شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
يوميات مينا من دافوس : عندما يغيب القادة عن منتدى عنوانه

يوميات مينا من دافوس : عندما يغيب القادة عن منتدى عنوانه "القيادة المسؤولة والمتجاوبة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الجمعة 2 يونيو 201703:56 ص
أكثر من 3 آلاف شخص وصل إلى "دافوس" خلال اليومين الماضيين. سياسيون، رجال وسيدات أعمال، إعلاميون وفنانون حطوا رحالهم في هذه القرية السويسرية في جبال الألب، التي تتحول كل عام في هذا الوقت إلى مدينة عالمية تستضيف منتدى الاقتصاد العالمي. في عامه الـ47، اختار القائمون على المنتدى عنوان "القيادة المسؤولة والمتجاوبة" سعياً لإيجاد أجوبة على كبرى الأسئلة المتعلقة بالتقلبات السياسية التي يشهدها العالم. ولكن المفارقة كانت في غياب كبار قادة السياسة المسؤولون عن هذه التقلبات، من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وزعيم حزب الاستقلال البريطاني نايجل فاراج والرئيس الروسي فلادمير بوتين. بل حتى القادة الذي يعتبرون بأنهم يتصرفون بطريقة مسؤولة – مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل– قرروا الابتعاد أيضا، بعدما واجه منتدى "دافوس" نقداً غير مسبوق بأنه يمثل "النخبة" التي فشلت في العمل بمسؤولية أو التجاوب مع متطلبات الشعوب. قد يجعل هذا الغياب لاجتماع العام أهمية أكبر، حيث يحمل رمزية أن "للقيادة المسؤولة والمتجاوبة" أهمية حتى وإن غابت عنها وجوه الساسة. إلا أنه من الصعب معرفة مدى إمكانية تطبيق أي حلول قد يطرحها خبراء مثل بروفيسور التفاوض من جامعة هارفارد دان شابيرو أو رجل الدين المسلم حمزة يوسف. وعلى الرغم من أن المنتدى الاقتصادي العالمي يواجه مشكلة في كسر الصورة العامة على أنه يمثل "النخبة فقط"، إلا أنه سعى خلال السنوات الماضية لتوسيع خلفية المشاركين – ليشمل قادة لمنظمات حقوقية مثل "هيومن رايتس واتش" وعاملين في قطاعات أساسية مثل التعليم والصحة. لكن المنتدى بطبيعته يعتمد على نسبة مشاركة بحوالي 60٪ من الشركات الخاصة التي تدفع مبالغ طائلة لحضوره والتواصل مباشرة مع قيادات سياسية، بالإضافة إلى الاستفادة من عشرات الجلسات حول قضايا جوهرية مثل مستقبل التكنولوجيا وإشراك المرأة في المجالات العامة. هذا العام مثلاً، نظم المندى جلسة عنوانها "كيف تعيش بصحة جيدة عندما يصبح عمرك 100 عام؟".
ماذا يحدث عندما يغيب القادة عن منتدى عنوانه "القيادة المسؤولة والمتجاوبة"؟
وسط غياب عدد كبير من القيادات، هل يبقى مؤتمر دافوس قادر على التأثير على "القيادة المسؤولة والمتجاوبة"؟
ويحاول المنتدى التعويض بعض الشيء عن غياب كبار الساسة بمشاركة لافتة لعدد من المشاهير، كالممثل الأميركي مات ديمون. إلا أن النجم الحقيقي سيكون الرئيس جي جينبينغ، ليصبح أول رئيس صيني يشارك في دافوس.  يحاول من خلال هذه المشاركة أن يطرح بلاده على أنها تتصرف بـ"قيادة مسؤولة ومتجاوبة" في ظل التساؤلات حول السياسيات التي سيتبعها نهج الرئيس الروسي فلادمير بوتين وترامب الذي سيتم تنصيبه ترامب يوم 20 يناير، الذي يصادف اليوم الاخير في المنتدى. لذلك فإنه من الصعب توقع مشاركته أو أي من قيادات فريقه خلال هذه الفترة. ولكن هناك آمال معلقة على إبنته إيفانكا، التي اختارها المنتدى قبل بضع سنين ضمن "القيادات العالمية الشابة"، لكنها لم تتعاطى حتى الآن كثيرا مع المؤسسة. وبينما يشارك العشرات من الوزراء، بما فيهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره الإيراني جواد ظريف، لا توجد مشاركة عالية من رؤساء الدول والحكومة العرب. وقد غاب العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، الذي اعتاد أن يشارك، وقرر الابتعاد هذا العام. كما ألغى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مشاركته في اللحظة الاخيرة. لعل الوجه السياسي الأبرز هذا العام هو رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي التي من المرتقب أن تستخدم منصة دافوس لإطلاق رؤية جديدة لبلادها خارج الاتحاد الأوروبي. لا يعني هذا أن جمهورها سيتجاوب مع منهاجها السياسي، اذ أن غالبية المشاركين يفضلون الانفتاح والعولمة. لكن المفتاح الذي من المرتقب ان تستخدمه ماي لكسب التأييد هو طرح فرص استثمارية للشركات أو الدول التي تبحث عن اتفاقات أحادية، خارج الإطار الأوروبي. ويرافقها وزير الخزانة فيليب هاموند في هذه المهمة. حيث سيشارك في جلسة بعنوان "بريطانيا والاتحاد الاوروبي – الطريق إلى الأمام" خلال اليوم الأخير من المنتدى مع مجموعة من الخبراء ولكن بغياب قادة أوروبيين آخرين لمناقشته. التحدي أمام المنتدى خلال الأيام المقبلة سيكون البرهنة على أنه قادر على التأثير على "القيادة المسؤولة والمتجاوبة" وسط غياب عدد كبير من القيادات لتحديد مسار المرحلة المقبلة.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard