شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
تسجيلات مسربة تكشف تفاصيل جديدة مرعبة عن وسائل تعذيب الـ.C.I.A

تسجيلات مسربة تكشف تفاصيل جديدة مرعبة عن وسائل تعذيب الـ.C.I.A

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 9 يوليو 201711:06 ص
"كانوا أحياناً يضعونني داخل صندوق صغير محكم الإغلاق، ويكبلونني عارياً ويسكبون على جسدي الماء المثلج". هذا جزء من شهادة المواطن الليبي مخمد سعود، نشرتها صحيفة النيويورك تايمز العام الماضي، يتحدث عن تعذيبه عندما احتجزته وكالة الاستخبارات الأمريكية في أفغانستان.

يقول بن سعود في شهادته: "حين أذهب للنوم أتذكر كل شيء، وكأنني لم أزل مسجوناً ومكبلاً في ذلك المكان الرهيب، أشعر بالقلق دائماً والخوف من أن يحدث ذلك لي مرة أخرى".

ما تعرض له والعشرات غيره كان جزءاً من برنامج استجواب خاص طورت من أجله تقنيات تعذيب نفسية وحشية استخدمتها وكالة الاستخبارات الأمريكية .C.I.A ضد متهمين بالإرهاب، وتمت بمساعدة بعض علماء النفس. وقد نشرت النيويورك تايمز هذا الأسبوع شهادة مسربة بالفيديو للطبيب النفسي والعسكري السابق جون بروس جيسن وزميله جيمس ميتشيل اللذان طلبت منهما وكالة الإستخبارات الأمريكية الإشراف على عدة جلسات تعذيب في مناطق سرية. وقد قال جيسن في التسجيل أنه غير راضٍ عما قام به.

تعذيب مقابل 81 مليون دولار

الطبيبان النفسيان جون بروس جيسن وجيمس ميتشيل هما المدعى عليهما في الدعوى التي رفعها الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية نيابة عن العديد من السجناء السابقين الذين تعرضوا للتعذيب من قبل الـ.C.I.A. وقال الطبيبان في الشهادة المسربة إن البرنامج الذي اقترحاه على الـ.C.I.A قاما بتطبيقه على المتهمين، كما أنهما دربا آخرين على القيام به، وحصلا مقابل ذلك على 81 مليون دولار. وبحسب الشهادة المسربة فإن التقنيات المستخدمة في برنامج الاستجواب تعود للعام 2002 حين طلب منهما مسؤولو وكالة الاستخبارات الأمريكية تقديم مقترحات. وتم اقتباس التقنيات المستخدمة في البرنامج من تلك التي استخدمها علماء النفس لتدريب الجنود الأمريكيين في مدارس البقاء على قيد الحياة لمقاومة الاستجوابات الوحشية التي قد يتعرضون لها من قبل قوات معادية تنتهك قوانين الحرب. وزعم الطبيبات أنهما كانا يعتقدان أن التقنيات المستخدمة في البرنامج ومنها الحرمان من النوم، والإيهام بالغرق ووضع المتهمين لساعات في أوضاع غير مريحة والحرمان من مياه الشرب، ستكون أكثر أمناً من وسائل قد تنفذها الوكالة للحصول على معلومات يمكن ان تساعد فى منع هجوم إرهابى. وبرر الدكتور "جيسن" موافقته على العمل مع الـ C.I.A بأنه كان في الجيش طوال حياته، وتعوّد أن ينفذ ما يطلب منه. وكان أبو زبيدة، الذي احتجزته الـ C.I.A عام 2002، هو أول متهم يتعرض لتقنية الإيهام بالغرق، وكانت الحكومة الأمريكية تحتجزه باعتباره قائداً مهماً في تنظيم القاعدة، لكن بعد ذلك ظهر أن هذا الاتهام غير حقيقي.
ضحايا عرب يكشفون تفاصيل جديدة مرعبة عن وسائل تعذيب الـ.C.I.A

تورط جمعية علم النفس الأمريكية

وكانت اتهامات عدة وجهت لجمعية علم النفس الأمريكية بأنها تعاونت في السر مع إدارة الرئيس جورج دبليو في الإشراف على تعذيب متهمين تم القبض عليهم فيما أُطلق عليه عنوان "الحرب على الإرهاب" التي تلت أحداث 11 سبتمبر. الهدف من هذا التعاون، بحسب تقرير للنيويورك تايمز نشر في إبريل من العام 2015، هو أن تدعي إدارة بوش إذا واجهت أي مساءلة قانونية في المستقبل أن الحصول على اعترافات من المتهمين كان قانونياً ولم يشكل تعذيباً، لأن الاستجوابات كانت تتم تحت إشراف متخصصين في علم نفس. وفي العام 2014 تم إنهاء هذا البرنامج، وأصدرت لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ تقريراً اعتبره برنامجاً غير فعال واحتوى على انتهاكات. ومن ضمن التقنيات التي استخدمها هذا البرنامج تحت إشراف علماء علم النفس الحرمان من النوم والإيهام بالغرق.

أزمات نفسية

وفي شهاداتهما رفض كل من الدكتور جيسن والدكتور ميتشل فكرة أن الرجال الذين تعرضوا لبرنامج الاستجواب الذي صمماه من الممكن أن يعانوا من أي ضرر بدني أو نفسي على المدى الطويل. لكن صحيفة النيويورك تايمز توصلت إلى أن عشرات المعتقلين حدثت لهم مشاكل نفسية على المدى الطويل بسبب التقنيات الوحشية التي تعرضوا لها، ومنهم أبو زبيدة ومحمد ابن سعود وآخرون. ونشرت الصحيفة شهادة لمتهم آخر مر بالتجربة نفسها، وهو التنزاني سليمان سليم ، احتجزته الـ.C.I.A عام 2003 في أفغانستان. وتعرض سليم للضرب، وعزل في زنزانة مظلمة لعدة أشهر، وتعرض للإيهام بالغرق والحرمان من النوم. وبعد خروجه صار يعاني من صداع وأرق ورنين مستمر في أذنيه. ومن المقرر أن تبدأ محاكمة الطبيبين بشكل رسمي في 5 سبتمبر المقبل.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard