شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
كل ما تحتاجون إلى معرفته عن

كل ما تحتاجون إلى معرفته عن "الفياغرا النسائية"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 2 يوليو 201708:03 م

وافقت الإدارة المركزية الأمريكية للأغذية والدواءFDA  في 19 أغسطس على إطلاق أول دواء محسّن للرغبة الجنسية Libido عند النساء في الأسواق، بعد رفضه مرتّين بسبب أعراضه الجانبية.

قسم الخبر النساء الأمريكيات، فلاقى استحساناً بين فئة منهنّ، اعتبرن أنه أصبح لهنّ أخيراً دواء مماثل للفياغرا Viagra، المقوي الجنسي الذكري الشهير. بينما استنكرت فئة أخرى الخبر، لأنّه دواء جديد غير مجرّب بدقّة بعد، وقد تكون لأعراضه الجانبية مخاطر شديدة.

وعلى الرغم من الاختلافات الشديدة بين الطريقة التي يعمل بها الدواء النسائي الجديد، وآلية عمل الفياغرا، فإنّ وسائل الإعلام الغربية التي تناولت الخبر، اتفقت على إطلاق اسم الفياغرا الأنثويةFemale Viagra  على الدواء.

كل ما تحتاجون إلى معرفته عن الفياغرا النسائية

للدواء الجديد اسمٌ طبيّ هوFilbeanserin  واسمٌ تجاريّ هو Addyi، وهو علاجٌ لضعف الرغبة الجنسية عند النساء. يعمل على مدى فترة طويلة، قد تصل إلى أشهر، على تغيير التركيبة الكيميائية للدماغ، ليزيد الشعور الجنسي وبالتالي الرغبة الجنسية، بآليّة مشابهة لطريقة عمل هرمون السيروتونين المعروف أيضاً بهرمون السعادة، وهرمون الدوبامين المعروف بهرمون الحب. لذلك هو يختلف تماماً عن طريقة عمل الفياغرا (الـسيلدينافيل)، إذ يزيد الأخير من عملية تدفّق الدم من القلب، ما يزيد ضغط الدم في العضو الذكري، فيزيد فترة الانتصاب.

وبما أنّ الانتصاب هو احتباس للدم في العضو الذكري أثناء الشعور الجنسي وأثناء العملية الجنسية، فإن الفياغرا الذكرية، دواء مؤقتاً يعمل خلال ساعة واحدة، ويؤخذ قبل ممارسة الجنس، بينما الفياغرا الأنثوية علاج طويل لاضطراب مرضي. كما هناك فرقٌ آخر بين العقارين، هو أنّ الفياغرا دواء فعّال جدّاً، ومختبر في الأسواق من قبل، بينما الـAddyi لم يجرّب بعد، وهناك شكوك حول مدى فعاليته حتّى اللحظة. 

 الفياغرا الذكرية، دواء مؤقتاً يعمل خلال ساعة واحدة، ويؤخذ قبل ممارسة الجنس، بينما الفياغرا الأنثوية علاج طويل لاضطراب مرضي

أتى الانقسام في الآراء، الذي خلّفه خبر انتشار الدواء واضحاً في الصحافة. فنشرت مجلّةvox.com مقالاً مشككاً بالدواء، اعتبر أنّ سبب موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، على طرح الدواء في الأسواق، بعد أن رفضته مرتين عام 2013، ليس تحسيناً أو تغييراً فيه بقدر ما هو ضغط شديد من منظمات تعنى بالمرأة وشؤونها في أمريكا.

ويشير المقال أيضاً إلى أنّ نسبة النساء اللواتي قد ينجح الدواء في معالجتهنّ، تراوح بين 8 و13%، بحسب خبير دوائي من الإدارة الأمريكية للغذاء والدواء نفسها، ما يشكك أصلاً في فاعليته.

بالإضافة إلى أعراض الدواء الجانبية، التي نشرتها البي بي سي أيضاً في فيديو عن الموضوع، أوضح أنّ الدواء قد يسبب انحفاض ضغط الدم، والغثيان، والدوار، والأرق، خصوصاً في حال تناوله مع الكحول أو مع أدوية منع حمل مثلاً. 

وقد صرّحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أنّها ستقوم بضبط استهلاك الدواء، وأشارت إلى أنه يفضّل استخدامه بإشراف طبيب، وأنه سيذكر بشكل تحذيري على العلبة الدوائية، التي تطلق في الأسواق في أكتوبر المقبل جميع الأعراض الجانبية له.

أما في العالم العربي

حاولنا معرفة ما قد يكون رأي بعض النساء العربيات في الموضوع، فسألنا مجموعة من الفتيات العربيات اللواتي ينحدرن من ثقافاتٍ وبيئاتٍ اجتماعيةٍ ودرجاتٍ تعليمية مختلفة، عن رأيهنّ في الفياغرا النسائية الجديدة.

اعتبرت بعض النساء والفتيات، اللواتي ينتمين إلى فئات عمرية لا تتخطى الخامسة والثلاثين وهن من بيئة محافظة، أن "تعاطي أدوية مماثلة حرام من الناحية الدينية". بينما رأت المنتميات إلى بيئة أكثر اعتدالاً، أنهن قد "يستخدمن هذا الدواء كنوع من العلاج إذا احتجنه". إلا أنهن أبدين تخوّفاً في الوقت نفسه من أعراضه الجانبية. وذكرت بعضهن أنهن يفضلن الابتعاد عنه قدر الإمكان، لأن "الجنس وسيلة وليس هدفاً، ولا ينبغي أن نفكر فيه كغاية نحسّن الاستمتاع بها".

اعتبرت بعض النساء والفتيات، اللواتي ينتمين إلى فئات عمرية لا تتخطى الخامسة والثلاثين وهن من بيئة محافظة، أن تعاطي أدوية مماثلة حرام من الناحية الدينية

أمّا النساء الآتيات من بيئات منفتحة بالنسبة إلى المجتمعات العربية، فاعتبرن أنّ "الأمر ضرورة لتعزيز ثقة المرأة العربية بنفسها، وزيادة شعورها بإنسانيتها، كما يفعل الرجال". لكنهن أشرن أيضاً إلى ضرورة "الانتباه إلى الأعراض الجانبية، والمطالبة بتحسين الدواء ليصار إلى استعماله من دون مخاوف".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard