب ما يمرون به.

فضاء آمن للتعبير عن الرأي

ازدادت وتيرة البحث عن بديل للإنترنت المحلي في سوريا، وعن فضاء آمن للاستخدام بين عامي 2011 و2013، بحسب المعلومات التي جمعها Synaps. شاع في هذه السنوات البحث عن كلمتي VPN وVirtual Private Network على غوغل، وهذه إحدى وسائل الحماية الأساسية التي تقوم على تغيير موقع المستخدم الجغرافي، افتراضياً. ارتفعت نسبة البحث عن هاتين الكلمتين بشكل كبير خلال الأشهر الأولى لبداية الحراك في سوريا، عندما عمد النظام السوري إلى مراقبة المستخدمين ورصد كل ما هو لافت، ثم هبطت نسبة البحث مجدداً في أواخر عام 2013. وفي بدايات عام 2011، ارتفعت بشكل كبير جداً عمليات البحث عن Hotpost shield، إحدى الشبكات الخاصة VPN.
مشروع يتيح للمهتمين رؤية العالم بعيون سورية: دواء، لجوء، منح دراسية، طرق التهريب في أوروبا، محادثات جنيف
Google trends تتحول إلى وسيلة لفهم ما يعيشه السوريون في الداخل... إليكم ما يبحثون عنه

البحث عن إعلام بديل

شهد الشهر الأخير من عام 2012 ارتفاعاً ملحوظاً في نسب البحث عن منصة فيسبوك من قبل السوريين المقيمين في الداخل. وتذكّر عمليات البحث المتابعين بأيام الحراك الأولى، حين عمد الناشطون السوريون إلى البحث عن وسائل إعلام بديل، يستطيعون من خلالها إيصال صور التظاهرات والانتهاكات التي تحصل على الأرض إلى العالم الخارجي. وعلى الرغم من تعاونهم مع عدد من القنوات والمواقع الإخبارية، أراد الناشطون حرية مشاركة كل تفصيل، من هنا يتضح ارتفاع نسبة بحثهم وتقصيهم عن البدائل: فيسبوك، تويتر، يوتيوب.

محادثات السلام

كيف تغيرت عمليات البحث على غوغل خلال محادثات السلام؟ سؤال يحاول فريق Syria Trends الإجابة عنه. مع انتشار استخدام الـVPN لإخفاء الموقع الجغرافي، بالإضافة إلى تمسك عدد من السوريين بالرقابة الذاتية لحماية أنفسهم من الاعتقال خلال وجودهم في الداخل، وتحديداً المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، كان من الصعب رصد الأرقام بوضوح في ما خص نشاط السوريين الإلكتروني عبر Google Trends، إبان محادثات السلام. إلا أن البيان التالي يسلط الضوء على عمليات البحث التي رصدها غوغل في الداخل السوري خلال الشهر الأول من عام 2014، عند استضافة الأمم المتحدة لمحادثات جنيف 2، بعد سنتين من جنيف 1 الذي كان قد عقد في الشهر السادس من عام 2012. Trends1Trends1 توضح منصة Syria Trends أنه، وعلى الرغم من عدم إتمام أي اتفاق يذكر في جنيف 2، فإن الحدث ولّد حركة بحث تفوقت بالعدد على حركة البحث التي رُصدت في جنيف 1. بدا السوريون مهتمين أكثر في ما يحصل في الجزء الثاني من المؤتمر، ما يوحي بحسب الموقع أن البعض في الداخل السوري كان "يتوق لحلول سياسية توقف إراقة الدماء".

"فاليوم" و"دايزبام" ومهدئات أخرى

مما لا شك فيه أن الصمود ومتابعة الحياة بشكل طبيعي أمران يبدوان شبه مستحيلين في بلد كسوريا، على الرغم من انتشار عدة تقارير تناقش الليونة النفسية التي "طورها الشعب السوري خلال الحرب" بسبب الأحداث العنيفة التي شهدتها البلاد، كي يستطيع من في الداخل التعايش مع الواقع. رصد الموقع أن البحث عن الأدوية المهدئة بدا عادياً مع عدم بروز أي أرقام لافتة خلال السنوات الماضية، إلا أن نسبة عالية من البحث عن معلومات عن عقاقير مهدئة سُجلت أخيراً، وتحديداً في 18 حزيران 2017، في دمشق وحلب. لماذا 18 حزيران؟ Trends2Trends2 أسقط التحالف الدولي في ذلك التاريخ طائرة حربية للنظام السوري بالقرب من مدينة الطبقة في الرقة، رداً على قصف النظام مواقع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد). ويبدو أن الرد الأمريكي أثار ذعراً في نفوس عدد كبير من سكان سوريا مع اتساع رقعة استهداف التحالف للنظام.

بين المهرّبين والفيزا

الأرقام اللافتة كانت بحث السوريين عن معلومات في ما خص اللجوء إلى أوروبا، بالإضافة إلى اهتمام خاص بكلمة "فيزا". يُظهر الرسم البياني الأول أن أعداداً قليلة بحثت عن معلومات خاصة باللجوء بين عاميْ 2009 و2012 فيما أعداد كبيرة اختارت البحث عن كلمة "فيزا" خلال الفترة نفسها. وبرز تغيير كبير عام 2013، ليصل البحث عن كلمة فيزا إلى ذورته في الشهر الأول من عام 2016. ويمكن ربط ذلك ببساطة بالقوانين التركية الجديدة التي فرضت على السوريين الحصول على فيزا قبل السماح لهم بالدخول إلى أراضيها. Trends3Trends3 Trends4Trends4 أما البحث عن كلمة "لجوء" فبلغ ذروته في الشهر التاسع من عام 2015 مع تغير شروط اللجوء في بعض الدول الأوروبية أولاً، وإغلاق عدد من المعابر البرية بين تركيا واليونان ومقدونيا ثانياً، بالإضافة الى انقضاء فترة الصيف التي تشهد نسبة عالية من الرحلات البحرية التي يسهلها مهربون متخصصون.

هل تضيف هذه البيانات زاوية جديدة على الأخبار اليومية؟

يأمل فريق "Synaps" أن تساعدهم هذه الطريقة على فهم ما يحصل في سوريا بشكل أدق، وأن يساهم المشروع عبر مشاركة تلك المعرفة مع أطراف أخرى، في تسليط الضوء على وقائع وأرقام يمكن استخدامها بحثياً وربطها بما يحصل اليوم على الأرض. سيساهم المشروع في فهم كيفية تفاعل السوريين مع ما يحصل حولهم، وكيف تبدل هذا التفاعل وتغير مع مرور سنوات الحرب.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard