شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
السويد والنرويج

السويد والنرويج "تفرشان الملاية" على تويتر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

السبت 20 أغسطس 201611:04 ص
اندلعت أزمة "دبلوماسية" بين السويد والنرويج على تويتر، وتحديداً عبر حسابي البلدين الرسميين الناطقين باللغة العربية على الموقع. ووسط ذهول المغرّدين العرب، فرشت الدولتان "الملاية" لبعضهما البعض، كما يقال باللهجة المصرية، في سلسلة تغريدات من الردح الطريف الذي يذكّر بمشاهد مشادات الجيران من على الشرفات، في الأفلام المصرية.
معركة بين السويد والنرويج على تويتر باللغة العربيّة... في صفّ من تقفون؟
تكهّن بعض المعلّقين على تويتر أن يكون مديرا حسابي الدولتين الرسميين شخصاً واحداً
يحظى حساب السويد الناطق بالعربية بشعبيّة واسعة، ويتابعه نحو 238 ألفاً. يتفاعل منشّط الحساب مع المتابعين العرب بذكاء وخفة ظلّ، ما يجعل تغريداته مثار نقاش بين الحين والآخر. أمّا حساب النرويج فيحظى بنحو 40 ألف متابع فقط، وليس موثّقاً كحساب السويد. لذلك بدت المشادة "المفتعلة" بين الحسابين وكأنّها محاولة لرفع شعبيّة حساب النرويج. وتكهّن بعض المعلّقين أن يكون مديرا الحسابين شخصاً واحداً، أو أن يكونا شخصين مختلفين، لكنّهما ينسقان مع بعضهما البعض بشكل أو بآخر.
كان كلّ شيء يدور بشكل طبيعي قبل يومين، والوئام والسلام يسودان بين الدولتين في النطاق الافتراضي. وكان الحسابان يتبادلان التحيات والسلامات بكل لطف، من صباح الخير إلى مساء النور... وفجأة، تفاقم الوضع، وتطوّر إلى شجار و"قصف نوعي" من الجهتين، عن طريق تغريدات وصور تمثّل طبيعة البلدين.
وبعد سؤال أحد المغردين عن أيّ البلدين أفضل للسياحة، أطلق الحسابان سلسلة تغريدات مُفاخِرة، فحساب السويد يمسّي على حساب النرويج "بمساء التاج السويدي"، وحساب النرويج يردّ التحية بـ"مساء ملوك النرويج القديمة والحديثة"، فيردّ حساب السويد "بمساء الممالك السويدية الثلاثة"، فيأتي جواب النرويج حاضراً "مساء مملكة النرويج الواحدة الموحدة"، وكلّ ذلك مدعّم بالصور لتيجان ولشوارع من البلدين.
تفصل بين البلدين حدود مشتركة طويلة، فكل حدود السويد الغربيّة من الشمال إلى الجنوب تطلّ على النرويج، ولا حدود مشتركة لها مع أيّ دولة أخرى. في حين يحدّها من الشرق بحر البلطيق. أما النرويج، فتحدّها السويد من الشرق، إلى جانب إطلالها على فنلندا وروسيا شمالاً. وفي الشجار بين الحسابين حول الملكية، إحالة إلى تاريخهما المشترك، إذ "اتحدت السويد والنرويج عقب مؤتمر فيينا العام 1815، حين تقرر أن يكون ملك السويد ملكاً للنرويج، وأن يتولى جميع الشؤون الخارجية للدولتين من إعلان الحرب وعقد الصلح وإبرام المعاهدات، إلى إرسال وقبول المبعوثين الدبلوماسيين. أما في الشؤون الداخلية فقد احتفظت كل دولة بحكومتها الخاصة ودستورها وتشريعاتها مستقلة عن الثانية. وقد استمر هذا الاتحاد حتى العام 1905 حين رغبت النرويج بالانفصال عن السويد، وتم الانفصال بينهما ودياً بمعاهدة استكهولم العام 1905"، بحسب كتاب "الأساس في العلوم السياسية" للكاتب قحطان الحمداني.
ولم يقتصر السجال على تاريخ المملكتين، بل امتدّ إلى ثقافتيهما. واعتبر حساب السويد أنّ "اللغة النرويجية طفولية لأن كلماتها تنتهي بالكسر أو نزولاً"، فرّد حساب النرويج بأنّ "السويديين يحسنون الغناء أكثر من الكلام"، فردّ حساب السويد "إنّ تغيير لمبة يحتاج 7 نرويجيين"، ليجيبه حساب النرويج: "بالإمكان إغراق غواصة سويدية بمجرد طرق بابها". اليوم، هدأت العاصفة، وعاد كلا الحسابين إلى نشاطهما الطبيعي، فحساب السويد ينشر صوراً لأبطال البلاد الأولمبيين، وحساب النرويج ينشر صوراً لأحد مهرجانات الموسيقى في أوسلو... يبدو أنّ البلدين المسالمين في العادة، كسرا القاعدة على تويتر. وربما، بحسب قول بعض المغرّدين، فإنّ معركتهما الأخيرة ما هي إلا انعكاس لتخاطبهما باللغة العربيّة، وكأنّهما التقطا من العرب عدوى الشجار!

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard