شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
يوميات مينا من دافوس: وداعاً بان كي مون، الأمم المتحدة بقيادة جديدة لا

يوميات مينا من دافوس: وداعاً بان كي مون، الأمم المتحدة بقيادة جديدة لا "تعرب عن قلقها"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الجمعة 20 يناير 201703:32 م
تشعر بخليط من الطاقة الإيجابية والهم العام عند لقاء أنتونيو غوتيريس، أمين عام للأمم المتحدة الذي تولى المنصب بداية هذا العام. فهو يعلم جيدًا أن الأمم المتحدة تواجه أزمة في مصداقيتها عالمياً، من جهة بسبب تراجع الثقة العامة بالقيادات السياسية، ومن جهة أخرى بسبب الاخفاقات في أزمات عدة على رأسها سوريا. من الواضح أن غوتيريس سيكون مختلفاً عن سلفه، بان كي مون، الذي أتعب الصحافة والمتابعين بتعبيره عن "القلق" و"الإدانة" من دون الخروج بأية حلول. وظهر ذلك خلال خطاب غوتيريس أمام منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس أمس، إذ ألقى خطاباً عن أهمية دور الأمم المتحدة وعزمه إعادة إحياء هذا الدور، وتحمل في الوقت ذاته المسؤولية، بدلاً من "التعبير عن القلق". وقال غوتيريس: "هناك طلاق بين الرأي العام والقيادات السياسية.. والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة تأثرت بذلك وعلينا إقرار ذلك ومعالجته". وأضاف أنه يريد أن ينشط دور المنظمة في مواجهة الحروب وإنهاء النزاعات، سيما الحرب في سوريا التي يعتبرها الأمين العام الجديد أولوية له، مصرحاً بأن "في حروب اليوم، لا أحد ينتصر". كما اجتمع غوتيريس مع عدد من المسؤولين المشاركين في المنتدى الإقتصادي العالمي للحث على التوصل إلى حل أو على الأقل "تجميد القتال" فيها. والتقى غوتيريس بالمبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي مستورا في أحد فنادق دافوس صباح الخميس، قبل أن يعود الأخير إلى جنيف استعداداً للمشاركة بمحادثات أستانا. كان من المرتقب أن يشارك دي مستورا بندوة عامة حول سوريا خلال في اليوم الأخير من أعمال المنتدى، إلا أنه ألغى مشاركته مع تطورات الساحة السورية.
مينا العريبي من #دافوس: هل يعيد غوتيريس للامم المتحدة بعض المصداقية أم أن المشاكل أكبر من الحلول؟
ويذكر من المشاركين في منتدى دافوس هذا العام رئيس "القبعات البيضاء" رائد صالح، الذي عقد جلستين حول الوضع الانساني في سوريا، وضرورة عدم ترك الأزمة الإنسانية تتفاقم. وكان لصالح رسالة خلال لقاءاته مع عدد من المسؤولين والمشاركين: متطوعو القبعات البيضاء أناس عاديون، قرروا أن ينقذوا من يستطيعوا إنقاذه، وهناك ثقة واسعة بمصداقيتهم. كما علق عدد من المشاركين الذين لا يتابعون الشأن السوري مباشرة على أهمية مشاركة صالح ولقاءه مع شخصيات مختلفة بعد الحملة الإعلامية ضد "القبعات البيضاء" من بعض الأوساط المؤيدة للنظام السوري. وفي حديث خاص مع أحد المسؤولين من منظمة إنسانية مرتبطة بالأمم المتحدة، عبٌر عن ارتياح من المنظمات الإنسانية من مجيء غوتيريس وعزمه تفعيل مكتبه في مساعدة حل النزاعات، بعد شبه الشلل السياسي لمكتب الأمين العام للأمم المتحدة خلال حقبته بان كي مون. في الوقت نفسه، يسعى غوتيريس والفريق الذي يعمل معه إلى العمل على منع الأزمات من الوقوع أساساً، قائلاً: "من الواضح لي أن الأولولية لمنظمة مثل الأمم المتحدة يجب أن تكون منع حدوث ووقوع الأزمات.. بدلاً من إدارتها فقط". من دون شك، ما زال غوتيريس يحمل هم اللاجئين معه، بعد أن شغل منصب المفوض السامي للاجئين لعقد من الزمن. وفي خطابه، شدّد غوتيريس على ضرورة التعامل مع أزمات اللاجئين والمهاجرين. وقال: "العالم يحتاج إلى الهجرة والمهاجرين، والمسؤولية علينا أن ننظم هذه الهجرة، لتكون من خلال طرق شرعية بدلاً من ترك المهربين والمجرمين من استغلالهم". من الهجرة إلى وقف الحروب إلى الاستعداد لرئاسة دونالب ترامب للولايات المتحدة، قضايا تشغل غوتيريس، مع عبء إضافي بوعيه الكامل بأن مصداقية المنظمة شبه معدومة.. وإعادتها لن يكون بالأمر السهل أو المضمون.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard