شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
الغش في العسل اليمني قد يقضي على شهرته العالمية

الغش في العسل اليمني قد يقضي على شهرته العالمية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الأربعاء 31 مايو 201709:52 م

"نتعامل مع نحالين موثوق بهم وحاشا لله أن يكون عسلنا مغشوشاً". هكذا يستقبلكم أصحاب محالّ العسل اليمني وتجاره لتطمئنوا إلى جودة العسل الذي يبيعونه، لكن عدداً كبيراً من زبائنهم وقع ضحية الغش وإغراء الكلام الذي يرددونه، ومظهرهم المتدين أحياناً.

يقول النحّال عبدالله المشلشل لرصيف22: "للأسف يلجأ البعض إلى الغش للحصول على مردود مالي أكبر، من خلال استيراد عسل كشميري (باكستاني) أو تركي أو حبشي، وخلطه مع العسل اليمني، وبيع الخليط بقيمة العسل اليمني الصافي". ويشير المشلشل إلى أن "هذا الأمر بات يؤثر سلباً على شهرة العسل اليمني، لكن لدينا طرقاً عدة لمعرفة مدى صحة العسل الذي نشتريه، منها عن طريق الرائحة. فرائحة العسل اليمني مميزة تختلف عن بقية أنواع العسل، والمذاق أيضاً. فمذاق ورائحة عسل السدر مثلاً لايعرفهما إلا من عرف رائحة شجرة السدر".

"السدر"، "السمره"، "السراب"، "الصال"، "المراعي"، "الظبه"، كلها أسماء لأنواع العسل اليمني، إلا أن عسل الظبه هو الأندر نظراً لقلة أشجاره. بينما يتربع عسل السدر على قمة الجودة، بسبب عوامل عدة أهمها المناخ ونوع التربة التي تنبت فيها الأشجار والنبات، التي تتوافد إليها أسراب النحل للقاحها.

اكتشاف العسل المغشوش

تختلف طرق اكتشاف العسل المغشوش من شخص إلى آخر، غير أن الخبرة الطويلة هي العامل الأهم، بحسب تاجر العسل غالب يحيى قاسم، الذي يقول إن "أكثر من خمسة عشر عاماً مضت

مقالات أخرى

تربية النحل في لبنان من مهنة تدرّ دخلاً إلى هواية

العقيق اليمني: قصة حجر كريم قد يصل سعره إلى أرقام خيالية

علي في المتاجرة بالعسل. وقد استخلصت العديد من الطرق لاكتشاف العسل المغشوش، منها طريقة حفظه في الثلاجة، إذا تجمد يكون مغشوشاً". لكن هذه الطريقة تحتاج إلى ساعات عدة وغير مضمونة النتائج دائماً، لذلك يشير قاسم إلى طرق أخرى لاكتشاف العسل الحقيقي: "الرائحة والتذوق، فالعسل المغشوش يظل طعمه على اللسان فترة طويلة بسبب إضافة صبغات أو نكهات إليه. أما العسل الطبيعي فسرعان ما تتلاشى نكهته لأنها مكونة من رحيق الزهر". ويلفت قاسم إلى أن "رائحة العسل الطبيعي تكون مميزة وقريبة من رائحة الزهر".

وقال مربي النحل خالد الذبحاني إن "غلاء العسل اليمني هو الذي دفع بكثير من التجار إلى الغش في المتاجرة به، إذ يصل سعر الكيلوغرام إلى 60 ألف ريال يمني، أي ما يساوي 300 دولار، فيما سعر الكيلوغرام من العسل الباكستاني والعسل الحبشي وغيرهما، 25 ألف ريال يمني، أي ما يساوي 100 دولار".

ضحايا الغش وحلول الدولة

يقع الكثير من اليمنيين في فخ العسل المخلوط أو ما يعرف بالمغشوش، وغالباً ما يطلبون مساعدة ذوي الخبرة في مجال العسل، كما يحاولون كسب ودهم لضمان حصولهم على عسل يمني طبيعي 100%. ويرى محمد حمود، صاحب محل عسل في العاصمة صنعاء، أنه "لو قامت الحكومة اليمنية بتحديد مواصفات ومقاييس كل نوع من أنواع العسل، فستتم حمايته من الغش بنسبة 90%، كما يمكنها إنشاء لجان مكونة من نخبة من الخبراء، لفحص العسل بشكل دوري في الأسواق".

الغش في العسل اليمني - الضحاياD@lY3D-Abdelmaksoud_Flickr

وتحاول الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس في اليمن، التابعة لوزارة الصحة اليمنية، أن تقلل من ظاهرة الغش عن طريق الفحص المخبري والرقابي للعسل. وقد أوضح رئيس قسم الإعلام في الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس، محمد السبئي لـرصيف22 أن الهيئة "تقوم بعمل دورات توعوية لمنتجي العسل اليمني الطبيعي حول المواصفات والمقاييس الخاصة به، لمساعدتهم على تمييز العسل المغشوش عن الطبيعي". وأشار إلى أن الهيئة "تجري فحوصاً مخبرية حين يلجأ إلينا الكثير من التجار لفحص عسلهم قبل تصديره إلى الخارج. لكن ليس لدينا آلية نعمل وفقها لمنع إدخال العسل الأجنبي إلى اليمن، والذي يتم تهريبه من قبل تجار مختصون في ذلك". ولفت السبئي إلى أن "هناك مواصفات محلية خاصة بالعسل تم اعتمادها من قبل وزير التجارة والصناعة، بعد عملية نزول ميداني استمرت ثلاث سنوات، وحالياً يتم رفعها إلى هيئة التقييس الخليجي لاعتمادها".

وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد، تراجعت نسبة إنتاج لعسل اليمني بشكل كبير. وبحسب الخبير الاقتصادي عبدالجليل السلمي فإن "قطاع إنتاج العسل لم يجد بعد الاهتمام الكافي والرعاية التي يستحقها من الحكومة اليمنية، الكفيلة بإنعاش واحد من أهم محركات الاقتصاد اليمني، في الوقت الذي أصبح فيه إنتاج العسل من الصادرات التي تدر على البلد عائدات كبيرة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard