شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
ألتراس فرق كرة القدم في مصر... أين هم اليوم؟

ألتراس فرق كرة القدم في مصر... أين هم اليوم؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 20 نوفمبر 201611:59 ص
برّأت محكمة جنح قصر النيل في مصر 15 من أعضاء مجموعة ألتراس النادي الأهلي، المتهمين بـ"التجمهر وقطع الطريق وإثارة الشغب واقتحام النادي الأهلي"، خلال مباراة الأهلي والجزيرة لكرة اليد في سبتمبر الماضي. وهي ليست المرة الأولى التي يحاكم فيها أعضاء من فرق ألتراس أهلاوي (النادي الأهلي) ووايت نايتس (نادي الزمالك) في مصر، إذ سبق وتواجهوا مع قوات الأمن مرّات عدّة قتل خلالها الكثير من المشجعين، وكان أبرزها مقتل 72 مشجعاّ من النادي الأهلي في فبراير من العام 2012 بمجزرة بور سعيد ومقتل مشجع نادي الزمالك عمرو حسن (22 عاماً) في العام 2013 خلال تظاهره للمطالبة بتغيير مجلس إدارة النادي، ثمّ مجزرة ستاد الدفاع الجوي في العام 2015 التي راح ضحيتها 20 قتيلاً من جمهور الزمالك.

كيف أسكت إذاً النظام المصري صوت الألتراس؟

1- أحداث ستاد بورسعيد

وقعت اشتباكات عنيفة داخل الاستاد في 1 فبراير 2012، بعد مباراة للنادي الأهلي أمام المصري راح ضحيتها 72 مشجعاً ومئات المصابين، وهي تعتبر أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية، وصفها كثيرون بالـ"مذبحة" والـ"مجزرة". وبدأت الأمور بالتبلور قبل المباراة، أثناء قيام لاعبو الأهلي بعمليات الإحماء، إذ نزل العشرات من جمهور النادي المصري إلى الملعب وفي أيديهم أسلحة بيضاء، وكان الأمر يتكرّر مع كل هدف يسجّله النادي المصري، من دون أن تحرك قوات الأمن ساكناً أو تقوم بأي إجراءات تفتيش للجماهير قبيل دخولها إلى الاستاد. وبعد إعلان الحكم نهاية المباراة، حلّت الكارثة. نزل مشجعو النادي المصري إلى أرض الملعب ثمّ صعدوا إلى مدرّجات جمهور الأهلي، وتمّ إطفاء الأضواء وبدأت الاعتداءات التي راح ضحيتها 72 شخصاً من جماهير النادي الأهلي. وقال البعض إنّ قوات الأمن قامت بإقفال جميع البوابات في اتجاه جماهير الأهلي ولم تترك سوى مخرج واحد صغير للغاية لخروجهم، ممّا أدّى إلى وفاة الكثير من الجماهير بسبب التدافع. وعزا البعض الهجوم إلى لافتة رفعها جمهور الأهلي وكتب عليها "بلد البالة مجبتش رجالة" فاعتبرها مشجعو النادي المصري إهانة لهم. منعت الجماهير بعد هذه المجزرة من دخول المدرّجات تفادياً لأي أحداث مماثلة. Ultras_Mohamed-Azazy_flickrUltras_Mohamed-Azazy_flickr

2- أحداث ستاد الدفاع الجوي

قرّر الاتحاد المصري لكرة القدم بالاتفاق مع الأمن المصري بعد 3 سنوات من مجزرة بور سعيد، السماح للمشجعين بالدخول إلى المدرجات. وفي 8 فبراير من العام 2015، حدّد الأمن عدد 10 الآف مشجع لحضور مباراة الدوري بين ناديي الزمالك وإنبي في استاد دار الدفاع الجوي. فوجد جماهير الزمالك أنفسهم داخل قفص حديدي بهدف تفتيشهم، ليتمّ إغلاق أبواب القفص بعدها بحجة أن العدد المطلوب داخل المدرجات قد اكتمل، ممّا أثار غضب الجمهور الكبير خارج المدرّجات فاصطدم مع الأمن الذي بدأ بإلقاء القنابل المسيلة للدموع، وحدث تدافع كبير بين صفوف مشجعي نادي الزمالك، توفّي على اثره 20 مشجعاً.
كيف أسكت إذاً النظام المصري صوت الألتراس؟
يؤكد ألتراس كل من فريقي الأهلي والزمالك أنهم لا يزالون موجودين على الرغم من منعهم من دخول المدرجات...

3- منع الجمهور من حضور المباريات

كما ذكرنا سابقاً، الجمهور ممنوع من دخول المدرّجات منذ وقوع حادثة بور سعيد، أي منذ 4 سنوات. ويحدّد الأمن المصري عدداً معيّناً من الجماهير قبيل بعض المباريات. وهذا ما شكّل الضربة القاضية للألتراس. Ultras-Ahly_Mohamed-Azazy_flickrUltras-Ahly_Mohamed-Azazy_flickr

4- سجن المشجّعين

يقول أحد أعضاء "ألتراس أهلاوي" في حديث مع رصيف22 إنّ "قوى الأمن تلقي القبض على الكثير من المشجعين خصوصاً حول الإستادات خلال المباريات". ويضيف: "على الرغم من منع دخول الجماهير إلى المدرجات في الدوري المصري، إلا أنّ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يفرض حضور الجماهير في أدوار معينة من البطولة الإفريقية، لذلك يسمح الأمن المصري بحضور عدد محدد من الجماهير لمباريات الأهلي الإفريقية. وحصل الصيف الماضي صدامان بين الأمن والجمهور بسبب سوء المعاملة الأمنية في المدرّجات وتمّ توجيه تهم مثل إثارة الشغب والتجمهر والاعتداء على قوات الأمن". ويضيف: "يستخدم الأمن المعاملة السيئة والترهيب حول الملاعب التي تقام فيها المباريات، لكن في السجون تصعب الأمور عليهم، لأن عدد الموقوفين يكون كبيراً، ليس أقلّ من 20 شخصاً في كلّ مرة، وأي معاملة سيئة للمسجونين ستؤدي إلى صدام أكبر بين المشجعين وقوى الأمن خلال المباريات اللاحقة، نظراً لاستمرار قدرة المجموعة على التنظيم". ويؤكّد الشاب الأهلاوي: "هم فقط يريدون التخويف". Ultras_~W~_flickrUltras_~W~_flickr

الألتراس لا يزالون موجودين

يؤكّد ألتراس كلّ من فريقي الأهلي والزمالك أنّهم لا يزالون موجودين "على الرغم من بعدهم عن المباريات" ويقصدون بذلك منعهم من دخول المدرّجات. ويقدّم أحد أعضاء ألتراس الأهلي مثالاً بسيطاً على ذلك وهو "حضور ما بين الـ10 و15 ألفاً الذكرى السنوية لتأبين ضحايا مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد في العام 2012". ويضيف: "المهم أن يتخذ قرار عودة الجماهير إلى المدرّجات وأنا أكيد أنّ ألتراس أهلاوي سيكون موجوداً وأقوى ممّا كان عليه في السنوات الماضية".
أخيراً، يتّفق أعضاء ألتراس الفرق المختلفة في مصر أنّ القرار الأهمّ لاستمرارهم هو السماح لهم بالعودة إلى الملاعب لحضور المباريات بعد غياب طويل، ويضيف ألتراس أهلاوي شرطاً آخر وهو أن ينال مرتكبو حادث بورسعيد العقاب المستحق.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard