شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
قصة كيمبرلي تايلور وأجانب آخرين يقاتلون ضد داعش

قصة كيمبرلي تايلور وأجانب آخرين يقاتلون ضد داعش

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 22 فبراير 201706:39 م

عادة ما تحظى مشاركة الأجانب في القتال ضد داعش بتغطية واسعة، لكن ثمة مقاتلين أجانب اختاروا المشاركة في الحرب السورية ضد التنظيم.

ألمان وبريطانيون وأميركيون وجنسيات أخرى قد يكون عددهم قليل مقارنة بمن تبع التنظيم، إلا أن مشاركتهم، لا سيما إلى جانب الأكراد، انطلقت من أسباب شخصية جعلت خيارهم بالتخلي عن حياة الهانئة في بلدانهم والتوجه إلى خط المواجهة مستغرباً أحياناً، ومرحب به أحياناً أخرى.

وإن اشترك هؤلاء مع دولهم في العداء لداعش، إلا أن مشاركتهم في الحرب ضده تبقى غير مشروعة وتعرضهم لملاحقة قانونية في حال عودتهم إلى بلدانهم.

كيمبرلي تايلور... أول بريطانية تقاتل التنظيم

kimberley-taylor-wanita-pertama-inggris-yang-perang-melawan-isis-ooVkimberley-taylor-wanita-pertama-inggris-yang-perang-melawan-isis-ooV

"أضحي بنفسي من أجل العالم أجمع ومن أجل الإنسانية ومن أجل المظلومين في العالم"، تقول كيمبرلي تايلور، صاحبة الـ27 عاماً من بلاكبورن البريطانية، وهي أول بريطانية تنضم للقتال إلى الفرع النسائي من وحدات الحماية الكردية (YPG).

توجهت "كيمي"، كما يسميها رفاقها الأكراد تحبباً، إلى سوريا في سبتمبر العام الماضي، لكن قصتها خرجت إلى العلن مع المقابلة الحصرية التي أجرتها معها صحيفة "الغارديان" من مقرها الحدودي البعيد 19 كيلومتراً عن الرقة.

ما رأته كيمي من أفعال داعش الذي "لا يقوم بالقتل والاغتصاب فقد، بل يبني نظاماً كاملاً يعتمد على التعذيب العقلي والبدني المنظم على نطاق لا يمكننا أن نتصوره أبداً"، وما عايشته مع صديقتها السورية التي دمرت قريتها بالكامل، جعلها تتخلى عن عملها الصحافي في بريطانيا ومع الصحف السويدية، وعن عائلتها وأصدقائها الذين تشتاقهم الآن.

كانت كيمبرلي تدرس الرياضيات، قبل أن تقرر في مرحلة العشرينات أن تسافر عبر أفريقيا وأميركا الجنوبية وأوروبا وتجد نفسها مهتمة بالنشاط السياسي وبمساعدة الآخرين، فبدأت تكتب لصحف ومجلات يسارية.

عندما سمعت بقتل وسبي الأيزيديات في سوريا، شعرت بالإحباط وبعقدة ذنب كبيرة، حينها، تقول كيمي، "قطعت عهداً على نفسي بالانخراط في مساعدة هؤلاء الناس، حتى لو كلف الأمر حياتي لإنهاء التطرف".

تشارك كيمي صورها مع المقاتلات الكرديات، اللواتي ترى فيهن نموذجاً يحتذى به، وتعمل في الشق الإعلامي معهن فتهتم بتسجيل المعارك والفيديوهات التوعية، كما تشارك في عمليات عسكرية، كما حصل من أجل تحرير الرقة، وتقاتل عندما تتعرض وحدتها للهجوم.

[caption id="attachment_92341" align="alignnone" width="700"]51845184 صورة أرسلتها كيمبرلي تايلور إلى صحيفة الغارديان[/caption]

تقول كيمي إنها وقعت في حب الإيديولوجيا التي تحرك النساء هناك، وقد ساهمت في وضعن على قدم المساواة مع الرجل، وفي تقديم نموذج للمرأة القوية الحرة، التي تحارب التطرف والرأسمالية.

خسارة الأولاد ضدّ داعش... أفضل

تقدّم قصة كيمي نموذجاً مغايراً عن أولئك الفتيات الأوروبيات اللواتي تبعن داعش وشغلن الرأي العام العالمي، كما يقدم أهلها صورة مختلفة عمن عايشوا خسارة أولادهم لصالح التطرف، ونظرة المجتمع المعادية.

في مقابلة لوالدها فيليب تايلور، مع شبكة "بي بي سي" البريطانية، يكشف إنه "قلق على ابنته لدرجة لا تصدق"، لكنه لا يسمح لنفسه أن يطلب منها التراجع عن قراراتها.

في مواقف مشابهة، يتساءل كثر عن موقف الأهل أمام ما فعلته كيمي وعن ردة فعلهن، لكنه يحسم الأمر بأنه فخور بابنته، قائلاً إنها "تعرف تماماً ما تريد. هي ذكية وعملية وذات تفكير شامل. لقد اكتسبت خبرات حياتية متعددة، وقادتها هذه الرحلة في نهاية المطاف إلى سوريا".

برأي والدها، بريطانيا بحاجة لأشخاص مثلها كي يزيدوا الوعي الإنساني لدى الناس، "ربيت أبنائي على أن يشكلوا معتقداتهم بنفسهم، وهذا ما حصل".

يعكس كلام تايلور الكثير عن تعاطي من يعيشون حياة مريحة نسبياً، حتى القريبين جغرافياً من الحرب، مع قصص إنسانية بعيدة عنهم، فيقول "معاناة هؤلاء الناس ليست شبيهة بحياتنا المريحة نسبياً، وتعترينا الدهشة إذا رغب شخص ما في الذهاب إلى هذه المنطقة البعيدة… ونقول فليفعل ذلك شخص آخر غيرنا، وحبذا لو كان من خارج دائرة معارفنا وأحبابنا".

يشترك معه في ذلك، أب المقاتل الصيني "شين شاو" إلى جانب الأكراد، الذي قال في مقابلة معه لـ"دوتشيه فيليه"، إنه متحمس لمشاركة ابنه، ويقول له دائماً "استمر في نضالك يا بني"، من أجل "تخليص البشرية من التنظيم الإرهابي".

وكانت السلطات البريطانية قد حذرت بشدة المواطنين البريطانيين من الانخراط في الحرب السورية، لكن ديفيد كاميرون لمّح إلى أن ظروف المشاركة تحكم تعاطي القانون مع العائدين.

قليلون لكن فعالون

ترجح التقارير الأمنية أن عدد المقاتلين البريطانيين ضد داعش في سوريا والعراق يتراوح بين 50 و80، منذ العام 2014، انضم معظمهم للقتال إلى جانب الأكراد. في المقابل، يتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن حوالي مئة وخمسين مقاتل من جنسيات أوربية وغربية انضموا إلى الوحدات الكردية.

من جهتها، تشير صحيفة "الغارديان" إلى مشاركة حوالي 800 إلى 1000 متطوع أجنبي من كندا وكوريا وسلوفاكيا وإسبانيا في الحرب ضد داعش، في وقت أعلن الأخير مراراً عن جائزة تصل إلى 150000 دولار مقابل كل رأس أجنبي يصله من بين هؤلاء.

ومن بين هؤلاء، تشير الأرقام إلى مقتل العديد من الأجانب في الحرب ضد داعش، من بينهم 8 أميركيين، و4 أستراليين، و4 ألمان، وكنديين و3 بريطانيين. بالإضافة إلى إيفانا هوفمان وهي فتاة ألمانية تبلغ من 19 العمر عاماً كانت قد قتلت في مارس العام 2015 أثناء قتالها داعش إلى جانب وحدات الحماية الكردية.

لم يكن انضمام مقاتلين أجانب للدفاع عن قضية بعيدة عنهم جديداً مع الحرب السورية، إذ يسجل التاريخ قصصاً كثيرة عن أشخاص غلّبوا الإنسانية على كل ما عداها من قيود، وضحوا بحياتهم من أجل قضية اعتبروها محقة. هؤلاء أسهموا في تسليط الضوء على هذه القضايا على الصعيد العالمي، قدموا الكثير، ظلموا أحياناً من العدو ومن الصديق، وربحوا في أحيان كثيرة أخرى.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard