شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
تعرفوا على

تعرفوا على "رجل الشغف" The Passion Guy مصطفى حموي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 16 أغسطس 201605:04 م
ما الذي تتوق إليه في الحياة؟ سؤال احتاج مصطفى حموي إلى سنوات عدة، قبل أن يجد له جواباً واضحاً. فرحلة حموي التي بدأت من دبي في مجال العلاقات العامة، حملته إلى الهند، ليعود إلى الإمارات، ويجعل من "الشغف" رسالته وعمله وبحثه الدائم، هو الذي أُطلق عليه لقب "رجل الشغف" the Passion Guy أو "رائد الأعمال الشغوف" Passionpreneur.

بداية رحلة الشغف

مصطفى حموي (38 عاماً)، سوري الأصل، انتقل إلى دبي عام 2000، يقول: "في بداية مسيرتي لم أتخيل ولو للحظة أن أصل إلى ما أنا عليه اليوم". فمنذ وصوله إلى دبي عمل في المبيعات، ثم في العلاقات العامة، فاحتّك كثيراً بعالم الفعاليات والسهرات. ويضيف: "كل عام، كانت حفلات عيد ميلادي تكبر أكثر فأكثر حتى أنه عام 2013، حضر 650 شخصاً. في اليوم التالي، استقلت من عملي وأسست شركة لتنظيم الفعاليات. فكان عملي في النهار تنظيم فعاليات الشركات، وفي الليل تنظيم الحفلات الترويجية". ويتابع "هذا النمط ولّد الكثير من الضغط، وبدأت أشعر بالإرهاق. وعلى الرغم من أن الأعمال كانت هائلة، كنت أشعر أن شيئاً ما كان مفقوداً. وكأنني أقوم بأعمال تسعد الناس لكنني أشعر بالفراغ من الداخل". عام 2010، أغلق مصطفى شركته بسبب الركود الاقتصادي، وخسر كل أمواله وحاول القيام ببعض الأعمال الاستشارية. لكنه استفاق يوماً واشترى تذكرة ذهاب إلى الهند عام 2012 من دون أي سبب. حتى عندما سألته أمه عما سيفعله هناك أجابها "رايح ضيع". يؤكد مصطفى: "لم يكن لدي خطة معينة، ولم يكن لدي ثقافة الحقيبة على الظهر، أنا الذي اعتدت أن يصطحبني السائق من المدرسة وإليها، بل وصلت إلى الهند مع حقيبة كبيرة تزن 30 كيلوغراماً". وهناك بدأت رحلته، فالتقى بسوامي (معلم ديني هندوسي)، الذي كان عاد للتو للحياة بين البشر بعد سنوات من العيش في الكهف. هو الذي طرح السؤال الذي بدأنا به المقال، ولم يجد له مصطفى حينها جواباً. يوضح مصطفى أن البداية كانت عام 2008، عندما عانى من انهيار عصبي وبدأ باعتماد حياة صحية. لكن الأمر لم يكن كافياً فاحتاج أن يثق بحدسه بعد أن خسر كل شيء، وذهب إلى الهند، حتى لو أن الأمر لم يكن سهلاً. يقول: "تخيلوا أنني كنت حديث سوريا وعندما نشرت صورة لي مع فيل أقوم بعلامة ناماستي، ظن الجميع أنني فقدت صوابي". واصل رحلته حتى اكتشف أنه يعاني من تضخم في البروستات على الرغم من أنه لا يشرب الكحول، ونباتي ويعيش حياة صحية، فانهار نفسياً متسائلاً "ما المشكلة؟ ما الذي أستطيع القيام به؟". لجأ إلى العديد من العلاجات من التأمل الصامت إلى التأمل الذي يعتمد على البكاء والضحك. وبعد شهر، وزيارة العديد من المستشفيات والأطباء، شفي. يقول عن هذه التجربة: "كان الأمر أشبه بنداء قلب الوضع رأساً على عقب لا مجرد نداء لليقظة. تساءلت هل عشت حياة ذات معنى؟ هل أقوم بأفضل ما لدي؟ ما هو تأثيري الإيجابي على هذا العالم؟ وأدركت أنني عشت حياة عشق وسهر وانشراح فقط".

من "كافالي" إلى مانالي

بعد نحو عام في الهند، قرر مصطفى العودة إلى دبي راغباً في أن يجد وسيلة "لبناء جسر بين حياته السابقة والحياة الواقعية ورحلته"، حتى لو أن جزءاً منه كان يرفض حياته السابقة. فقرر أن يبدأ بتنظيم المحادثات الملهمة Inspirational talks وأراد أن يصطحب الناس إلى الهند، لتغيير حياتهم، خصوصاً أنه لم يحظَ بهذه الفرصة، إذ أنفق الكثير من الأموال على التدريبات ومدربي الحياة والمعالجين، من أجل لا شيء، ولم ينجح.
قصة نجاح شاب من أصل سوري ترك حياة الترف والسهر في دبي بحثاً عن معنى ليومياته... فتحول إلى "رجل الشغف"
كيف قلبت حادثة واحدة حياة هذا الشاب السوري رأساً على عقب...
بعد أن عاد لوقت قصير إلى عالم الاستشارات، قرر أن يجد طريقة لإحضار الهند وتجربته إلى دبي، فأطلق سلسلة من المحادثات بعنوان "من كافالي إلى مانالي"، في إشارة إلى حياة السهر والليل في دبي (كافالي)، والقرية التي التقى بها السوامي (مانالي). لكن الأمر لم ينجح أيضاً: "لأن الناس يعيشون حياة بائسة ويعتادونها"، يقول. فقرر أن يعيد صياغة محادثاته ليجعل من الشغف محوراً لها.

كيف تعرّف الشغف؟

يقول مصطفى "الشغف ليس السعادة، هو التفاني والالتزام. هو نار داخلية لا حافز خارجي. فمتى يكون لديك شغف ما قد تنسى أن تأكل وأن تشرب وحتى لو لم تكن سعيداً تكمل طريقك". ويرى مصطفى أن السعادة هي لحظة مؤقتة كتناول البوظة أو شراء سيارة، أو إقامة علاقة، وأن الفرق بينهما هو الاستدامة. 1919 وبالحديث عن الأشخاص الشغوفين، يشير إلى توماس إيديسون الذي احتاج إلى آلاف التجارب، قبل أن يتوصل إلى اختراعاته. ولكن السؤال: هل كان سعيداً طوال الوقت؟ يجد مصطفى أن لا تعريف مناسب للشغف، إلا أن أصل الكلمة اللاتينية يأتي من "باسيو" أي التحمل والمعاناة، ما يعني أن الشغف الحقيقي هو تحمل اللذة والألم.

"رجل الشغف"

يُعرف مصطفى على الساحة العامة بأنه "رجل الشغف"، بسبب عمله في إطلاق المنصات، التي تمكّن الأفراد وتحثهم على أن يعملوا ويعيشوا حياة مليئة بالشغف. من هذه المنصات PassionSundays، وهي عبارة عن مقاطع فيديو من 5 إلى 10 دقائق ينشرها كل يوم أحد (الذي يعتبر بداية أو نهاية الأسبوع). تكون إما مقابلات مع قادة عالميين، أو مع أبطال رياضيين، أو فنانين أو مشاهير. أو فيديو يعده بنفسه حول مواضيع متنوعة. كما ينظم "محادثات الشغف"، ويوضح: "أخبر قصتي خلال ساعة من الوقت، ثم أشرح أهمية أن تكون شغوفاً بالحياة وكيف تحقق ذلك". وهذه المحادثات يقدمها لمؤسسات متنوعة كالمدارس والجامعات والشركات، وقد تكون خاصة أو عامة. أما الجزء الثالث من نشاطاته فهو ورش العمل التي قد تكون لمجموعة أفراد أو لفرد واحد. ويتابع: "ليس كل من يذهب في رحلة البحث عن ذاته قادراً على العودة ونقل المعرفة وعمق التحول الذي عاشه". والسبب هو أن هذه الرحلة ليست إلا جزءاً بسيطاً من القصة. فعوامل كثيرة أخرى تلعب دوراً أساسياً، وأبرزها المهارات والشهادات. رحلة البحث عن الذات بدأت عام 2008 لكنه بدأ يجد ثمارها هذا العام، مشيراً إلى أن لا وصفة سحرية بل شغف ومثابرة فقط. وفي زمن راج الحديث عن مدربي الحياة وتطوير الذات والمحادثات الملهمة، بات كثيرون ينفرون من هذه العبارات. ويعترف مصطفى أنها تحولت إلى مفهوم سلبي، لأن عدداً كبيراً من المدربين والمتحدثين لا ينجزون إلا نصف الطريق، ولا يعملون على تطوير أنفسهم، قبل أن يساعدوا على تطوير الآخرين. كما أن الأهم هو أنهم لا ينظرون إلى نشاطاتهم على أنها عمل بحد ذاته يحتاج إلى نموذج أعمال ليتطور ويحقق الاستدامة. وسط زحمة المدربين والملهمين، يواصل مصطفى نشاطاته في مختلف مدن العالم، إلا أن جواز سفره السوري يقف حاجزاً أمام طموحه بأن يُلهم 7777777 شخص بحلول 21 ديسمبر 2020 ليعيشوا بشغف. أمر حمله إلى البحث عن نيل جواز سفر أسترالي يفتح له أبواب العالم. أما أنتم فينصحكم مصطفى بأن تجدوا شغفكم وأن تعيشوا حياة تستحق الموت من أجلها. فهل وجدتم شغفكم في الحياة؟

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard