شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين ما زالت تمرّ من دون عقاب

الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين ما زالت تمرّ من دون عقاب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 31 مايو 201705:42 م

في اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في 2 نوفمبر، لا يزال عدد كبير من الصحفيين عُرضة لانتهاكات جسيمة أثناء ممارستهم عملهم، منها الخطف والقتل والاعتداء مع الإفلات من العقاب في المنطقة العربية، خصوصاً في المناطق التي تشهد صراعات مسلحة مثل سوريا واليمن والعراق وليبيا وفلسطين. فقد قتل 69 صحفياً عام 2012، و56 عام 2013، و53 عام 2014، وحتى نهاية أكتوبر الماضي قتل 44.

وقتل أكثر من 100 صحافي مع الإفلات من العقاب في جميع أنحاء العراق، بما فيها كردستان العراق منذ بدء النزاع. وفي الموصل، قُتِل الصحفيون بمعدلات تنذر بالخطر منذ عام 2003، بما فيهم سعد زغلول، الذي قتل في أكتوبر 2013 وهو كتب عدداً من المقالات حول الفساد وحقوق الإنسان وإصلاح القوانين. وفي يونيو 2013، عُثر على جثة الصحفي زامل غنام الزوبعي، في بغداد بعد تعرضه للقتل، ولم تجرِ السلطات تحقيقات في أي من هذه الجرائم. 

وقد أصبحت سوريا أيضاً من أخطر البلدان على الصحفيين، مع وقوع 60 حالة قتل على الأقل مرت جميعها بلا عقاب. ويواجه الصحافيون في سوريا خطر القتل والسجن والتعذيب والاختطاف، وما زال عدد كبير منهم مفقودين في سوريا ومصيرهم مجهولاً، مثل المصور الصحفي اللبناني سمير كساب، الذي اختطف أثناء عمله منذ عام 2013، ولا يزال مصيره غامضاً. وفي سبتمبر الماضي، قتل رسام الكاريكاتور أكرم رسلان تحت التعذيب في مركز احتجاز الحكومة بعد أشهر قليلة من القبض عليه. 

في ليبيا، قتل خلال العام الحالي 6 صحفيين، ولم تتمكن السلطات المحلية من تحديد الفاعل، فبقي الجناة في هذه الحالة "مجهولي الهوية". وفي اليمن راح 5 صحفيين ضحايا تغطيتهم الأحداث الجارية هناك خلال العام الجاري، منهم ثلاثة قضوا لدى تغطية الاشتباكات بين القوى المتصارعة وقصف طيران التحالف. كذلك قضى الصحفيان عبد الله قابل ويوسف العيزي بعدما اختطفتهما جماعة الحوثي في مايو الماضي بسبب تغطيتهما إحدى الفعاليات الصحفية. وفي فلسطين، لا تتوقف قوات الاحتلال الإسرائيلية عن ممارسة الانتهاكات في حق الصحفيين. وقد وثّق المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى"، 450 انتهاكاً ضد الحريات الإعلامية، وقتل 17 صحفياً وعاملاً في الإعلام.

مقالات أخرى

قصة هزليّة عن الرقابة والنشر في مصر: الدين، والجنس... والجيش!

كيف يعمل الصحافيون السوريون في ظل الحصار وانعدام التقنيات؟

أما في مصر، فقد أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير صادر في أكتوبر الماضي، إلى وجود 18 صحفياً على الأقل وراء القضبان جراء قيامهم بعملهم، يُزعم أن أغلبهم على صلة بـ"الإخوان المسلمين". بعضهم كانوا من المدعى عليهم في محاكمة جماعية أمام محكمة أمن دولة انعقدت في أبريل الماضي، وانتهت بالحُكم على أكثر من 12 صحفياً وناطقاً رسمياً بالسجن المؤبد، وعلى صحفي واحد بالإعدام، بسبب دورهم المزعوم في نشر دعاية "الإخوان"، بعد فض اعتصام رابعة العدوية في أغسطس 2013.

وفي لبنان، شهدت الاحتجاجات التي انطلقت منذ يوليو الماضي، بسبب أزمة النفايات، اعتداءات على عدد من الصحفيين. فأصيب الإعلامي بسام أبو زيد، بخدوش في رجله ومرفقه، أثناء تغطيته المواجهات بين القوى الأمنية وشبان من الحراك المدني في وسط بيروت. وتعرضت القوى الأمنية اللبنانية بالضرب على المصور الصحفي حسين بيضون، أثناء تغطيته الاحتجاجات نفسها، فأصيب في عينه إصابة طفيفة. كذلك استدعت المباحث الجنائية الإعلامية ديما صادق في 31 أكتوبر للاستماع إلى إفادتها كمدعى عليها من قبل حزب الله بتهمة القدح والذم. 

دول الخليج وحرية التعبير

في البحرين، يسجن الصحفيون والمدافعون عن حقوق الإنسان ويتعرضون للتعذيب في السجن مع الإفلات من العقاب، بسبب توثيقهم انتهاكات تحدث خلال الاحتجاجات الجارية منذ عام 2011. على سبيل المثال، أصيب المصور الصحفي البحريني مازن مهدي في 5 يناير الماضي، بالغاز المسيل للدموع أثناء تغطيته الاحتجاجات. وفي اليوم نفسه تعرض عامر محمد وحمد محمد، وهما مصوّران يعملان لحساب "رويترز"، للغاز المسيل للدموع في حادثين منفصلين، كان مهدي أيضاً طرفاً فيهما. ووثقهما بكاميرا مثبتة في سترته.

وفي سلطنة عمان، نذكر قضية باسمة الراجحي، التي كانت مقدمة برنامج في إذاعة وطنية، وتعرضت للاعتقال والتعذيب وللإعدام الوهمي بعد مشاركتها في احتجاجات سلمية في عُمان. وسبق أن اختُطفت عام 2011 من قبل الأجهزة الأمنية وتعرضت للتعذيب.علماً أن التعذيب متفشٍ داخل مراكز الاحتجاز في الإمارات العربية المتحدة، إذ تم توثيق عدد كبير من حالات التعذيب في مراكز اعتقال سرية، منهم مدونون ونشطاء سياسيون، ولم يجر أي تحقيق مسؤول إلى اليوم.

وفي الكويت، تعرض ناشطون وصحفيون للاعتقال والسجن بشكل متكرر بسبب تعبيرهم عن وجهات نظرهم. وفي السعودية يستخدم الاعتقال التعسفي والتعذيب عقاباً للمدافعين عن حقوق الإنسان والمدونين، الذين يدافعون عن حقوق الإنسان. فيتعرضون لأحكام إعدام أو سجن لفترات طويلة أو للجلد العلني. 


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard