شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
يوميات مينا من دافوس: الصينيون قادمون

يوميات مينا من دافوس: الصينيون قادمون

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الأربعاء 18 يناير 201712:19 ص
انطلق اليوم الأول من الاجتماعات الرسمية لمنتدى الاقتصاد العالمي بخطاب جذب انتباه جميع المشاركين في المنتدى. إذ ألقى الرئيس الصيني شي جينبينغ خطاباً جعله خلال دقائق من أهم المدافعين عن العولمة في لحظة تاريخية ترى الولايات المتحدة تتجه إلى عزلة دولية بانتخاب دونالد ترامب ودخول أوروبا نفق الخلافات الداخلية مع خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. إذ أطلق شي، الذي أصبح أمس الرئيس الصيني الأول الذي يحضر منتدى دافوس منذ تأسيسه عام 1971، نداء بالتمسك بالتبادل الحر، قائلا: "سنبقى متمسكين بتطوير التبادل الحر والاستثمارات.. ونقول لا للحمائية". وجاء شي بخطاب واضح للمجتمعين في دافوس ولكاميرات التصوير من وسائل الإعلام العالمين الحاضرة في دافوس: "مشاكل العالم ليست من العولمة الاقتصادية". ولكن كان من الواضح وضع الرئيس الصيني حدا للعولمة بأنها مفيدة في المجال الاقتصادي ، مقللا أهمية العولمة في ما يخص التوجهات السياسية أو الاجتماعية. كما أن شي تحدث عن أهمية القيادة الشجاعة، قائلا: "علينا ألا نتبنى عادة التراجع إلى المرفأ كلما واجهنا عاصفة". وعلى الرغم من أنه لم يحدد ما هي "العواصف" التي تواجه العالم، إلا أن رسالته حملت إشارات كافية إلى واشنطن التي يتولى الرئيس الجديد مقالد الحكم فيها يوم الجمعة. وحذر الرئيس الصيني من مخاطر أية حروب تجارية أو سياسيات حمائية تبدو أن الادارة الأميركية الجديدة عازمة على تطبيقها، معتبرا أن "لا منتصرين" في اية حروب تجارية. ومن اللافت أن الخطاب تزامن مع خطاب رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي في لندن التي أعلنت فيه عزم سحب بلادها من السوق المشترك مع أوروبا، مما زاد من مخاوف الخلافات التجارية في القارة الاوروبية. وتصل ماي إلى دافوس يوم الجمعة لمحاولة اقناع جمهور عالمي برؤيتها، رغم الشكوك الحقيقية في قدرتها على تطبيق تلك السياسات دون التأثير سلبا على اقتصاد بلادها. وجذب خطاب شي اهتماما غير مسبوق في دافوس، اذ امتلأت القاعة الرئيسية لمقر المؤتمر، وهي تسع 1600 مقعد، قبل بدء الخطاب، مما اضطر المنظمين لنقل الخطاب عبر شاشات التفاز في قاعتين صغريتين اخريتين، تسع حوالى 200 مشارك اخر، فامتلأت أيضا. لتضطر إلى بث الخطاب عبر شاشات مختلفة في ممرات المؤتمر. وخلال مشاركة موفدتكم في دافوس أكثر من 9 أعوام، لم ترى مثل هذا الاهتمام بخطاب أي قائد من قبل جميع المشاركين. وأكد موظف في المنتدى بأنه من غير المسبوق ان تمتلئ القاعة الرئيسين والاضطرار الى البث خارج القاعة. وكان من بين الحضور نائب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن بالاضافة إلى عدد من وزراء الخارجية والمالية من دول عدة وكبار رجال الأعمال الذين يمثلون شركات عالمية تترقب سياسات الحمائية المتوقعة من الرئيس الأميركي ترامب. وقد وصل الرئيس الصيني إلى دافوس مثل المشاركيين العاديين وليس كقادة الدول أو قادة الشركات كبرى – إذ اختار القطار كوسيلة نقل من زيورخ بدلا من استخدام طائرة الهلكوبتر. وسرعان ما انتشرت هذه المعلومة بين عدد من الصحافيين، في خطوة تبدو أنها قادرة على جلب الاعجاب لللرئيس الصيني من دون ان يظهر فريقه بأنهم يروجون له. وعلى الرغم من أن شي أصبح الرئيس الاول للمشاركة في منتدى دافوس، إلا أن بكين بعثت أول بعثة لها للمنتدى عام 1979، وهناك تاريج طويل لتواجدها في دافوس ولكن دورها اليوم أكبر من أي دور كان متوقعا لها اساس. وقد استثمر المنتدى الاقتصادي العالمي الكثير في العلاقة مع الصين، وهي ليست وليدة الأمس أو كردة فعل على انتخاب ترامب. فنجل مؤسس ورئيس المنتدى، البروفيسور كلاوس شواب، كان يترأس مكتب المنتدى في الصين قبل اعوام عدة، كما أن اجتماعات المنتدى السنوية في ما يسمى "منتدى دافوس الصيفي" تعقد بين مدينتي داليان وتانجين الصينتين منذ أعوام من أجل التقارب مع الصين ووضع أساسا لتعريف شركات ومؤسسات مجتمع مدني باخر التطورات في الصين. ومن اللافت أن المنتدى بدأ قبل يوم من الموعد المعتاد سنويا لضمان مشاركة شي، إذ عادة يتعارض المنتدى سنويا مع موعد احتفالات السنة الصينية الجديدة. وأكد مصدرين بأن انطلاق المنتدى مساء الاثنين وعقد الاجتماعات الاولى يوم الثلاثاء، بدلا من المعتاد يوم الاربعاء، كان حرصا من المنظمين لمشاركة كبيرة من الصين. ويوم أمس، وقع المنتدى الاقتصادي العالمي مذكرة تفاهم مع "اللجنة الوطنية للتنمية والاصلاح الصينية" لتوثيق التعاون بين الطرفين على مدار عشرة أعوام مقبلة. ومن غير الواضح ماذا سيجلب العقد المقبل للساحة الدولية.. ولكنه من المؤكد أن الصين ستكون لاعبا اساسيا.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard