شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
مشاهد خطر وإغراء لم نكن نعرف أنها بأداء ممثلين دوبلير

مشاهد خطر وإغراء لم نكن نعرف أنها بأداء ممثلين دوبلير

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 29 يونيو 201711:26 م
وجه ملقى عليه الضوء، لكنه دائماً بعيداً عنه. هكذا يطل الدوبلير، أو الشخص الذي ينوب عن بطل الأفلام السينمائية للقيام بالمشاهد الخطيرة أو اللقطات الجنسية، أمام الكاميرا في مشاهد الحركة والبهلوانية، التي نجح بعض مخرجيها في إخفاء وجهه تماماً كي لا يلاحظه المشاهد ويظن أن بطله (أو بطلته) أقوى وأجمل أبطال السينما، بينما لم يوفق آخرون في هذه المهمة.

الدوبلير المصري

في مصر، تلمع أسماء معينة في مهنة الدوبلير، مثل الكابتن عبد الرازق، الذي بدأ بالعمل في أفلام فريد شوقي، ومصطفى الطوخي مصمم المعارك في الكثير من الأفلام السينمائية، وأشرف صبري دوبلير مشاهد الغوص للزعيم عادل إمام في فيلم جزيرة الشيطان، الذي عرض عام 1990، ولعامر منيب في فيلم الغواص الذي عرض عام 2005.
&feature=youtu.be بالإضافة إلى السيدات اللواتي يعملن في تلك المهنة، مثل لويزا حكيم مروضة الثعابين، التي ظهرت كبديلة لنبيلة عبيد في فيلم السيرك، عام 1968. وإحسان عبد اللطيف، بديلة مشاهد العنف لليلى علوي في الكثير من أفلامها. أما عن المقابل المادي الذي يتقاضاه الدوبلير في مصر، فيُقدر بمتوسط 2000 جنيه (ما يعادل 100 دولار) عن يومٍ بأكمله يتخلله تمثيل مشاهد خطيرة، بينما في هوليوود يتقاضى الدوبلير مقابلاً مادياً يقدر بمتوسط 70 ألف دولار سنوياً، بدل الأفعال الخطيرة التي يقوم بها من قفز من الطائرات والهليكوبتر وناطحات السحاب.

هل ظهر الدوبلير بوضوح في الأفلام المصرية؟

نجح بعض مخرجي الأفلام السينمائية المصرية في إخفاء وجه الدوبلير تماماً كي لا يلاحظه المشاهد، بينما لم يوفق آخرون في ذلك. فأطل وجه بديل البطل بوضوح في عدة مشاهد، منها مشهد المعركة الشهير بين أنور وجدي وفريد شوقي في فيلم ريا وسكينة (1952)، فظهر وجها الدوبلير للبطلين في اللقطات البعيدة المستخدمة. وبالرغم من ظهور كل من بديلي إسماعيل يس وحسن فايق في مشهد يمارسان فيه لعبة التزلج في فيلم إسماعيل يس في دمشق (1958)، فإن الشعر الداكن الواضح لبديل حسن فايق في المشهد، أظهر أن من يقف أمام الكاميرا هو الدوبلير، لأن حسن فايق مشهور برأسه الأصلع.
مرة أخرى أطل وجه الدوبلير في مشهد من فيلم أخطر رجل في العالم (1967)، حين شرب فؤاد المهندس الخمر، وتأثر بها ليظل يقفز فوق الأرض.
&feature=youtu.be بالإضافة إلى مشهد سقوط جورج من فوق السلالم في فيلم البحث عن فضيحة (1973) للمخرج نيازي مصطفى، ظهر بوضوح وجه بديل آخر لجورج.
&feature=youtu.be من ناحية أخرى، نجح بعض المخرجين في إخفاء ملامح الدوبلير من المشاهد. كما حصل في مشهد المعركة الشهير بين فريد شوقي ومحمود المليجي في فيلم رصيف نمرة 5 (1956) للمخرج نيازي مصطفى، إذ لم يظهر وجه دوبلير محمود المليجي، بسبب استخدام المخرج للقطات بعيدة.
كذلك في أحد مشاهد فيلم الرجل الثاني (1959) للمخرج عز الدين ذو الفقار، لم يظهر وجه دوبلير رشدي أباظة أثناء هروبه من الشرطة في نهاية الفيلم، وقفزه من أعلى البناية ليستقر فوق شجرة، ثم يتدلى منها. ونجح المخرج في إخفاء ملامحه من خلال تصويره من الخلف في لقطة بعيدة، واستخدام الإضاءة الضعيفة.
&feature=youtu.be

الدوبلير محمد النوبي يتذكر:

هل هنالك مشهد تأذى فيه خلال تمثيله؟ يتذكر محمد النوبي موقفاً مر به أثناء عمله، حين كان يصور مشهد معركة مع الشحات مبروك في أحد أفلامه، فتلقى لكمة على أنفه من يد "مبروك" جعلته يلجأ إلى الراحة، ما أدى إلى تعطيل تصوير مشاهده يومين متتاليين.
مشهد خطير أعاده أكثر من مرة؟ موقف آخر يرويه النوبي حين كان بديلاً لأحمد زكي في فيلم الباشا (1993)، وذلك حين قفز من شقة لأخرى بالدور التاسع من إحدى البنايات. يقول النوبي إنه صوّر ذلك المشهد مرتين بسبب خطأ في "الراكور" عندما نسي المسؤول عنه أن يجعله يرتدي بدلة كان يرتديها "زكي" نفسه. ما هو أخطر مشهد كان فيه بديلاً لممثل معروف؟ كان في أحد أفلام "زكي" مستر كاراتيه (1993) للمخرج محمد خان. في المشهد، يصعد النوبي فوق سيارة مسرعة لمهاجمته داخل الكاراج.
هل تعترف السينما المصرية بمهنة الدوبلير؟ عبر النوبي عن ضيقه بسبب طريقة التعامل المادي مع الدوبلير في مصر، والتي تكون معتمدة على الأجر اليومي، على عكس التعامل مع الدوبلير في الخارج، فيتم الاتفاق معه على المقابل المادي وفقاً للقطة نفسها والمرات التي أعاد تمثيلها. ويرى النوبي أن طريقة تناول السينما للدوبلير، وما يواجهه من مخاطر ومعاناة أثناء عمله، يجب أن تكون أفضل مما هي عليه. كما يؤكد أنه ينبغي الاهتمام بدراسة طبيعة عمل الدوبلير داخل معهد السينما مع إلقاء الضوء على أهميته وكيفية القيام بعمله، ليظهر على أعلى مستوى أمام الكاميرا.

الدوبلير أمام الكاميرا

أما عن تناول طبيعة عمل الدوبلير في الأفلام السينمائية، فلم يقدم الدوبلير أمام الكاميرا سوى المخرج فطين عبد الوهاب في فيلمين، وقد اقتصر دوره في تلك الأفلام على القيام بتصوير مشاهد ضرب الأبطال فقط. وكان الفيلم الأول هو "إسماعيل يس في الطيران" (1959)، الذي أظهر معاناة الدوبلير في عمله من خلال مشهد السقوط من فوق السلالم.
أما الفيلم الثاني، فجاء بعده بـ10 سنوات، حين جسد عادل إمام شخصية الدوبلير أمام الكاميرا مرة أخرى في فيلم نص ساعة جواز، وأظهر معاناته في عمله عن طريق مشاهد تعرضه للضرب والإغراق.

الدوبلير للعري والجنس

يلجأ بعض النجوم للاستعانة بالدوبلير في المشاهد الجنسية كما فعلت Kate Beckinsale في مشهد من فيلم Haunted، الذي عرض عام 1995. كما استعانت Jessica Alba بدوبليرة للقيام بعمل المشاهد التي تظهر فيها عارية في فيلم The Sleeping Dictionary الذي عرض عام 2003. نذكر أيضاً Vera Farmiga التي استعانت بدوبليرة للقيام بمشاهدها الجنسية مع George Clooney في فيلم Up the Air الذي عرض عام 2009. وMila Kunis التي لجأت إلى دوبليرة لتصوير مشاهد الجنس بفيلم Friends with Benefits عام 2011. طبعاً لا ننسى الدوبليرة Shelley Michelle التي كانت بديلة للكثير من النجمات في المشاهد الجنسية، وأشهرهن Julia Roberts في فيلم Pretty Woman الذي عرض عام 1990، وBarbra Streisand في فيلم The Prince of Tides من إنتاج عام 1991. كذلك نذكر بعض المشاهد الجريئة التي ظهرت في أفلام لبنانية وعربية، ونالت انتقادات واسعة، رغم اعتراف الممثلات بالاستعانة بدوبلير لتصوير المشاهد الجنسية، مثل الجدال الذي حصل حول فيلم "بيروت هوتيل" مع الممثلة دارين حمزة.

البداية

ترجع فكرة الدوبلير إلى أوائل القرن العشرين، بعد انتهاء الحرب الإسبانية- الأمريكية، حين راح العديد من الشباب الأقوياء المدربين يبحثون عن وظائف، ما جعلهم يلجأون إلى السينما ليقوموا بمشاهد معينة مجاناً. ثم تطورت وظيفة الدوبلير، ليصبح "كوميديان" مثل Buster Keaton الشهير.
أما عن أول دوبلير في تاريخ السينما العالمية، فكان الفارس الأمريكي السابق Frank Hanaway الذي ظهر في مشهد من فيلم The Great Train Robbery عام 1903. كان ذلك بسبب قدرته على السقوط من أعلى الحصان من دون إيذاء نفسه. كان أول دوبلير يتقاضى مقابلاً مادياً لعمله في فيلم The Conte of Monte Cristo، إذ دفع المخرج 5 دولارات للبهلوان الذي كان عليه أن يقفز من أعلى منحدر مباشرة في البحر. ومع بداية الحرب العالمية الأولى، ابتكر الأوروبيون والأمريكيون أفلاماً تحتوي على مشاهد حركة كثيرة، تطلبت وجود بدلاء، فلمعت أسماء الكثير منهم، أشهرهم Tom Mix وYakima Canutt.
حالياً يوجد الكثير من البدلاء في العالم، أمثال Vic Armstrong الذي عمل دوبلير لـChristopher Reeves في فيلمي Superman  وSuperman II، ودوبلير للنجم Harrison Ford في أول ثلاثة أفلام من سلسلة Indiana Jones.
كذلك الدوبليرة الشهيرة Wendy Leech، زوجة Armstrong التي كانت بديلة لـAnthony Daniels في فيلم Star Wars، ولـSharon Stone في فيلم Total Recall.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard