شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أمثال ليبية شعبية تصف المرأة بأبشع الصفات

أمثال ليبية شعبية تصف المرأة بأبشع الصفات

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 8 مارس 201703:13 م
المثل في الكلام كالملح في الطعام. مقولة عربية تعكس أهمية الأمثال ودورها في الحياة اليومية. فهي أداة الشعوب لتوارث التجارب والقيم والعادات وحفظها من الاندثار، عدا أنها تتناول شتى نواحي الحياة بالوصف والنقد، وأحياناً بالذم والتحذير. وتحظى الأمثال بمكانة خاصة لدى المجتمع الليبي، بحسب أحمد بركوس، الخبير بالتراث الليبي. وبما أن الأمثال تعكس حال المجتمع، فللمرأة منها نصيب، وقد سجلت فيها حضوراً قوياً بحسب بركوس، الذي يرى أن هناك الكثير من الأمثال التي قست على المرأة، لكن لا يمكن تعميمها. وهو يؤكد أن تلك الأمثال السلبية نتاج واقع الحياة الاجتماعية قديماً. وقد أدى تدني مستوى التعليم والحالة المعيشية إلى رواجها. وبرغم عدم صحة معظمها أو ملائمتها للمجتمع حالياً، بقيت كأثر من السلف، تُدرس ويتم تناقلها.

نظرة سلبية إلى المرأة

قيل إنها نمامة: "حتى وهي مريضة ما تنسى القريضة"، والقريضة هي النميمة والمعنى المقصود أن تلك الصفة متأصلة في المرأة ولو هي على فراش المرض. وقيل إن الإخلاص ليس من صفاتها: "حب النسا والريح ماله دولة... مهبول من يفرح للي يضحكوله". ويعكس المثل التشكيك بوفاء المرأة وصدق الحب لديها، واعتبرها متقلبة في أمور القلب كالريح، لا تستقر بمكان، ومن يظن أنه نال حبها فهو غير عاقل. وكما قيل أن المرأة تتشاجر حتى مع شقيقتها: "عقربين في غار ولا أختين في دار"، ويشرح المثل ذلك بأن الخلافات تنشأ بين الأخوات نتيجة للعيش المشترك وطبيعة الحياة. ويعتقد مثل آخر أن المرأة مادية: "بقروشك تاخد بنت السلطان"، وهو يعكس انتشار قيم المادية بين النساء في أمور الزواج خاصة، فمن يملك المال يستطيع اختيار من شاء من النساء.
قست الكثير من الأمثال على المرأة الليبية وحملتها ما لا تطيق من النعوت والأوصاف
"حتى وهي مريضة ما تنسى القريضة"... لم شوهت بعض الأمثال الليبية صورة المرأة؟

القليل من الإيجابية

هناك في المقابل أمثال أسبغت على المرأة الليبية "صفات إيجابية"، فالزوجة ستر لبيتها ولزوجها: "المرأة سترت الرجل" و"الحرة أول ما تستر تستر بيتها"، وتعكس هذه الأقوال قدرة المرأة على حفظ المنزل والعرض، رغم أنها تحمل تنميطاً يحصر المرأة بهذا الدور. وهي قوية في وجه المصاعب، فقد قيل: "المرأة الفالحة تغزل برجل حمار"، والمقصود هو قدرتها على التغلب على ظروف الحياة الصعبة. Libyan Proverbs4

اختيار الزوجة المثالية

وفّرت الأمثال للرجال دليلاً للبحث عن الزوجة المناسبة، على الرغم من نعتها بأبشع النعوت في بعض الأمثال، منها: "خوذ بنت عمك تصبر على همك" وينطوي هذا المثل على ترغيب بالزواج من الأقارب لتقوية الروابط الاجتماعية أولاً، ولتحمل صعاب الحياة ثانياً. ولم تكتفِ الأمثال بتحديد صفات الزوجة، بل كذلك صفات والدتها، لأن المرأة تتأثر بطباع أمّها، قيل: "اقلب الطنجرة ع فمها تطلع البنت لأمها"، ولأن "رباية البنت على أمها"، أي أن على الرجل اختيار الفتاة التي أحسنت والدتها تربيتها. في المقابل، يرى مثل آخر أن العمة هي مصدر طباع الفتاة، قيل: "البنت تجيب من عمتها ولو كان من كعبتها"، ويقولون أيضاً "خوذ البنات من صدور العمات" وهي نصيحة لاختيار الزوجة بعد التعرف على العمة ذات الخصال الحسنة. "عليك ببنات الأصول راهو الزمان يطول" حكمة أخرى تشدد على حسن الاختيار تحسباً للأزمات ومصائب الزمان. كما قيل: "اللي مراته قصيرة يفرح ويقول صغيرة"، وهو مثل ينتشر عند أهل الحجاز أيضاً، مادحاً الزواج بالقصيرات لأنهن يظهرن كأنهن صغيرات في السن. Libyan Proverbs6

تحذيرات من أهل الزوج

وتناولت بعض الأمثال العلاقة مع أهل الزوج واشتملت على الكثير من التحذيرات وخاصة "السلفة" أو زوجة أخ الزوج، فيقال: "ما هم إلا هم السّلْفة، أما الحما ماشية منتلفة". وقيل: "مركب الضراير سارت ومركب السلايف حارت"، وهو يعكس ما تسببه السلفة من مشاكل للزوجة، عدا أن العداوة بينهما تفوق الصراع مع الضرة أو مع الحماة. ويقال أيضاً: "من كبر بختي جت كنتي بنت أختي"، والكنة هي زوجة الإبن، والمقصود أن المحظوظة من تكون سلفتها قريبة لها فتتفادى المشاكل. وتمقت الأمثال الضرة، مهما كانت الظروف: "الضرة ضرة ولو كانت وذن جرة".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard