شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
لماذا من الصحي أن نبكي في مثل هذه الحالات

لماذا من الصحي أن نبكي في مثل هذه الحالات "السخيفة"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 29 يونيو 201709:11 م

يبقى البكاء إلى حدّ يومنا هذا، من أكثر الألغاز غموضاً في الجسم البشري بالنسبة إلى العلماء.

وعلى الرغم من وجود وظيفة فيزيولوجية للبكاء، ألا وهي تلطيف العين وتنظيفها، إلا أنّ العلماء وجدوا منذ سنوات أنّ له وظائف سيكولوجية أيضاً، إذ يساعد على التخلّص من التوتر والحزن والمشاعر السلبية الأخرى.

نحاول جاهداً إخفاء دموعنا عن الآخرين، وتكون جهودنا مضاعفة في بعض المواقف التي نعتبرها "سخيفة"،  كالتأثر بأحد مشاهد الأفلام أو المسلسلات، أو البكاء في الطائرة. على عكس كل ما نتوقعه، البكاء في هذه الحالات يعتبر مفيداً للصحة النفسية بحسب الباحثين.

مشاهدة المسلسلات

via GIPHY

إن كنتم من محبّي المسلسلات التركية والهندية المعروفة بقصصها الحزينة والمؤلمة، والتي اجتاحت قنوات العالم العربي منذ سنوات، أو حتّى النوع الدرامي من الأفلام السينمائية، إليكم خبر سار.

أكّدت دراسة حديثة أن بكاء الأشخاص تأثراً بمعاناة أبطال المسلسلات والأفلام شيء جيّد للصحة النفسية. وذلك لأنّهم يركّزون على مشاعر الحزن والغضب التي في داخلهم ويبكون على "معاناة" إفتراضية أصابت الممثل، فيتخلّصون بطريقة غير مباشرة من المشاعر السلبية التي لديهم.

وتشير الأستاذة المساعدة في قسم علم النفس في جامعة أوكلاهوما الأمريكية، جينيفر بارنز، إلى أنّ مشاهدة المسلسلات التلفزيونية الدرامية، تحسّن قدرة الاشخاص على قراءة مشاعر وأفكار الآخرين، وهذا ما يعرف تحت مسمّى "الذكاء العاطفي".

وتؤكّد دراسات أخرى أن مشاهدة البرامج التلفزيونية التي تجسّد المشاعر الإنسانية تجعل الأشخاص أكثر طيبة وحباً للغير.

إلا أنّ بارنز تشير إلى أنّ الحزن على مأساة الشخصية التلفزيونية لا يجب أن يتعدّى الساعتين من الوقت كحدّ أقصى، وإلا قد يكون هذا الحزن غير مبرّر وناتج عن حالة نفسية غير سوية لم يكتشفها المشاهد في نفسه بعد.

لا تخجلوا من البكاء أمام مشهد في مسلسل، أو من البكاء على متن الطائرة...

على متن الطائرة

via GIPHY

إن لم تكن من الأشخاص الذين يبكون على متن الطائرة، أو تعتبر أنّ البكاء على متن الطائرة أمر غريب، عليك أن تعلم أنّ 55% من الأشخاص الذين شاركوا باستفتاء قامت به خطوط جوية بريطانية تدعى "فيرجن أتلينتك"، أكّدوا أنهم لاحظوا ارتفاع حادّ في مشاعرهم خلال رحلاتهم على متن الطائرة.

أما المفاجأة الكبرى، فكانت باعتراف 41% من الرجال أنّهم سبق وأخفوا وجوههم في بطانيات كي يحجبوا الدموع التي في أعينهم عن الركاب الآخرين.

وفي دراسة نشرتها المكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة، عام 2004، قال باحثون إنّ الشخص يسيطر على مشاعر الحزن والغضب الشديدين خلال دوام العمل، ويسمح لمشاعره بالظهور والتفاعل وهو وحيد خلف مقود سيارته. وهذا ما يحدث على متن الطائرة، بعد يوم طويل من القلق للوصول إلى المطار في الوقت المناسب، وبعد أيام كثيرة أو أسابيع من التحضيرات للسفر إلى مكانٍ جديد، أو أعوام من محاولة بناء حياة جديدة.

وغالباً ما يترك المسافر وراءه أشخاصاً يحبّهم، عائلة وأصدقاء. فعند وصوله إلى الطائرة وجلوسه لبعض الوقت، تبدأ كلّ هذه المشاعر بالظهور، وغالباً ما تكون قوية جداً، فتثير الرغبة بالبكاء.

ويرى علماء النفس في البكاء على متن الطائرة أمراً جيداً لصحة المسافر النفسية، إذ يساعده البكاء على التخلّص من التوتر والحزن ويجعله يشعر بالراحة.

بعد صدمات بسيطة

via GIPHY

هل سبق أن وقعت ضحية حادث سيارة بسيط ولم تتأذى، إلا أنّك بكيت بسبب الصدمة والحزن الذي أتى بعدها؟

يبكي غالبية الأشخاص بعد وقوع حادثة غير متوقّعة تسبّب لهم نوعاً من الصدمة، على الرغم من عدم تأثير هذه الحادثة على حياتهم بشكل كبير.

ومن أبرز الأمثلة على مثل هذه الحالات، بكاء لاعبي كرة القدم مثلاً بعد خسارتهم لمباراة مهمّة أو تعرّضهم لإصابة. فلا يبكي اللاعب بسبب الألم في الكثير من الأحيان، بل لأنّ الإصابة باغتته ولم يكن يتوقّعها بالإضافة إلى رغبته في مواصلة اللعب.

ويمكن للبكاء أن يخفّف كثيراً من حدّة الصدمة في هذه الحالات، ويؤمّن للشخص بعض الراحة النفسية.

بسبب السعادة

via GIPHY

من المتوقّع أن يبكي أحدهم بسبب الحزن الشديد أو الخوف أو الندم، لكن أن يبكي بسبب الفرح الشديد؟

تشير الدراسات إلى أن المنطقة الخاصة بالمشاعر والدموع في الدماغ (الوطاء) وهي حلقة الوصل بين الجهاز العصبي الذاتي والجهاز الإفرازي، لا يمكنها التفرقة بين مشاعر الحزن والفرح والتوتر والضغط الشديد، ولهذا تقوم بفرز الدموع في كلّ الحالات.

وتؤكّد دراسات أخرى أن التفاعل مع حادثة مفرحة بطريقة حزينة يساعد في إعادة التوازن للمشاعر التي يحملها الشخص، ممّا يجعل حياته النفسية أكثر توازناً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard