شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
أغاني وردة بأصوات الآخرين... من المستفيد من هذه التجربة؟

أغاني وردة بأصوات الآخرين... من المستفيد من هذه التجربة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 18 مايو 201706:04 م

هل كانت تعلم وردة أن أغنياتها ستظل تتردد ملء الأسماع بغير صوتها؟

عرفت هذه الأغنيات طريقها إلى الذاكرة، إلا أن هناك من يرى أن مطربين من جيل الشباب أنعشوها وكتبوا لها عمراً أطول بعدما غنّوها بأصواتهم، وهو جدل يُفتح كلما أعاد فنان شاب غناء أغنية كلاسيكية قديمة.

فيما يرى آخرون أن الفنانون الشباب هم المستفيدون، إذا تعطيهم الأغاني شعبية لدى الجيل القديم وهم يطرحون أغان أثبتت سابقاً شعبيتها ونجاحها.

فمن المستفيد الأكبر، الأغنية القديمة وأصحابها أم المؤدي الجديد؟

يقول عازف الكمان والموزِّع الموسيقي يحيى الموجي لرصيف22: "أغنيات وردة التي غناها آخرون حققت انتشارها حين قُدِّمت لأول مرة، والرك ع الأصل، كما يقول المثل، فإذا كانت الأغنية الأصلية غير جيدة وغير جديرة بالنجاح فإن إعادة غنائها لن يضيف لها شيئاً".

لكنه يضيف أن لكل قاعدة استثناء، وهو بذلك يستثني أغنية "أكدب عليك"، التي لم يذع صيتها كثيراً حينما غنتها وردة في حفلتين لها، وبإعادة تقديم الأغنية على لسان أكثر من مطرب في السنوات الأخيرة انتشرت بشكل كبير.

"أنا نفسي أعدتُ توزيعها للفنان خالد عجاج وحققت نجاحاً"، يقول الموجي لرصيف22.

سيد مكاوي و"أوقاتي بتحلو"

تختلف المقاربة هنا بعض الشيئ إذ أن الطرح الآخر لم يكن إعادة توزيع أو محاولة من فنان شاب، بل هي الأغنية بصوت الأب الشرعي للحنها. وعندما يقوم مُلحن العمل بغنائه وتقديمه بصوته تشعرون في الغالب كمستمعين بالـ "الأصلية" في اللحن. تشعرون أن هذه الانحناءات الصوتية والجواب والقرار هي الأصل في اللحن بصرف النظر عن جمال صوت المطرب أو ملاءمة الأغنية له. وهو ما حدث مع سيد مكاوي حين تسمع منه ومن وردة أغنية "أوقاتي بتحلو" التي كانت من المفترض أن تقدمها أم كلثوم لكنها توفيت قبل غنائها فبقيت في جعبنه إلى أن شعر أن وردة هي الصوت الملائم للأغنية. يقول الموجي إن الملحن قدمها بإحساس مختلف وهو ما حصل مع قريبه الفنان الشهير محمد الموجي حينما غنى بصوته الألحان التي قدمها لعبد الحليم حافظ ككامل الأوصاف وصافيني مرة. وقد اختلف أداء وردة عن أداء مكاوي،  فلكل منهم رونقه وقدرته الصوتية، وكل منهم أدى جملة "مش بس أوقاتي بتحلو، دي العيشة والناس والجو"، بطابع مختلف تماماً.

محمد منير/ حكايتي مع الزمان

تحمل الكثير من الشجن، وعندما غناها محمد منير كانت أكثر شجناً. فحالة البكاء في الأغنية بدت أكثر وضوحاً بصوت منير الذي اعتاده المستمعون ضاحكاً سعيداً. وبالرغم من أن الانحياز، في الأغلب، يكون لصاحب الأغنية الأصلي، فإن منير أضاف شخصيته على الأغنية.

هناك من يرى أن مطربين شباب أنعشوا أغاني وردة وكتبوا لها عمراً أطول بعدما غنوها بأصواتهم
يرى البعض أن أغنية "لولا الملامة" أصبحت أكثر شعبية في الحفلات العامة وحفلات الأفراح بعدما غنتها أليسا

إليسا/ لولا الملامة

يرى البعض أن أغنية "لولا الملامة" أصبحت أكثر شعبية في الحفلات العامة وحفلات الأفراح بعدما غنتها أليسا، إذ كانت تندرج قبل ذلك في إطار أغنيات الزمن القديم، لكن التوزيع الجديد، بالإضافة إلى صوت أليسا، أعاداها إلى أغاني الشباب. لكن ذلك لا يعني أن صوت أليسا أكثر ملاءمةً للأغنية أو أنه "الأحلى أو الأقوى". تظل وردة هي المفضلة لدى الكثيرين في "لولا الملامة"، خاصة في المقطع الذي يقول "بنحب يا ناس، نكدب لو قلنا مابنحبش".

تقول هالة سعد (43 عاماً) لرصيف 22: "أشعر أن أليسا دخيلة على الحالة التي تصنعها لولا الملامة ولا يعجبني صوتها في الأغنية على الإطلاق". لكنها تقر بأن أولادها أحبوا الأغنية بسبب غناء إليسا لها، فهم لم يكونوا من مستمعي وردة. بخلاف أليسا، ظهرت "لولا الملامة" بصوت كل من أصالة وآمال ماهر، لكنها انتشرت بصوتها أكثر، لأنها سجلتها وضمتها إلى أحد ألبوماتها "أسعد واحدة".

في يوم وليلة

هي واحدة من أكثر أغنيات وردة رومانسية، ولشدة ما يحبها جمهور الفنانة الجزائرية قام بغنائها أكثر من مطرب في غير مناسبة. فقد غنَتها أنغام في أحد البرامج التلفزيونية بحضور وردة، التي بدت سعيدة بأداء أنغام. كذلك لا يكاد يخلو برنامج مسابقات من البرامج الشهيرة التي تقدمها القنوات الفضائية حالياً مثل "آراب جوت تالنت" أو "ذا فويس" من غناء أحد المتسابقين "في يوم وليلة"، كالفنانة المغربية أسماء المنور والسورية هالة القصير والمصرية كارمن سليمان. ويختلف أداء وردة عن باقي المطربات اللواتي غنين "في يوم وليلة"، لأنه كان صاحب الظهور الأبرز على حساب الآلات الموسيقية والتوزيع، بينما في حالة الحفلات وبرامج الأصوات والمسابقات يكون الحضور قوياً للتوزيع الموسيقى لتشجيع الجمهور، ولهذا يظهر صوت هالة القصير في "ذا فويس" واضحاً ومميزاً وقد حاز إعجاب الجمهور.

قال إيه  بيسألوني/ جورج وسوف ووائل جسار


هي أغنية تساوت فيها براعة صوت كل من غناها بعد وردة مثل جورج وسوف في بداياته ووائل جسار ونانسي عجرم، لأنها رومانسية محايدة، إذ ليست فرحة جداً ولا حزينة، وهو ما أعطى مساحة حرية لكل مطرب أن يقدمها بحسب إمكاناته الصوتية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard