شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
ركوب الخيل ليس مجرّد هواية، هو طريقة فعّالة لمساعدة المصابين بالتوحّد

ركوب الخيل ليس مجرّد هواية، هو طريقة فعّالة لمساعدة المصابين بالتوحّد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 1 يوليو 201611:22 ص
تعرّف منظمة الصحة العالمية التوحّد بأنه اضطراب نمائي يظهر في السنوات الأولى من عمر الطفل، يؤدي إلى عجز في التحصيل اللغوي واللعب والتواصل الاجتماعي. ويشهد التوحّد ارتفاعاً، إذ أصبح كل 1/68 مصاباً بالتوحد، بينما كان منذ سنوات كل من 1/88 مصاباً. وعلى الرغم من المحاولات العلمية طوال سنوات للتوصّل إلى علاج له، برز أمل جديد للعلاج بركوب الخيل، الذي يشكّل عالماً خاصاً للمصابين بهذا المرض. يؤدي هذا العلاج إلى نتائج مذهلة تحسّن وضع المرضى، وتقرّبهم أكثر من المجتمع الخارجي، وتقوّي علاقتهم مع الأهل. تقول أروى الأمين، رئيسة ومؤسسة المجتمع اللبناني للتوحّد: "قررنا إنشاء هذه الجمعية لنشر الوعي لدى الأهل والمجتمع حول التوحّد، ومساعدة الأهل على التكيّف. وقد سمعت عن طريقة علاج أو تحسين وضع المتوحّد، من خلال ركوب الخيل، لكننا لم ندمجها في برنامجنا، بسبب كلفتها على الأهل، وعدم تقبلهم لها كوسيلة علاج". هذا العلاج قادر بعد عدّة مراحل، على كسر الحاجز بين المريض والعالم الخارجي. في المرحلة الأولى يقترب المُعالج من الطفل المتوحّد ويعرّفه إلى جواد صغير كصديقه الجديد، ليكسب ثقته، ثم يبدأ الطفل بركوب الجواد، ومع الوقت يتعلّم كيفية التحكّم به، والقوانين التي عليه اتّباعها ليستمع إليه حصانه، وينفّذ ما يطلبه منه. فالقوانين هي أكثر الأشياء التي يعجز المتوحّد عن تطبيقها، لذلك لا يستمع إلى أهله وينفّذ ما يريدونه. تقول كلودين الشامي، خبيرة في ركوب الخيل وشريكة في نادي ركوب الخيل "إكستريين سيركل كلوب" Equestrian Circle Club في لبنان: "من خلال خبرتي الطويلة في هذا المجال، لفتني البُعد الإنساني لهذه المهنة، والتي تتخطّى الهواية، فركوب الخيل قادر على تحسين نفسية العديد من الأشخاص، خصوصاً الأطفال الذين يعانون من نقص جسدي أو مشكلة مثل التوحّد". طفل يركب الخيلDark-Dwarf_flickr اشترت كلودين ثلاثة أحصنة من فرنسا، مخصصة للأطفال المتوحّدين، فتلك الأحصنة قادرة على تحمّل صراخ وحراك الولد في المراحل الأولى من الجلسات، وقادرة على التكيّف مع هؤلاء الأطفال. هناك انسجام كبير بين الحصان والراكب، لا يمكن أن نجده في أي نشاط أو علاج آخر. فمع الوقت، يعتاد المتوحّد حصانه، ويعتبره صديقه، وتخلق علاقة ثقة وترابط بينهما. وهذا يحسّن سلوك المريض وتقبّله لأهله وللغرباء. تشير كلودين إلى مشكلة عدم وجود عدد كبير من المتخصصين بعلاج ركوب الخيل في لبنان، والقليل المتوفّر يطلب مبالغ طائلة لا يستطيع الأهل تحمّلها. وتضيف: "للأسف، الكثير من الأطباء المتخصصين في مرض التوحّد لا يعلمون أهمية هذا العلاج والنتائج الرائعة التي يحققها مع الأطفال". تحتاج الأحصنة للتدريب والإرشادات، والأهم من ذلك، أنه يجب على المدرّب أن يكون محترفاً في ركوب الخيل ومتخصّصاً في العلاج الطبيعي على السواء. لا يوجد في  لبنان أو الدول العربية عدد كبير من المتخصصين في هذه المهنة.

ما يميّز علاج كوب الخيل عن غيره؟

كانت كريستين مصممة غرافيك قبل أن تنتقل إلى فريق كلودين، بسبب حبها لركوب الخيل. تقول: "سمعتُ عن هذا العلاج منذ أكثر من 10 سنوات، في تقرير على التلفزيون عن فتاة كانت تعاني من التوحّد، وحاول أهلها المستحيل لمعالجتها، إلى أن توصلوا إلى علاج ركوب الخيل وباتت الفتاة الآن في وضع جيّد جدّاً. وها أنا اليوم أحاول جاهدة تعلّم هذه المهنة وتطويرها". تحاول كلودين أن تشارك في مؤتمرات عالمية، لنشر التوعية حول هذا العلاج، خصوصاً بين المؤسسات التي تُعنى بمرض التوحّد والاختصاصيين ليشاركوا في برامج عن علاج ركوب الخيل. يطبق العديد من الأطباء في دول عربية مثل الأردن والكويت والإمارات هذا العلاج لمرضاهم، نظراً إلى النتائج المبهرة التي يشهدها الأهل في سلوك أولادهم. صبي على الحصانHorse-back-riding_Dark-Dwarf_flickr تعاني الاختصاصية في علاج الأحصنة في نادي كلودين، وهي فرنسية الجنسية، من عدم تقبّل الأهل فكرة أن يمتطي طفلهم الجواد بمفرده. والأصعب، هو الخوف الذي يتملّك الأطفال من التقرّب من الحصان أو أي حيوان آخر. وتوضح كلودين: "في البداية علينا أن نقرّب الطفل من حصانه من خلال لمسه والمشي معه قبل أن يمتطيه". وتُضيف: "الخطوة الثانية هي وضع الألعاب في الملعب ليقوم الطفل بالتطبيق نظرياً، وبعد عدّة جلسات من التركيز، يتقرّب من حصانه ويصبح متحكّماً به". تعترف إحدى الأمهات التي أخضعت ولدها المصاب بالتوحّد لعلاج ركوب الخيل، أنها كانت متردّدة وخائفة على ابنها من أن يسقط عن الحصان. ولكن مع مرور عدّة جلسات تحسّن وضعه، وبات الآن أقرب إليها ويعانقها بعد كل جلسة علاج. وتقول كريستين: "النتيجة المذهلة التي أراها بعد كل جلسة علاج، والتطوّر الملحوظ في وضع هؤلاء الأطفال، هما اللذان جعلاني أترك كل شيء لأكرّس وقتي لمساعدة المصابين بالتوحّد، من خلال هواية أعشقها وهي ركوب الخيل".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard