شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
لحظات العرب في كأس أمم أفريقيا: فرح ودموع وسياسة

لحظات العرب في كأس أمم أفريقيا: فرح ودموع وسياسة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 1 يونيو 201710:38 م
تزامناً مع بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، الجارية حالياً في الغابون من 14 يناير إلى 5 فبراير، تشتعل الذاكرة العربية بالقصص والأحداث المرتبطة بهذه المناسبة. وقد حصدت الدول العربية الكأس مرات عديدة منذ انطلاق البطولة السمراء عام 1957 في الخرطوم، فكان لمصر حصة الأسد، إذ فازت به سبع مرات، مما يجعلها البلد الأفريقي المتربع على قمة البطولة. فيما فازت الجزائر عام 1990، وتونس عام 2004 والمغرب عام 1976. ذكريات هذه البطولة لا تخص متابعي كرة القدم فقط، فهناك لحظات أثرت في الجماهير على صعيد أوسع من الملعب الأخضر. لنستعِد أشهرها.

"معدلة نيجيريا... مرتبة نيجيريا"

بحضور 65 ألف متفرّج، هزّوا جنبات ملعب «الخامس من جويلية» في الجزائر، خاض الجيل الذهبي للبلد المضيف بقيادة رابح ماجر (أفضل لاعب عربي في القرن العشرين)، المباراة الافتتاحية من كأس أفريقيا 1990 أمام نيجيريا. لم تكن المهمة صعبة على المنتخب العربي، الذي سحق رفاق رشيد ياكيني بخماسية. المفارقة أنّ الجمهور الجزائري بات يشجّع نيجيريا في المواجهات اللاحقة، مطلقاً هتاف «معدلة نيجيريا.. مرتبة نيجيريا». ليس حباً، بل تفاؤلاً ببلوغه النهائي، وإعادة سيناريو المواجهة الأولى. بالفعل، التقى الفريقان في مباراة الختام ثانيةً. فازت الجزائر بهدف نظيف، وتوّجت بالبطولة، ليكون الهتاف فأل خير على المنتخب. https://youtu.be/Dljhh-0NN6M

أحمد مكي يقلّد حسن شحاتة

في نصف نهائي «كان» 2006، قام مدرّب المنتخب المصري حسن شحاتة باستبدال أحمد حسام بعمرو زكي، في الدقائق الأخيرة أمام السنغال. اعتراض «ميدو» غير اللائق على قرار إخراجه، بقي عالقاً في الأذهان لسنوات.
لاحقاً، قام أحمد مكي بالسخرية من الواقعة في فيلم «طير إنت» (2009)، مقلّداً شحاتة ذاته. هذا الأخير أبدى إعجابه بالمشهد، في لقاء مع منى الشاذلي.

"الجنرال" والقميص الأخضر

لقّب أسطورة التدريب المصري محمود الجوهري بـ«الجنرال»، لأنه كان ضابطاً في القوات المسلحة خلال الخمسينات والستينات. علم البلاد القديم ظلّ يراوده، بلونه الأخضر ونجومه الثلاثة. هكذا، أصرّ على تغيير لون ملابس الفريق بعد تولّي تدريبه إلى الأخضر، ليصير اللون شاهداً على نجاحات الجيل الذهبي في الكرة المصرية. شارك في مونديال إيطاليا 1990، وانتزع لقب أمم أفريقيا 1998، مع الهدّاف التاريخي حسام حسن.

أنا بشكر الريّس

لطالما لجأت الأنظمة السياسية إلى كرة القدم لترويج أفكارها وكسب ودّ الشعوب. لا أحد ينسى قيام موسوليني بشراء الحكّام كي يتوّج منتخب بلاده بمونديال 1934. الرئيس السابق حسني مبارك أدرك مكانة اللعبة في قلوب المصريين. حرص على الظهور بصورة «الداعم» و«الأب الروحي» للرياضيين، خصوصاً في بطولة القارة، التي كانت تعتبر من «المهمات القومية» في الأوقات الحساسة. عبارة «أنا بشكر الريّس» تناقلتها الألسن كلازمة بديهية عبر السنوات والبطولات.

الظاهرة

غيّر الاتحاد الأفريقي برتوكولاته لأجل المصري محمد ناجي جدّو، مستحدثاً جائزة «أفضل لاعب بديل». ذلك أنّه لم يشارك أساسياً في أي مباراة لمنتخب بلاده في «كان» أنغولا 2010. لم يلعب جدّو أكثر من 135 دقيقة، ليحرز 5 أهداف، ويتوّج هدّافاً. في مباراة النهائي ضد غانا، أجلسه حسن شحاتة بجانبه، ومنحه الثقة والإرادة قائلاً "أنت من سينهي المباراة". فور نزوله، أكّد له محمد زيدان أنه سيحرز هدف الفوز. وبالفعل كان جدّو على الموعد. سجّل في الوقت القاتل، واضعاً الكأس السابعة على طريق "لواندا – القاهرة".

أبو تريكة: من "أمير القلوب" إلى "إرهابي"؟

حصد محمد أبو تريكة 3 بطولات أفريقية مع مصر (2006 - 2008 - 2010). من الأهداف التي لا تُنسَى، ركلة الجزاء الأخيرة على ساحل العاج، في نهائي 2006، وهدف الفوز على الكاميرون في نهائي 2008. يقول لطفي، وهو من مشجعي الزمالك المخلصين: "لن تجد في مصر لاعباً محبوباً أكثر من أبو تريكة، رغم أنّه أحد رموز النادي الأهلي ومن صنّاع مجده، إلا أنّه يحظى باحترام الزمالكاوية". "أبو تريكة" تميّز بتواضعه وروحه الرياضية داخل الملعب وخارجه، إذ لم يحصل على بطاقة حمراء طوال مسيرته في الملاعب، حتى أنّه سافر إلى الجزائر في مبادرة صلح بين الشعبين المصري والجزائري، عقب الأحداث المأسوية ضمن تصفيات مونديال 2010 (عرفت باسم موقعة أم درمان). كذلك أعلن دعمه وتشجيعه لمحاربي الصحراء في جنوب أفريقيا.
هو أسطورة في بلاده. شارك زيدان ورونالدو في مباراة خيرية. ارتدى قميصاً حمل الرقم 72 في نادي "بني ياس" الإماراتي، إشارةً لعدد ضحايا مجازر بور سعيد. تضامن مع ثوّار يناير وتلقّى بطاقة صفراء، بعدما احتفل بأحد أهدافه كاشفاً عن قميص بعبارة "تضامناً مع غزة". بعد السجل الحافل، ها هو يواجه اليوم تهمة "الإرهاب". هل يُعقَل أن يتحوّل "أمير القلوب" إلى "إرهابي"؟

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard