شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
المطاعم في الإمارات: المجال المفضل للمستثمرين

المطاعم في الإمارات: المجال المفضل للمستثمرين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الثلاثاء 1 نوفمبر 201605:49 م
إذا زرت الإمارات العربية المتحدة سابقاً، خصوصاً دبي، فلا بد أنك لاحظت التنوع الهائل في المطاعم، التي تحتضنها هذه المدينة. فالإمارات دولة تجمع أكثر من 200 جنسية مختلفة. وبالطبع كان لهذا التنوع تأثير قوي على ازدهار قطاع المطاعم بها. فليس غريباً وجود مطعم عراقي وآخر ياباني، وهندي وأفريقي وروسي، في مسافة قد لا تتعدى الخمس دقائق بين الواحد والآخر.

التنوع والإنفاق المرتفع

هذا التنوع العالمي، بالإضافة لطبيعة الحياة السريعة، والقدرة الشرائية المرتفعة، وصفة سحرية جعلت من قطاع المطاعم والمقاهي أحد القطاعات الأكثر توسعاً في المدينة. فوفقاً لتقارير اقتصادية، تسيطر المطاعم والمقاهي على نحو نصف منشآت التجزئة الجديدة، في كل من أبو ظبي ودبي، وهي تنمو متشجعة بإنفاق المستهلكين المرتفع على هذا القطاع تحديداً. أشار تقرير نشرته "نتوورك إنترناشيونال"، عام 2015، حول إنفاق المستهلكين خلال عام 2015 في الشرق الأوسط، إلى أن معدل إنفاق الفرد على المطاعم في دبي، بلغ نحو 841 درهماً (230$) في الشهر، وهي النسبة الأعلى في سوق الشرق الأوسط.   من هنا، يفكر الكثير من رواد الأعمال الجدد والمستثمرين القدامى على حد سواء، بالتوجه لهذا القطاع لضخ استثماراتهم، طامعين بطبيعة المدينة العالمية كحجر أساس لانطلاق مشروعاتهم.

كيف تجذب دبي الاستثمارات؟

من هؤلاء المستثمرين إبراهيم شاكرينغلو Ibrahim Chakiruglo، أحد رواد الأعمال المقيمين في البلاد منذ ما يزيد على 7 سنوات، تركي الجنسية. منذ عام، وبدعم من إحدى شركات التمويل التركية، قرر أن يفتتح أول مشروع خاص به، مطعم يقدم الوجبات التركية التقليدية السريعة في دبي، تحت إسم "تركيش دونر هاوس" Turkish Doner House. Turkish DOner HouseTurkish DOner House يشرح إبراهيم متحمساً عن فكرة مطعمه، وهي أن يأتي بمذاق "الدونر" التركي، المعروف في المشرق العربي باسم "الشاورما"، كما هو في بلده تماماً من دون أي إضافات. وفقاً لإبراهيم "الدونر"، وهي أصل "الشاورما" التي انتشرت في أجزاء واسعة من العالم في ما بعد، تأتي من تركيا، وتعتمد كلياً على اللحم الطازج ومذاقه وجودة تحضيره، من دون إضافة التوابل أو المحسنات الأخرى. يقول إبراهيم: "إذا طلب الزبون إضافة البهارات أو الصلصات إلى الدونر، فهي إهانة مباشرة للشيف في تركيا، اللحم ومدى جودته وطريقة تحضيره هي السر، وهذا ما أردت الإتيان به إلى هنا".
التنوع وطبيعة الحياة السريعة والقدرة الشرائية العالية، وصفة سحرية جعلت من قطاع المطاعم أحد القطاعات الأكثر توسعاً في دبي
رغم المنافسة الكبيرة والتباطؤ الاقتصادي، مستثمرون يقولون: قطاع الخدمات، خصوصاً المطاعم، لا يزال الأفضل في الإمارات
ويضيف: "أساس المشروع الجيد برأيي الفكرة المتميزة، عزمت على أن أفتح مطعمي هنا في دبي، كونها مدينة عالمية، تستضيف أشهر العلامات التجارية. هذا مطعمي الأول، وسأختبر ما يحبه الناس، وأجري التحسينات المطلوبة قبل أن أفكر بافتتاح فرع آخر".

نفقات تشغيلية مرتفعة

قد تكون دبي مدينة عالمية تمتلك الكثير من الإيجابيات، مثل التنوع في قاعدة العملاء، وقوة الإنفاق وتأثير نمط الحياة الفاخر، لكن هناك أيضاً عدداً من التحديات قد يكون أبرزها النفقات التشغيلية المرتفعة، والمنافسة العالية المستوى. عن ذلك يقول إبراهيم: "الإيجارات المرتفعة هنا للغاية، تحد كبير، بالإضافة إلى الأعمال الورقية والتصاريح، وهي تأخذ الكثير من الوقت والجهد والمال. كذلك هناك المصاريف التشغيلية، مثل طاقم العمل، الذي قد يكلفك الكثير من المال لإصدار الإقامة والتصاريح، ثم قد تضطر إلى استبدال هؤلاء الموظفين لسبب أو لآخر". ويتابع: "كذلك هناك نفقات التسويق المرتفعة للغاية هنا مقارنة بالكثير من المدن، وكونه أهم عامل من عوامل نجاح المطعم فلا يمكنك تهميشه. فعليك أن تعين مصوراً ومصمم غرافيك، وشركة مختصة للتسويق عبر وسائل التواصل بصورة مهنية ومدروسة، وأخرى للعلاقات العامة، ما يكلف مبلغاً طائلاً يفاجئ غالبية أصحاب المطاعم والمقاهي هنا".

دور وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات

أساس الاقتصاد، في جميع القطاعات، هو التحرك المستمر، فهناك عجلة وهي تدور بين عدة أطراف من أجل تبادل اقتصادي ومالي، ونمو أي قطاع مرتبط بكل هذه الأطراف، من صاحب المطعم مثلاً، إلى المستهلك وشركات التسويق. أي غياب أو صعوبة أو نقص في الموارد لدى أحد هذه الأطراف، من الممكن أن يعرقل العجلة بأكملها. وبالعكس فإن ازدهار الأوضاع لدى الأطراف كلها، يؤدي إلى نمو القطاع وخلق أطراف جديدة في كثير من الأحيان. في هذا الإطار شجعت الدورة الاقتصادية والتنافسية في قطاع المطاعم في المدينة، على ظهور مهنة جديدة وهي "مدون الطعام". وهو شخص يتقاضى العروض والمبالغ المالية من المطاعم المختلفة أو جهات أخرى، في سبيل أن يتذوق ما تقدمه هذه المطاعم ويقيم تجربته الكاملة بها، ثم يدون عن ذلك في موقعه أو "مدونته"، أو يشارك برأيه في المواقع الاجتماعية المختصة في تقييم المطاعم مثل Zomato. من هذا المنطلق، استمدت سارة سارفاث، الهندية الأصل، والتي تقيم في دبي منذ طفولتها شغفها بالطعام. لتكرس وقتها لمتابعة المطاعم الجديدة، وتجربتها والكتابة عنها في مدونتها، تقول سارة: "منذ طفولتي بدأ شغفي بتجربة كل أنواع الأطعمة التي تتوفر هنا، ثم بعد سنوات أسست مدونتي Hungryoungwoman، لتصبح دليلاً لقرائي حول المطاعم في دبي". Screen Shot 2016-11-01 at 5.23.20 PMScreen Shot 2016-11-01 at 5.23.20 PM وتضيف: "خليط الجنسيات المتعددة في دبي، جعل من الطبيعي توافر مطاعم متنوعة فيها، كالجامايكي والأفريقي والآسيوي وغير ذلك، بما يلبي طلبات كل من يرغب في ذلك، وقد عشت طفولتي في هذه المدينة، وجربت هذه الأنواع كلها من الطعام، ولم تزل تجربة رائعة لثقافة البلدان المتنوعة". ومن خبرتها كمدونة في مجال المطاعم، توافق سارة على رأي إبراهيم صاحب المطعم التركي، بكون أحد أهم عوامل نجاح المطاعم في دبي، هو الإعلان الجيد خصوصاً مع احتدام المنافسة بين المطاعم. توضح سارة: "تحقيق التميز في ظل هذه المنافسة الواسعة، ليس بالأمر السهل لأصحاب المطاعم، لذلك يرتفع الطلب كثيراً على شركات الدعاية والإعلان، خصوصاً التي تعمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة". ومن هنا، يأتي دور المصورين والمصممين ومسؤولي العلاقات العامة أو المدونين. IMG_0188IMG_0188

هبوط أسعار النفط

لا شك أن في دبي فرصاً كبيرة للمستثمرين في قطاع المطاعم، لكن  التكاليف التشغيلية المرتفعة، تعتبر عائقاً، خصوصاً في هذه الفترة، إذ إن هناك تباطؤاً اقتصادياً ملحوظاً، بالتزامن مع الهبوط المستمر لأسعار النفط. يضيف ابراهيم: "لن أقوم باستثمارات جديدة هنا، حتى تتحسن الأمور. هناك تباطؤ ملحوظ وأنا أنتظر صعود أسعار النفط لأشعر ببعض الارتياح". وبالرغم من هذا التباطؤ الاقتصادي، إلا أن قطاع الخدمات، والمطاعم خصوصاً، بقي بمنأى عن هذه السلبيات الكبيرة، وإن كانت بعض المخاوف موجودة عند أصحاب هذا القطاع. ختاماً، ينصح إبراهيم المستثمرين الجدد بالتحلي بالصبر، ويقول: "عليك أن تنتظر، ففي بداية مشروعك أمامك من 4 إلى 6 أشهر، ريثما تبدأ تشغيل مطعمك، بين متطلبات الأوراق والتصريحات واستقدام الموظفين، ثم عليك أن تتنظر نحو عامين حتى تشعرك نتائج مشروعك بالرضى".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard