شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أمريكا على حقيقتها: الإسلاموفوبيا في أبهى تجلّياتها

أمريكا على حقيقتها: الإسلاموفوبيا في أبهى تجلّياتها

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 28 نوفمبر 201607:55 م
ليست الإسلاموفوبيا في أمريكا وليدة اليوم. ولكنها طبعاً، فكراً وتصرفاً، في تزايد مستمر، خاصة بعد المسار الانتخابي الأخير الذي أظهر وجهاً جديداً للشعب الأمريكي. فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب ليس السبب الرئيسي في تزايد العنصرية طبعاً، إذ شكلت القاعدة، مروراً بداعش، وصولاً إلى الجماعات المتطرفّة الجديدة، والتي أرهبت العالم العربيّ وزرعت الخطر في أوروبا وأمريكا، محفزاً أساسياً لرفع منسوب الخوف من المسلمين، والرغبة في طردهم من أمريكا. وهو المخطط نفسه الذي وعد ترامب الأمريكيين بتحقيقه أكثر من مرّة. خوف، وإن أمكن تبريره بسبب تلك الحركات المتطرفة التي تصدّر الدموية والعنف باسم الإسلام، فقد تمادى ليصل إلى حدّ الرهاب غير المبرر والنابع من تعصب وتطرّف لم يعد خاضعاً لأي حساباتٍ. يعتبر الكثير من المسلمين الأمريكيين، الذين ولدوا وترعرعوا في أمريكا، هذا البلد وطناً لهم. لكنّ حياتهم اليوم، وبفعل العنصرية المتجسدة لدى بعضهم، أصبحت في خطر أكبر من أيّ وقت مضى. توصل عدد من علماء الاجتماع في جامعة "مينيسوتا" إلى أن المسلمين هم اليوم أكثر مجموعة مرفوضة في أمريكا، من خلال دراسة أعدّوها خلال شهريّ أغسطس وسبتمبر الماضيين. الدراسة التي حللت تصورات الأمريكيين تجاه الأقليات الدينية والمجموعات العرقية، وعرضت الكثير من حوادث الاعتداء والقتل والسرقة وحرق المصاحف وتخريب المساجد التي حصلت في أميركا خلال السنوات الأخيرة بحق المسلمين، أظهرت أن رفض المجتمع الأمريكي لهم قد ارتفع من 26% في عام 2006 إلى 45.5% في عام 2016. ووفقاً للتقرير السنوي لمكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) للعام 2015، ارتفعت جرائم الكراهية في أمريكا بنسبة 7%، ونسبة الحوادث التي تستهدف المسلمين بنسبة 67%. ولم تنجح حتى اليوم الحملات الأمريكية والإسلامية الداعية إلى توثيق جرائم العنصرية بالصوت والصورة لنشرها وفضحها، بالإضافة إلى الدعوة للتبليغ عن أي حادث عنصري يتعرض له أي مسلم للجهات المعنية من شرطة أو جمعيات حقوقية، في أن تحقق أي نتيجة مرجوّة مع الارتفاع السريع في عدد الحوادث وتنوعها. ووصلت الأزمة إلى حدّ الاعتداء على أمريكيين هنود مثلاً، ظناً بأنهم مسلمون، لمجرّد تشابه بسيط في الشكل الخارجي، كما حصل منذ أيام مع رجل أمريكي هندي تعرض للضرب والشتم من قبل أمريكي آخر ظنّ أنه مسلم، أثناء تناولهما الطعام في أحد مطاعم بنسيلفانيا. نعرض لكم، عدداً من الاعتداءات التي تعرّض لها مسلمون أمريكيون أو غير مسلمين، تحت مفهوم "الإسلاموفوبيا" بعد الانتخابات الأخيرة.

1. إمرأة غير مسلمة تواجه تهمة "الحجاب"

في السابع عشر من شهر نوفمبر الجاري، تعرضت سيارة إمرأة غير مسلمة، كانت تضع وشاحاً على رأسها، لا يرتبط بأيّ سبب ديني، في مدينة ميلبيتاس، للسرقة وكتابة عبارات عنصريّة ضد المسلمين على السيارة.

2. غرفة صلاة المسلمين في جامعة نيويورك تتعرض للتخريب

في التاسع من نوفمبر الجاري، أيّ اليوم الذي أعلن فيه فوز ترامب بالرئاسة، تعرضت الغرفة المخصصة للصلاة في جامعة نيويورك للتخريب مع نقش عبارة "ترامب" على الباب الخلفي، مما دفع عدداً من طلاب الجامعة إلى تنظيم تظاهرة رافضة لمثل هذه الاعتداءات.

3. اللغة الآشورية تسبب الرعب في نفوس العنصريين

قامت إمرأة أمريكية، في 11 نوفمبر الجاري، بشتم مواطن في إحدى محطات القطار عدما سمعته يتحدث على الهاتف باللغة الآشوريّة. المرأة التي تمّ تصوير كل ما قالته، لم تهتم بأن ينتشر الفيديو الذي تظهر فيه وهي تصف الرجل بـ"أحد إرهابيي الشرق الأوسط، خنزير، قبيح"، مطالبةً بترحيل العرب من أمريكا، على مواقع التواصل الاجتماعي. وهو ما حصل بالفعل.

4. أمريكيون ينزعجون من رؤية نساء محجبات...

سجّل العديد من حالات الانزعاج من مشاهدة فتيات محجبات في الأماكن العامة في أمريكا. وكانت النتيجة في بعض المرّات، الاعتداء على الفتاة وخلع حجابها. ففي ميشيغين تعرضت إمرأة محجبة للاعتداء وإزالة الحجاب رغماً عنها من قبل "رجل أبيض كان في حالة سكر" حسب وصف الشرطة، التي صنفت الجريمة في خانة "جرائم الكراهية". وتعرضت مريم نمير (16 عاماً)، طالبة في إحدى ثانويات لوس آنجلوس، بعد يومين فقط من إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، لاعتداء من قبل زميل لها في الدراسة، قام بمحاولة خلع حجابها وتهديدها وتوجيه عبارات عنصرية لها. "يجب أن لا ترتدي الحجاب، هذه ليست أمريكا، أنت لست أمريكية"، هكذا روت نمير ما قاله لها في مقابلة تلفزيونية.
كما تعرضت إمرأة مسلمة للسرقة في موقف سيارات جامعة سان دياغو. ورجحت التحقيقيات أن الاعتداء يصنّف في خانة "العنصريّة" و"التحيّز".
أمّا الفتاة المحجبة فريحة نظام (19 عاماً)، فتعرضت للمضايقة من قبل زوجين على متن حافلة في مدينة نيويورك، قالا لها "أزيلي قطعة القماش المثيرة للاشمئزاز عن رأسك". وقالت نظام في تغريدة لها على تويتر إنّ هذا الحادث العنصري قوبل بالرفض من قبل ركاب الحافلة.

5. الجمعيات الحقوقية الإسلامية أيضاً لم تسلم من العنصرية

قام شبان يغطون وجوههم بوشاح أسود ويستقلون دراجات نارية، في 13 من الشهر الجاري، بالتعرض لمركز جمعية  CAIR-Dallas الحقوقية الإسلامية الأمريكية، وإلقاء الشتائم والتهديدات. وأشارت مديرة الجمعية علياء سالم، إلى أنّ المتهمين هم من جماعات اليمين الأمريكي المتطرف، وقاموا بتوجيه تهديد سابق للجمعية عبر الهاتف.

6. الشتائم تلاحق المسلمين في أماكن التسوّق وحتى في الجامعات

تعرض أحد الطلاب الأمريكيين السيخ في جامعة هارفرد للشتم، على أنه مسلم، من قبل رجل أمريكي قام بملاحقته ومضايقته على مرأى من الكثيرين الذين لم يحركوا ساكناً.
كذلك قامت مجموعة من الشبان بإيقاف إمرأة مسلمة محجبة كانت بصحبة أولادها داخل السيارة في مدينة كولومبس، وشتمها والصراخ بوجهها بأن تعود إلى بلدها، بالإضافة إلى التقاط صور لها رغماً عنها. وتعرضت إمرأة مسلمة أخرى لتحرش ومضايقات في أحد مراكز التسوّق وتمّ شتهما ووصفها بالإرهابية، إلى أن تولى عدد من المتسوقين مساعدتها وإيصالها إلى سيارتها. california-mosques

7. رسائل كراهية لمساجد في كاليفورنيا

منذ أيام، وجد عدد من الرسائل أمام ثلاثة مساجد في كاليفورنيا، تتضمن تهديدات لمسلمي الولاية، بالإضافة إلى عبارات تفيد أن دونالد ترامب سيطهر الولايات المتحدة الأمريكية من المسلمين.

8. العنصريون يريدون طرد المسلمين من منازلهم

وجدت عائلة مسلمة من الجنسية السودانية ورقة تهديد على باب منزلها في مدينة آيوا الأمريكية، مكتوب عليها "نحن لا نريد إرهابيين هنا... #ترامب"، مرفقة بشتائم. وبسبب حسن تعامل الجيران مع أفرادها، الذين يواظبون على إرسال الورود والمأكولات إليهم، وعلاقتهم القويّة بهم، لم يتمّ حتى الآن كشف مرتكب "جريمة الكراهية" تلك.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard