شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
كيف يتوزع النفط وعائداته على المحافظات العراقية؟

كيف يتوزع النفط وعائداته على المحافظات العراقية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

اقتصاد

الاثنين 18 يوليو 201602:35 م

تتركّز في محافظتي البصرة جنوب العراق، وكركوك في شماله أهمّ الحقول المنتجة للنفط حالياً، غير أن المحافظتين تعدّان من أفقر المحافظات وأكثرها بطالةً. إذ تسعى الحكومة المحلية في كلّ منهما، بدعم من ناشطين، إلى الانفصال والاستقلال بغية الحصول على حقوقهما، التي يصفونها بالمسلوبة. هذا الحال يبدو أقل وطأة بالنسبة إلى بقية المحافظات المنتجة للنفط، فهناك إنتاج قليل من حقول أخرى تقع في محافظات ميسان وبغداد وصلاح الدين وديالى والموصل، كما أن هناك العديد من الحقول المكتشفة وغير المطورة تنتشر في معظم محافظات البلاد.

يشرح مستشار وزارة النفط العراقية لطيف نعمان النعيمي لرصيف22 خريطة توزيع الحقول النفطية على المحافظات العراقية، وكميات إنتاجها، فيبيّن أن محافظة البصرة جنوب العراق تمتلك أكبر ثروة نفطية في العراق، ذلك أنها تحتضن 15 حقلاً، منها 10 منتجة، و5 ما زالت تنتظر التطوير والإنتاج. هذه الحقول تحتوي في صخورها على احتياطي نفطي قدره أكثر من 65 مليار برميل، أي حوالي 59% من إجمالي الاحتياطي النفطي في العراق.

أما في محافظة ميسان جنوب العراق فيوجد 11 حقلاً منها 3 منتجة و8 غير منتجة، تحوي ما مجموعه 8.5 مليارات برميل من الاحتياطي النفطي.

وعن حقول محافظة كركوك، يوضح النعيمي أنها تحتوي على 6 حقول، منها 4 منتجة و2 غير منتجين، وكلها تنتظر التطوير، مقدّراً الاحتياطي النفطي الموجود فيها بحوالي 13.5 مليار برميل، منه 12.35 مليار برميل في الحقول الحالية المنتجة والباقي في الحقول الجديدة غير المطورة. وهذا يعني أن الاحتياطي النفطي في كركوك يمثل حوالي 12% من مجموع الاحتياطي النفطي العراقي.

صعوداً إلى العاصمة بغداد، يتبيّن، حسب النعيمي، أنها تحتوي على حقل واحد مكتشف حتى الآن، وهو "حقل شرق بغداد" ويقع في محافظتي بغداد وصلاح الدين وقد يمتد جنوباً داخل محافظة واسط، وهو ينتج الآن 20 ألف برميل يومياً.

وشرقاً من بغداد، وتحديداً في محافظة ديالى، يؤكد النعيمي أن حقولها النفطية متوقفة عن العمل بسبب عدم رغبة الشركات الاستثمارية في دخول المحافظة لوجود مشاكل أمنية فيها كبّدت المحافظة خسائر تصل إلى أكثر من مليار دولار سنوياً، من جرّاء تأخر وتعطل الاستثمار النفطي في المحافظة.

وديالى تضم آباراً نفطية في منطقة نفط خانة في قضاء خانقين، لكنها لا تنتج إلا نحو 4 آلاف برميل يومياً، بعدما كانت تنتج 20 ألفاً قبل اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي.

محافظة صلاح الدين شمالاً تعاني هي الأخرى من توقف حقولها عن العمل، وهي تضم حقل حمرين الذي كان ينتج بين 8-9 آلاف برميل يومياً، وحقل عجيل الذي ينتج 35 ألف برميل يومياً.

وبالنسبة لمحافظة الموصل، فعلى الرغم من طرح حقولها للاستثمار ضمن جولة التراخيص الثانية 2011، والتي فازت بعقدها الشركة الانغولية "سونانكول"، فإن الشركة لم تباشر العمل بشكل حقيقي، حسب النعيمي، الذي يوضح أن تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، يسيطر الآن على الحقول النفطية الواقعة في جنوب مدينة الموصل وأهمها، حقلا الكيارة ونجمة.

وما تبقى من حقول نفطية في العراق تقع في إقليم كردستان، حيث تحتوي على 5 حقول من ضمنها قبة خرمالة التي هي الامتداد الشمالي لحقل كركوك، وهذه الحقول تحوي 3.16 مليار برميل، بطاقة إنتاجية تخمينية قدرها 375 ألف برميل يومياً، اي أن الاحتياطي النفطي المعروف حالياً في كردستان يمثل حوالي 3% من مجموع الاحتياطي النفطي العراقي، بالإضافة إلى أن محافظة السليمانية تمتلك حقلين غازيين كبيرين، هما جمجمال وكورمور.

حصص المحافظات المالية

يؤكد النائب العراقي السابق وائل عبد اللطيف لرصيف22 أن المحافظات المنتجة للنفط، وبحسب الدستور وقانون المحافظات الرقم 23، يجب أن تأخذ حصصها المالية من نفطها المنتج بمعدلات لا تؤثر على موازنة الدولة، وذلك من خلال تخصيص 5 دولارات عن كل برميل نفط خام، و5 دولارات عن كل برميل نفط مكرّر، و5 دولارات عن كل 150 متراً مكعباً منتجاً من الغاز، لكن الحاصل أنه لا يتم دفع تلك المبالغ إلى المحافظات المنتجة للنفط.

ويشير عبد اللطيف إلى أن الموازنة العراقية للعام 2015 اعتمدت على دفع مبلغ 1 دولار عن كل برميل نفط خام منتج في المحافظة، و1 دولار عن كل برميل نفط مكرّر في المحافظة و1 دولار عن كل 150 متراً مكعباً منتجاً من الغاز في المحافظة.

ويتابع عبد اللطيف أن محافظتي البصرة وكركوك اللتين تمتلكان أكبر ثروة نفطية، تعانيان من أكبر نسبتي فقر وبطالة، ومردّ ذلك إلى سوء الإدارة والتخطيط للقطاع النفطي.

أمّا إجمالي الموارد المالية التي تحصل عليها المحافظات المنتجة للنفط حالياً، فهي تتوزع، حسب الخبير في الشؤون النفطية رحيمة صباح، ووفق معدلات الإنتاج النفطي للعام 2014، على النحو التالي:

912 مليون دولار سنوياً واردات محافظة البصرة المالية، عن إنتاج نحو 2،5 مليوني برميل نفط في اليوم من حقولها النفطية.

182 مليون دولار سنوياً واردات محافظة كركوك، عن إنتاج نحو 500 ألف برميل نفط في اليوم.

83 مليون دولار سنوياً واردات محافظة ميسان عن إنتاج نحو 230 ألف برميل نفط في اليوم.

73 مليون دولار واردات محافظة ذي قار عن إنتاج نحو 200 ألف برميل نفط يومياً.

7 ملايين دولار واردات محافظة بغداد عن إنتاج نحو 20 ألف برميل نفط في اليوم.

وأخيراً يشير صباح إلى أن واردات إقليم كردستان المالية من النفط لا تزال محط صراع ونقاش مع الحكومة المركزية، ولم يتسنّ للحكومة العراقية، أو لغيرها من الجهات، الاطّلاع على مقدار المبالغ التي حصل عليها الإقليم، ولا يزال يحصل عليها، من تصديره للنفط.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard