شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أن تكون ناجحاً اليوم لا يعني أن تمتلك بيتاً وسيارة

أن تكون ناجحاً اليوم لا يعني أن تمتلك بيتاً وسيارة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 23 سبتمبر 201608:55 م
ما هي معايير النجاح الاقتصادي؟ بالنسبة لكثيرين حول العالم، يعني النجاح التمكّن من تأسيس عائلة، وشراء بيت، وسيارة. لكنّ دراسات جديدة نقلها موقع "برايت سايد" تبيّن أنّ معظم الشباب في العالم، ممن هم بين سنّ 30 و35، يبتعدون عن شراء البيوت والسيارات، حتى في الدول المتقدّمة. فما السبب في ذلك؟

السفر أهمّ

على صعيد عالمي، يعاني معظم الجيل الشاب من مشاكل اقتصادية، وعدم استقرار مهنيّ، مع ارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض الأمان الوظيفي. لذلك، يخشى معظم الثلاثينيين التورّط بقروض كبيرة، مثل قروض البيت والسيارة. لكنّ الخوف من الديون، ليس السبب الوحيد، بل التحوّل في اهتمامات الجيل، وتبنيه قيم مختلفة عن قيم الأجيل التي سبقته. هكذا، أعاد الشباب تعريف النجاح، ولم يعد يقتصر على المقتنيات المادية. فالناجحون اليوم، لا يشترون المنازل، بل يستأجرونها، ويصرفون أموالهم على إنجازات أخرى، تعدّ معايير أفضل لتحديد نجاح الفرد اليوم، مثل السفر، والرياضات الخطيرة، والاستثمار في شركات ناشئة. لم يعد النجاح مرتبطاً بالاستقرار إذاً، بل بالمغامرة، واكتشاف أبعاد جديدة، والتحكم بالوقت بما يتيح تنمية الذات.

الملكية تفقد معناها

لمَ قد تشتري سيارة، وتتورّط بقرض كويل الأمد، إن كنت قادراً على استخدام قطار الأنفاق، أو التاكسي، فتتفادى الزحمة، وتعب القيادة؟ لمَ قد تمضي حياتك في تسديد قروض ملكية البيت، إن كنت قادراً على الاستئجار في أيّ مكان في العالم، بحسب رغبتك، وبحسب وقتك؟ بحسب مجلّة "فوربس" يغيّر الثلاثينيون عملهم كلّ ثلاث أو أربع سنوات في عالم اليوم، لذلك باتوا يفضلون الاستئجار قرب أماكن عملهم. ومع ارتفاع أسعار الشقق، صار من المستحيل على معظمهم امتلاك منزل مريح، لذلك يفضلون دفع أموالهم لاستئجار بيوت تعطيهم مساحة حرية أكبر. ويرى بعض علماء النفس أن فكرة الملكية فقدت قيمتها ومعناها، وبات الشباب يبحثون عن قيم أخرى، مثل السعادة، وتطوير المهارات، وصرف المال على تجارب تزيد من ثقافتهم وتوسّع آفاقهم، وتساعدهم في بناء الصداقات، واكتشاف حضارات متنوّعة.

أفضل للصحة النفسية

كلما زادت قمية مقتنياتنا، كلما زادت مسؤولياتنا، وكلما تضاعف القلق حول كيفية الحفاظ عليها. تخيل مثلاً، التوتر المتراكم الذي يمكن أن يتسبّب به اقتناء سيارة في مدن مثل بيروت أو القاهرة، مع ما يرافقه من فواتير متراكمة، وصعوبة في العثور على مكان لركنها، أو الانتظار في الزحمة لساعات وساعات. عوضاً عن تمضية الوقت بالتفكير بكيفية جمع المال لدفع المستحقات، يمكن صرف المال على أمور تعزّز الراحة النفسية وتعطي الأفراد ثقة أكبر بأنفسهم، مثل تعلّم هواية جديدة، أو تناول عشاء لذيذ في مطعم نادر. هكذا إذاً، إن كنتم تشعرون بالفشل لعدم امتلاككم بيتاً بعد، فكّروا أنّ معنى الإنجاز بات في مكان آخر، وجهّزوا خطّة لسفرتكم المقبلة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard