شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
أوكر رويل: طريق اللجوء أوصلته إلى

أوكر رويل: طريق اللجوء أوصلته إلى "أوبرا سيدني"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 22 أغسطس 201605:29 م
بعدما انهمك الإعلام طوال العامين الماضيين بمآسي اللجوء والمجازر المرتكبة في سوريا والعراق، بدأت تظهر صور أخرى للاجئين قرروا أن يصنعوا مصيرهم وألا يستسلموا لما فرضته عليهم الحرب. خلال الأسابيع الفائتة، كانت قصة اللاجئة السورية في ألمانيا يسرى مارديني محور الاهتمام، بعد مشاركتها في أولمبياد ريو. اليوم، تتحوّل الأنظار إلى لاجىء عراقي يعيش في استراليا، هو طالب العمارة أوكر رويل (21 عاماً) الذي هُجّر من العراق في العام 2012، مع غيره من الأشوريين، تحت وطأة العنف المتصاعد.

بين المتفوقين

حين وصل مع عائلته الى أوستراليا قبل خمس سنوات، لم يكن رويل يتقن من اللغة الانجليزية إلا كلمة "هاي". في ما بعد، اختير مع خمسة طلاب للحصول على منحة دراسيّة مرموقة تقدّمها "دار أوبرا سيدني" للمتفوقين في التصميم والعمارة. تندرج المنحة في إطار برنامج MADE لدراسة العمارة بين أوستراليا والدنمارك بلد المعمار يورن أوتسون مصمّم دار الأوبرا.
في أقلّ من خمس سنوات، تعلّم لاجىء عراقي الانجليزية... ونال منحة في العمارة من "أوبرا سيدني"
"فكرت أنّي مررت بالكثير، وأنّي موجود هنا لسبب، ويجب أن أقوم بشيء ما"
انطلق البرنامج في العام 2013 في العيد الأربعين لدار الأوبرا، وسيتسمرّ حتى العام 2023 بتخريج طلاب متميزين في مجال العمارة والتصميم، على أن يتمّ الاحتفال في عيد الدار الخمسين بخرّيجي البرنامج المئة على مرّ السنوات العشر. فكلّ عام، يجري اختيار خمسة طلاب من أوستراليا، وخمسة من الدنمارك بلد، لخوض دراسات مكثفة في إطار البرنامج المذكور على مدى سنتين.

حكاية اصرار

كيف لطالب لم يكن يتقن اللغة الانجليزية قبل خمس سنوات، أن ينال تقديراً مماثلاً؟ ذلك ما سألته مذيعة قناة ABC News 24 الأوسترالية لأوكر رويل حين استضافته قبل يومين. خصّت القناة الشاب العراقي بمقابلة طويلة، تحدّث فيها عن تجربته بلغة متمكنة. وقال إنه حين يستعيد كلّ ما مرّ به منذ لحظة وصوله إلى أوستراليا، يشعر كأنّه يعيش في حلم. صحيح أنّه وجد صعوبة في التواصل بدايةً، وسمع تعليقات مزعجة من متنمّرين وصوفوه بالغريب، لكنّه قرّر أنّه أمام خيارين لا ثالث لهما: اما أن يستسلم ويقضي وقته بالبكاء، أو أن يفعل شيئاً. وأضاف أنّه نال الكثير من المساعدة والدعم من عائلته وأساتذته، وأنّه لا يشعر بالخجل لأنّه ما زال غير قادر على قول بعض الكلمات بالإنجليزية، المهم أنّه يحقّق ما يريد.

اللجوء جعلني ما أنا عليه

قال أوكر رويل لقناة ABC الأوسترالية إنّه حين يستعيد الماضي، لا يفكر بإلغاء مرحلة اللجوء الصعبة من حياته، لأنّها جعلته ما هو عليه اليوم. وأضاف أنّ ما شهده جعله يقدّر كلّ فرصة تمنح له، لكي يعمل أكثر فأكثر. "فكرت أنّي مررت بالكثير، وأنّي موجود هنا لسبب، ويجب أن أقوم بشيء ما". وفي حديث مع صحيفة Sydney Morning Herald قال أوكر إنّه فور وصوله الى أوستراليا، زار "دار الأوبرا"، ومنذ ذلك الحين اتخذها مصدر الهام له. لذلك كان يزورها باستمرار كلما تسنى له الوقت، ويتنقل بين أرجائها. وبعد سنتين من زيارته الأولى الى الدار، انتُخب كابتن مدرسته الثانوية، ثمّ التحق بجامعة التكنولوجيا في سيدني لدراسة العمارة. وعقب خمس سنوات منحته الدار منحةً دراسيّة، بعدما عمل جاهداً لنيلها. وقال رويل إلى كلّ من يعاني صعوبات تحول دون تحقيقه النجاح في حياته: "لا يهم من تكون، ولا من أين أنت. وأن تتكلم الانجليزية لا يجعلك أفضل من شخص ولد في منطقة حرب".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard