شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
هل نستطيع اليوم رؤية الماضي السحيق؟  أجمل تقنيات المستقبل في دراسة التاريخ القديم

هل نستطيع اليوم رؤية الماضي السحيق؟ أجمل تقنيات المستقبل في دراسة التاريخ القديم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 17 مارس 201612:59 م
لكل محبي الإثارة، وقصص المدن المفقودة، وآثار التاريخ القديم، مناسبة جديدة اليوم جديرة بأن يحتفلوا بها: نظرة علمية جديدة لسبر وجه الأرض، وما تحته. لقد دخل علم الآثار عصراً جديداً، فيه آلاف الاكتشافات التي تنتظر التنقيب والبحث والدراسة. فتحت أبواب هذا المجال العالمةُ الشابة سارة باركاك، التي قادها شغفها بالتاريخ القديم إلى رغبة في رسم خرائط تجسد أكثر مما نراه بالعين المجردة. استعانت سارة بصور الأقمار الاصطناعية (على بعد 700  كيلومتر من الأرض)، ومنها استخدمت خاصية "الأشعة ما تحت الحمراء" (IR) في مناطق محددة، اختارتها بناءً على دراسات علم الآثار، التي ترى إمكانية وجود مواقع أثرية فيها. [caption id="attachment_52287" align="alignnone" width="700"]سارة باركاك سارة باركاك[/caption]  

ما كان مستحيلاً أصبح واقعاً!

باستخدام هذه التقنية، تشير الصور الملتقطة من الأقمار الاصطناعية إلى بقع كثيفة اللون، وهذا دليل على تغيرات كيميائية للبيئة الطبيعية، سببها العمارة والحياة الحضرية للبشر. وبذلك، في كل منطقة مكثفة اللون، اكتشفت سارة تجمعاً بشرياً: مدينة، أو قرية، أو مبنى أثرياً. آلاف المواقع الأثرية التي اكتشفها فريق باركاك، تتضمن 17 موقعاً لأهرامات لم تكن معروفة من قبل، و3100 مستوطنة مفقودة، وآلاف المقابر.  

نموذج من أبحاث الآثار في التقنية الجديدة: البحث عن مدينة "اشتاوي" المصرية

[caption id="attachment_52286" align="alignnone" width="700"]خريطة من الاقمار الاصطناعية "اشتاوي" في صورة من الأقمار الاصطناعية[/caption]   [caption id="attachment_52288" align="alignnone" width="700"]خرائط خريطة المدينة في صورتين استخدمت فيهما التقنية الجديدة و"الأشعة ما تحت الحمراء" لاكتشاف تغيرات تشير إلى وجود البشر[/caption]   "اشتاوي" (أو بالمصرية القديمة "مالكة الأرضين"، أي وجهي مصر البحري والقبلي)، هي مدينة ملكية أسست بين عامي 1991 و1962 قبل الميلاد، أي منذ نحو 4 آلاف عام، تحت حكم الملك أمينمحات الأول، وأصبحت العاصمة مدى 400 عام. لطالما كان تحديد موقع هذه المدينة حلماً لكل دارسي الحضارة المصرية القديمة، لأهمية حكم أمنمحات وسلالته خصوصاً: ابنه سنوسرت الأول، وحفيده سنوسرت الثاني. فقد نجحوا كملوك في خلق حضارة ازدهر فيها الفن والعمارة والرخاء. فريق علماء الآثار الذي تترأسه سارة، حدد مكان وجودها، واليوم يقوم الفريق بتدريب خبراء مصريين على استخدام هذه التقنية لاكتشاف تاريخهم في المستقبل على أيديهم. حصلت باركاك على جائزة TED لتكريم منجزاتها في مستقبل العلوم، وقد أجابت عن سؤال عن أهم اكتشافاتها، قائلةً: "لعل أهم اكتشاف هو أن ما يجمعنا كبشر، منذ أقدم العصور حتى اليوم، هو حب المعرفة والرغبة في نشرها والتشارك فيها. ونحن خلال 100 ألف عام من تاريخنا، لم نترك بقعة في الأرض من غير أن نطأها ونسكنها، كنا ولا نزال، نحب الحياة ونصارع الكوارث، وننجو ونستمر". مما لا جدال فيه، هو أن هذه التقنية الخلاقة ستسهم في إعادة فهمنا للعديد من القضايا التاريخية، والحضارية، والثقافية، ونشاطات البشر على سطح الأرض مند زمن سحيق. وستساهم أيضاً في الإجابة عن أسئلة لم تزل عالقة بين الشك واليقين، من خلال أدلة ملموسة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard