شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
العلاج بلسعات وسمّ النحل في غزة

العلاج بلسعات وسمّ النحل في غزة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 9 سبتمبر 201608:59 م

انتشر في قطاع غزة العلاج بسّم ولسعات النحل، كأحد الأساليب القديمة الحديثة للتداوي من الأمراض، إذ يؤكد مجربوه أن فوائده الصحية كثيرة. ورغم عدم الاعتراف به رسمياً كطبٍ بديل عن العقاقير الكيميائية، هناك إقبال شعبي كبير عليه، وكُتب لآلاف من الحالات المرضية الشفاء بهذا الأسلوب حتى عُرف بالـ"لسعات الشافية".

راتب سمور مهندس زراعي يملك مركزاً متخصصاً لعلاج الأمراض المزمنة من خلال اللسع بالنحل ومنتجاته. يقول لرصيف22: "علاقتي بالنحل بدأت منذ عام 1979، عندما أنهيت دراستي الجامعية، متخصصاً بوقاية النبات والحشرات، ثم بدأت بتريبة النحل وإنتاج العسل كمرحلة أولى. مع مرور الوقت وجدت أبي يعاني أوجاعاً في ظهره، فسخرّت ما درسته عن فوائد النحل والسم الذي يحمله لعلاجه فجربت معه اللسع، وبعد جلسات عدة تعافى".

العلاج بلسعات النجل في غزة - العلاج بسم النحل في غزة - صورة 112278078_992810777452930_334286154_n

العلاج بلسعات النجل في غزة - العلاج بسم النحل في غزة - صورة 212355273_992810750786266_1202835296_n

تولى سمور بعد ذلك معالجة زملائه وأقاربه من آلام الروماتيزم، ثم الروماتويد "الاسم العلمي للروماتيزم المزمن". ويضيف: "بدأت أجتهد بالأبحاث والدراسات والسفر إلى الخارج لمعرفة الأسلوب الذي يجب عليّ اتباعه في العلاج حتى تمكنت من علاج كل الأمراض".

وأوضح أن خاصية التداوي باللسعات وسم النحل تعتمد على إفراز النحلة عند اقترابها من جسد المريض موادّ كيميائية صحية وطبيعية، إضافة إلى مضادات حيوية عدة منها مادة الكورتيزون التي تفوق بفعاليتها العديد من العقاقير الطبية".

سمور بدأ فعلياً العلاج باللسع منذ عام 2003 في مركزه الطبي لعلاج الروماتيزم، ويشير إلى أن "النتائج أذهلت المرضى والأطباء المختصين في هذا المرض، نظراً لأنه من الأمراض المزمنة التي لا يمكن الشفاء منها.  لكن لسع وسمّ النحل شفى عشرات الحالات".

ويستخلص العاملون في هذا المجال من النحل 6 منتجات: سم النحل، لسع النحل، عسل النحل، غذاء الملكات، حبوب اللقاح، وشمع النحل. وجميعها تستخدم كعلاج بديل، ولكل منها فائدة مختلفة. ويؤكد أن "سمّ ولسع النحل يساعدان في مداواة العديد من الأمراض التي عجز الطب عنها مثل الروماتيزم والغضروف وأوجاع المفاصل والصداع النصفي، والثعلبة والسرطان إضافة إلى الشلل الدماغي والتهابات الكبد والكلى، وضمور العصب السمعي ومرض التوحد الذي لم يُعرف أسبابه وعلاجه إلى الآن".

محددات العلاج

تختلف جلسات العلاج باختلاف نوع المرض وعمر المريض، فهما اللذان يُحددان موضع اللسعات وعدد الجلسات، ويضيف سمور: "يخضع المريض لاختبار يُحدد مدى إمكانية علاجه بهذا الأسلوب عن طريق جلسة لسع مخففة، فإذا تجاوب من دون مضاعفات جانبية، يُقرر له العلاج باللسع، أما إذا ارتفعت نسبة الحساسية لدى المريض فهذا يؤشر إلى أنه غير قابل للعلاج". وأكد أن "هذا العلاج أصبح علماً قائماً بذاته وعلاجاً طبياً أُقِر في عدد من الدول الأوربية، إضافة إلى عدد من الدول العربية مثل مصر ولبنان وسوريا".

شهادات حيّة

محمد دواس (65 عاماً ) مريض تعافى من سرطان البروستات، من خلال جلسات لسع النحل لمدة 3 أشهر. يقول: "تعالجت بالعقاقير الكيميائية، وحين تقرر إجراء عملية جراحية، اتخذت قراراً باللجوء للطب البديل بلسع النحل، وجئت إلى المركز مدة 3 أشهر متواصلة. ثم ذهبت لإجراء فحوص طبية لأفاجأ بعدم وجود أي خللٍ صحي". مشيراً إلى أن الدكتور الخاص به ذُهل من فحوصه قبل اللسع وبعده.

العلاج بلسعات النجل في غزة - العلاج بسم النحل في غزة - صورة 312325029_992810770786264_104983640_n

أما يوسف مصبح (7 سنوات)، فهو طفل يُعاني من شلل دماغي نتيجة غاز الفوسفور الذي ألقته إسرائيل على القطاع عام 2008. تقول والدته لرصيف22: "جئت به قبل أن يتم عامه الثاني على أمل أن يتحسن وضعه الصحي، ولو بدرجات قليلة. كانت بداية العلاج ببعض الكريمات المُعدة من منتجات النحل، ثم جاء دور اللسع  بعد أن أتمّ عامه الثاني، واستمررنا بالجلسات حتى لامسنا نتائج إيجابية، إذ بدأ يمشي شيئاً فشيئاً ويتفاعل مع المجتمع حوله. والآن بعد انقطاعنا عامين، عُدنا لاستكمال العلاج على أمل أن يتمكن طفلي من النطق". يبدو على الطفل خلال حديثه مع والديه أنه في خطواته الأولى نحو التكلّم بطلاقة، فهو يفهم ما يُقال له ويحاول مشاركتهم في الحديث ببعض الإشارات والحروف.

اللسع لا يعمل به إلا ذوو اختصاص

يعمل النحّال حسن شراتحة من شمال قطاع غزة، في تربية النحل وإنتاج منتجاته منذ 9 سنوات بدافع الحاجة إلى فرصة عملٍ خاصة بعد أن فقد مهنته كتاجر، إذ تم منعه من دخول إسرائيل. يقول: "حين قررت إنشاء منحلة كنت أعلم أنها بحاجة لنظام حياتي معين وتربية خاصة، فأنا  منذ صغري عملت مع أحد الجيران بمنحلته ومع الوقت تعلمت المهنة على أصولها".

العلاج بلسعات النجل في غزة - العلاج بسم النحل في غزة - صورة 412351138_868659436574878_1588833632_n

ويرى أن هذا الأسلوب يحتاج إلى علم مسبق وأسس علمية دقيقة، إذ لا يستطيع أي إنسان العمل في هذا المجال. ويضيف:"لم أتبع في منحلتي أسلوب اللسع لأن ليس لدي خبرة علمية. لذا اقتصرت على اللسع لأهلي وبعض معارفي، أما سائر منتجات النحل فيمكنني العلاج بها، وعالجت بعض حالات الضعف الجنسي وتنشيط القدرة الجنسية لدى الشباب، ومرضى بالقلب والسكري من خلال غذاء الملكات وحبوب اللقاح".

وأوضح أن "الحصار المفروض على غزة منذ سنوات طويلة، والذي بسببه تراجع المخزون الدوائي للقطاع الصحي، جعل الناس يلجؤون إلى الطب البديل كعلاجٍ بما فيه النحل ومنتجاته". وأكد أن نسبة نجاح مشروعه تجاوز الـ80% رغم الخسارة المادية التي تكبدها في الحرب الأخيرة، بسبب القصف الذي طال منحلته.

سلاح ذو حدين

وأوضح علاء أبو غالي، وهو خبير في الطب البديل وعضو في الجمعية العربية للعلاج بالنحل عن دولة فلسطين، أن العديد من الدراسات أثبت بعد فحص تركيب سمّ النحل احتواءه على مواد نشيطة مثل مادة الميليتين، كما يحتوى على هرمونات ومواد بروتينية كثيرة، تعمل على زيادة كفاءة الجهاز المناعي وتعزيز نشاطه، وزيادة سريان الدورة الدموية، إضافة إلى وجود نحو 24 منتجاً دوائياً مُركباً من سم النحل.

وقال: "سمّ النحل بحسب الدراسات المُثبتة بالتجربة سلاح ذو حدين، لا نستطيع التعامل به في بعض الحالات، كحالات الحساسية المفرطة، فإذا تعرضت للسع سيُعرض حياة أصحابها للخطر، وحالات الذين يُعانون من أمراض القلب وضغط الدم ومرضى السلّ الرئوي، إضافة إلى الحوامل. الموضوع ليس عبثياً، إنما يحتاج إلى خبرة طبية ودراسة علمية". وعن جدوى هذا العلاج في القطاع، قال:"لسع النحل في غزة علاج أثبت نتائج إيجابية لا تحتمل الشك في شتى الأمراض المزمنة، ونسبة نجاحه بين 70 و80%". 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard