شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
غراميات الرؤساء

غراميات الرؤساء

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 27 أبريل 201512:09 م

الأكيد أن الرئيسين، الأميركي باراك أوباما Barack Obama والفرنسي فرنسوا هولاند François Hollande، سيناقشان لدى لقائهما المرتقب في الحادي عشر من الشهر الجاري في واشنطن، مواضيعَ عدة سياسية واستراتيجية ترتبط بعلاقات بلديهما ودورهما في العالم. لكن ثمة جانباً آخر قد تمتد إليه المحادثات، وإن بصورة غير رسمية، يتناول الحياة الشخصية لكل منهما.

الواقع إن الرئيس الفرنسي يأتي إلى واشنطن مثقلاً بقضية شخصية تصدرت الاهتمام في بلده منذ مطلع العام الجاري، فيما مضيفه الأميركي ليس في وضع أفضل. إذ تنتشر إشاعات، منذ سفر أوباما إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في مأتم نيلسون مانديلا Nelson Mandela، تتحدث عن انفصاله عن زوجته ميشيل، وإن كان الانفصال غير معلن بعد.

كان البيت الأبيض قد أعلن السبت الماضي أن هولاند سيزور الولايات المتحدة بمفرده، في إشارة واضحة إلى انفصاله عن صديقته فاليري تريرفيلر Valerie Trierweiler، الأمر الذي أكده هولاند نفسه في اليوم ذاته، موضحاً أن الأمر لن يغير شيئاً من برنامج زيارته؛ وبالتالي يكون الرئيس الفرنسي قد حسم المسألة قبل زيارته أميركا، تماماً كما وعد في المؤتمر الصحافي الذي عقده في 14 يناير الماضي، خصوصاً أن تساؤلات كثيرة كانت تدور حول موقع تريرفيلر كسيدة أولى.

حال المضيف الأميركي لهولاند ليس بأفضل على الصعيد العائلي، إذ تحدثت مصادر في البيت الأبيض عن أن السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما Michelle Obama التقت بأحد محامي البيت الأبيض، وأنها تنوي الانفصال عن زوجها بعد انتهاء فترة ولايته. لفتت المصادر ذاتها إلى أن السيدة أوباما تسكن حالياً غرفة منفصلة، مؤكدة أنها لا تزال موجودة هناك "فقط لاعتبارات المظاهر الشكلية الخاصة بمركز الرئاسة".

وفي حين شكلت العلاقة الغرامية بين هولاند والممثلة الفرنسية جولي غايي Julie Gayet التي كشفتها مجلة كلوزر Closer في عددها الصادر في 16 يناير الماضي، السبب الرئيسي لانفصاله عن تريرفيلر بعد ثمانية أعوام من الحياة المشتركة، لم تبدُ مظاهر الخيانة أكيدة في حال الرئيس الأميركي، إذ أن كل ما قيل عنه في هذا المجال، لم يتأكد رسمياً في أية لحظة، بل بقي في نطاق الشائعات.

غير أن الشائعات ليست جديدة في التاريخ "الشخصي" لأوباما،  ولم يصدر ما يكذبها فعلاً. من هذه الإشاعات مثلاً، واحدة انتشرت في فترة سابقة، أفادت بوجود علاقة غرامية بينه وبين فيرا بايكر Vera Baker التي كانت بين أعضاء فريق حملته الانتخابية لمجلس الشيوخ عام 2004.

مسلسل الأزمات في العلاقات الزوجية الرئاسية لا يقتصر على الرئيسين هولاند وأوباما، إذ سبقهم إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين Vladimir Putin الذي أعلن انفصاله عن زوجته في يونيو الماضي بعد ثلاثين عاماً من الزواج. وكانت الصحف البريطانية والروسية ربطت الطلاق بالعلاقة الغرامية السرية بينه وبين بطلة الجمباز الأولمبية ألينا كاباييفا Alina Kabaeva.

الأكيد أن غراميات الزعماء، رؤساء منتخبين كانوا أم ملوكاً، ليست جديدة، بل تغور في التاريخ الذي تشهد كتبه على الكثير منها. في التاريخ الحديث، يمكن التذكير مثلاً، على صعيد الولايات المتحدة، بقضية الرئيس السابق بيل كلينتون Bill Clinton والمتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي Monica Lewinsky؛ وعلى صعيد فرنسا بالرئيس السابق فرنسوا ميتران François Mitterrand (يقال إن هولاند يتماهى به إلى حد كبير) الذي كان يعيش حياة مزدوجة، كما لو كانت له زوجتان.

غير أن غراميات رؤساء الدول تحديداً، التي يهتم بها الناس اهتمامهم بغراميات النجوم عموماً، بدأت الآن تظهر أكثر فأكثر إلى العلن. ومهما كانت طبيعة العلاقات الغرامية للرئيس في الغرب، فإنها كما يبدو، حينما يكشف عنها الإعلام، تؤثر في شعبيته أولاً، باعتباره نموذجاً للناس. وبالتالي يمكن أن تؤثر على مستقبله السياسي، باعتباره منتخباً من الشعب.

هل يصح الأمر على العالم العربي كذلك؟ إذا كان مجرد الحديث عن الرؤساء يمر بألف مصفاة، فكيف بأمر غرامياتهم التي تدخل في نطاق الممنوعات. ثم أن المستقبل السياسي للرؤساء لا يتحدد أساساً بعدد الأصوات، فكيف له أن يتحدد بعدد الزوجات أو العشيقات!

في العالم العربي، يمكن فقط معرفة بعض التفاصيل عندما يموت الزعيم. هكذا عرف العرب مثلاً أن الرئيس الليبي السابق معمر القذافي كان لديه نوع من حريم يضم إليه أيّ امرأة يريد، ومن أي عمر. هكذا عرف العرب أيضاً أن المرأة لدى الزعيم العربي تلعب في أحيان كثيرة دور مديرة الخزنة، إذا لم تكن هي الخزنة ذاتها. ولعل أبلغ دليل على ذلك ما كشفته ثورتا تونس ومصر في شأن زوجتي الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك. أضف إلى ذلك ما يعرفه الجميع عن ثروات زوجات المسؤولين في العالم العربي وأقربائهم، وليس فقط الرؤساء، من دون أن يتجرأ أحد على الحديث عنها قبل أن يموت المعنيّ أو تأتي ثورة لتطيحه.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard