شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
نبيذ وردي، رقص، برونزاج... سبّاحو اليوم لا يحبّذون تبلل شَعرهم

نبيذ وردي، رقص، برونزاج... سبّاحو اليوم لا يحبّذون تبلل شَعرهم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 4 أبريل 201705:14 م

هذا هو الموسم المثالي للسباحة، تلمحون رؤوساً تخرج من نوافذ السيارات في طريقها إلى البحر، كي لا تفوت عليها أي نسمة. هذا هو فعلاً الموسم المثالي، لأن المسابح والبحار لم تكتظ بعد بالسباحين الذين يرمون أنفسهم على الشواطئ، تسيّجهم زجاجات البيرة الفارغة التي تسبح في قعرها فيلترات السجائر، حتى تعلوَ الموسيقى في الأفق، لتنزل معها زجاجات النبيذ الوردي على الرمال، وتتسارع الخطوات على الـ”pamperap”. أهم نقطة ألا تبلل نقطة مياه من البحر أو المسبح، شعرهم.

تختلف سلوكيات السباحة من شخص الى آخر، وكون الذهاب الى البحر أو المسبح يعدّ تجربة مسلّية، بعيدة أحياناً عن "القيود" و"البروتوكولات"، قمنا بجولة على بعض الناس للاطلاع على كيفية قضاء يومهم على البحر، والوقوف على مسألة تباين سلوك الأفراد، أثناء وجودهم في المسابح.

البرونزاج أولاً

via GIPHY

عندما نقول تمضية يوم على البحر، أول ما يخطر على بال السيدات هو موضوع "البرونزاج" أو التسمير، إذ يحلمن بالحصول على بشرة برونزية اللون، أشبه بنجمات التلفزيون المحببات على قلوبهنّ.

تشير سمر (20 عاماً) إلى أنها ليست من هواة السباحة، غير أنها في فصل الصيف تواظب على الذهاب الى المسبح الخاص، لتسمير بشرتها. تقول: "أرغب أن أكتسب لوناً برونزياً على غرار الفنانة اللبنانية مايا دياب التي أعشق لون بشرتها، فأكثف ذهابي إلى المسبح، أمضي وقتي كله تحت أشعة الشمس". وعن مدى تحملها لهيب الحرارة ومخاطر التعرض لأشعة الشمس، تجيب سمر: "الجمال لا يأتي على طبق من فضة، يجب أن نتعب لنحصل عليه، وبالنسبة إليّ أشغل نفسي بقراءة كتاب ممتع أو الاستماع إلى الموسيقى التي غالباً ما تنقلني إلى عالم آخر".

بات الاهتمام بالشكل الخارجي في عصرنا الحالي من الأولويات، وموضة التّسمر لم تعد مقتصرة على النساء فقط، فالرجال أيضاً باتوا يميلون إلى الاستلقاء تحت أشعة الشمس الملتهبة للحصول على بشرة سمراء جذابة. على غرار وائل (32 عاماً) الذي قرر الاعتناء أكثر بشكله الخارجي، فأنقص وزنه من خلال اتّباع نظام غذائي صارم، وواظب على ممارسة الرياضة بشكل مكثف. وعندما وصل إلى هدفه المنشود، أصبح من هواة التسمر على البحر.

ويقول: "بحكم تجربتي مع الصبايا، اكتشفت أن الفتاة العربية تميل إلى الرجل الأسمر، لذا أحرص على تعريض جسدي للشمس في كل مرة أذهب فيها إلى المسبح". ويكشف وائل أن موضوع البرونزاج بات يشكل منافسة بينه وبين أصدقائه: "لم تعد السباحة تستهوينا بقدر الحصول على لون بشرة جميل، لذا نقضي معظم وقتنا بالقرب من المسبح تحت أشعة الشمس أو ننزل أحياناً إلى الحوض لاحتساء بعض المشروبات المثلجة، مع حرصنا طبعاً على تعريض جسدنا للشمس".

via GIPHY

"البحر خلق للسباحة مش للبرونزاج"، بهذه الكلمات عبّر روي (50 عاماً) عن امتعاضه من موجة التسمير التي باتت شغل الناس.

ويشدد روي على أن البحر مخصص لهواة السباحة فقط، غير أن الناس أرادت أن تجعل منه مقصداً للتباري والتباهي بأجسادهم.

للكحول لذة خاصة وسط "المسبح"

via GIPHY

بين بقاء البعض لساعات تحت أشعة الشمس، رغم كل التحذيرات من المخاطر الصحية، وبين قيام "قلّة" بالسباحة بجدية لا مثيل لها، يحلو للبعض أن يجعل من المسبح مكاناً للسهر والرقص واللهو، فترى فئة من الناس تتزاحم لتأخذ مكاناً لها بالقرب من البار الذي يتوسط المسبح، فيتلذذون مثلاً باحتساء النبيذ الوردي.

فكما هو معلوم، يبحث المرء في الصيف عن الترفيه والتسلية، عبر النشاطات المتوفّرة التي تنتشله من ضغوط الحياة اليومية. ولجذب الناس، خصوصاً جيل الشباب، أقدم أصحاب المسابح الخاصة على إحياء "حفلات" صاخبة في وضح النهار، تجذب الشباب وتؤمن لهم أجواء مسلّية خاصة.

يعترف كريم: "من قال إن الحفلات تكون فقط في الليل وفي الملاهي الليلية؟ أفضل البرامج الفنية وأجملها تلك التي تدور حول حوض السباحة، فنشرب ونرقص ونستمع إلى الموسيقى الجميلة ونختم حفلتنا بـ"غطسة" في المياه الباردة والمنعشة، ما يزيد الجو مرحاً".

بدورها تشير مريم إلى أنها تبحث دوماً عن المسابح التي تقيم حفلات راقصة: "بصراحة تجذبني حفلات الـ"بيتش بارتي" كثيراً، فهي مفعمة بالحياة وتجعل المرء يخرج من الإطار النمطي للسهرة".

وردّاً على الانتقادات التي تطال هذه المسابح، والقول إن الفلتان بات شعارها، تؤكد مريم أن الأمور لا تخرج عن الضوابط الاجتماعية.

مسبح أم حمام؟

via GIPHY

من المرح واللهو حول المسبح، إلى موضوع خطير أثار قلق الناس خصوصاً بعد الدراسة التي صدرت حديثاً وكشفت أن المسابح تحوّلت إلى حمامات ضخمة جرّاء قيام البعض بالتبوّل أثناء السباحة.

في الواقع لطالما كانت هناك مخاوف وهواجس لدى البعض، تتعلق بنظافة أحواض السباحة والمعايير المطبقة لناحية تطهير المياه بشكل دوري وتعقيمها، وفي هذا السياق يدافع عشاق السباحة دوماً عن نظافة المسابح، ويدحضون كل الأقاويل التي تعتبر أن مياه المسابح غير نظيفة، نظراً لوجود فئة من الناس، تفضل التبوّل في برك السباحة، عوضاً عن الدخول إلى الحمامات، غير أن العلماء حسموا المسألة ودقوا ناقوس الخطر كاشفين أن البول بات يحتلّ نسبة كبيرة من مسابحنا.

في هذا السياق، أعلن موقع "فوكس نيوز" أن علماء من جامعة البرتا في كندا، توصلوا في دراستهم إلى حقيقة صادمة: تحتوي أحواض السباحة التي يبلغ سعتها نحو 830 ألف لتر (ما يعادل ثلث حجم مسبح أولمبي) على نحو 75 ليتراً من البول البشري، ما يثبت نظرية أن الناس تميل بكثرة إلى التبوّل تحت الماء.

صحيح أن معظم الأشخاص ينفون بشكل قاطع قيامهم بالتبوّل في أحواض السباحة، غير أنه في استطلاع مجهول الهوية، اعترف 19% من البالغين بأنهم تبوّلوا في بركة السباحة مرة واحدة على الأقل خلال عامٍ واحد، و43% تفادوا الحمام السريع قبل السباحة، و15% أخذوا معهم المشروب إلى المياه، و4% تناولوا الطعام في المسبح.

بكل غرابة يعتبر كل من السبّاحين الأولمبيين "ريان لوشت" و"مايكل فيلبس"، أن التبوّل في حوض السباحة يعتبر تصرفاً مقبولاً. فقال السباح الأميركي فيلبس، الحاصل على 22 ميدالية أولمبية من بينها 18 ذهبية: "أعتقد أن الجميع يتبوّل في حوض السباحة"، معتبراً أن الكلور يقضي على الجراثيم، وبالتالي التّبول يعدّ أمراً طبيعياً وليس بهذا السوء". وبدوره كشف "لوشت" أن المياه التي تحتوي على الكلور تجعل المرء يتبوّل بشكل لا إرادي.

غير أن العلماء حذروا من مخاطر التبوّل في أحواض السباحة، وفي هذا السياق سلّطت صحيفة "تايم" الضوء على دراسة نشرت عام 2014 في العلوم البيئية والتكنولوجيا، والتي توصلت إلى أن حمض اليوريك حين يختلط مع الكلور، يؤدي إلى تكوّن مرّكب غير عضوي يعرف بـ" كلوريد السيانوجين"، وهو مرّكب سام يؤذي العين ويلحق ضرراً كبيراً بالجهاز التنفسي والعصبي، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة.

أخلاق السباحة

كشف موقع "غيد بيسين" الفرنسي، عن بعض الإرشادات التي يجب على كل شخص اتباعها للحفاظ على نظافة المسبح، وبالتالي ممارسة رياضته بطريقة سليمة وفي بيئة صحية، منها:

الحفاظ على نظافة غرف تبديل الملابس

يغيب عن بال العديد من الناس أن نظافة المسبح تبدأ من غرف تبديل الملابس، فقبل الدخول إليها من الضروري نزع الأحذية، التي تكون في العادة مليئة بالبكتيريا، وبالتالي إبقاء غرف تبديل الملابس بمأمن من الجراثيم والميكروبات.

 الحفاظ على نوعية مياه المسبح

كشفت الوكالة الوطنية للأمن الصحي أن نظافة المسابح، تعتمد بشكل رئيسي على سلوك السباحين، مشددة على ضرورة أخذ دوش قبل النزول إلى حوض السباحة. فهذه الخطوة البسيطة تهدف إلى تخليص الجسم من العرق والأوساخ والماكياج، والجلد الميّت، وبالتالي في حال التزم الناس بهذا التصرف، فإن مياه المسبح ستكون نظيفة، ما يعني تخفيف استخدام الكلور الذي يسبب احمرار العينين والربو وغيرها من الأعراض الجانبية.

 التقيّد بالإرشادات أثناء السباحة

من البديهي أن يتقيّد كل شخص بالتعليمات أثناء ممارسته رياضة السباحة، فالعديد من المسابح تشدد على ضرورة وضع القبعة منعاً من تساقط الشعر في المياه، أو حتى إلحاق الأذى به جرّاء الكلور. كما أن الحرص على عدم إزعاج الآخرين يعدّ من الأمور الرئيسية، فمن غير المنطقي مثلاً أن يتنصل الأهل من مسؤوليتهم ويتركوا أولادهم يلعبون بطريقة تزعج الآخرين، وهم مستلقون غير قادرين على الحركة لئلا يتموّج لون الاسمرار على بشرتهم.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard