شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
اسمه وائل ويصنع من

اسمه وائل ويصنع من "حليب الغولة" موسيقى

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

السبت 11 مارس 201701:55 م

من منا لا يعرف "غولة" ذلك الكائن الخرافي الذي أخافونا منه صغاراً ورسخوه في أذهاننا وعوالمنا الطفولية؟

بسبب شعره الطويل، أطلق أصدقائه على وائل جغام (31 سنة) لقب غولة، الذي أصبح الآن اسماً فنياً لموسيقى مميزة هي ثمرة رحلة بحث ومعرفة لوائل غولة في الموسيقي الأفريقية والعالمية.

عن البداية

ينطلق غولة في بناء عالمه الموسيقي من نبش الماضي بما يحمله في طياته من كنوز موسيقية منسية ومقطوعات ضاعت في غياهب الزمن، لينفض عنها الغبار ويعيد لها مجدها، وذلك من خلال تقنيات ذكية ومزج سلس ومدروس بين الآلات الموسيقية المختلفة والكلمات الخالدة.

تتحول الموسيقى مع غولة، خريج المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة، إلى وسيلة لكسر حاجز الزمن والتنقل بحرية بين الماضي بتراثه وموسيقاه المتفردة والحاضر بتطور تقنياته وتسارع نسق أغانيه.

هكذا تتشكل أولى الإنطباعات على أعمال وائل المقيم بين تونس وفرنسا. نفهم من خلالها أنه يؤكد على أهمية التراث والتاريخ كعنصرين أساسيين لإعادة اكتشاف هويتنا، عبر التعرف على مختلف الأنماط الموسيقية.

يقوم وائل، مهندس الصوت ومصمم الجرافيكس، باستدعاء مرجعيات موسيقية متنوعة في أعماله (راي، مزود، فولك) كما يوظف مقاطع أغاني لعدة فنانين كالشيخ العفريت مثلاً.

بدأ وائل رحلته مع الفن في سن مبكرة وبتشجيع من والده الذي انتبه إلى شغفه بالموسيقى فحثه على المواصلة. تعلم العزف على البيانو ومن ثم تمكن من العزف على العديد من الآلات الموسيقية، لعل أبرزها القمبري التونسي الذي سيسجل حضوره في مختلف أعمال غولة.

 في سنة 2008، شارك وائل جغام في ألبوم الرّوك "بيرانيا : بين الجحيم والجنة" من إنتاج شركة "أوديماج"، ثم تلاه "القصبة ستايل" سنة 2011، و"أخطونا" في 2012 من إنتاج شركة "بروباغندا".

كيف دخل الشيخ العفريت إلي عالم الموسيقي الإلكترونية؟
عن عالم وائل غولة، أبرز الموسيقيين الصاعدين في تونس

"أخطونا"... المختبر الموسيقي لغولة

لا يقوم وائل جغام باختيارات إعتباطية ولا يترك أي مجال للصدفة، فهو حريص على إيجاد الجمل الموسيقية المناسبة والتراكيب اللحنية المتماشية مع ما يختاره من كلمات من الموروث، وذلك عبر التوليف  والجمع بين مختلف الأنماط والتقنيات بطريقة لم تعتدها الأذن.

المستمع أمام هذا الزخم والتدفق اللحني ينبهر للحظات ثم يستسيغ الإيقاع ليستسلم في النهاية أمام جمالية العوالم والأفق الموسيقية التي يفتحها غولة.

في فيديو كليب "طير الحومة"،  ينتقل المتلقي بين صور معاناة سكان الأرياف وصور استوديو التسجيل الذي يكسر النمطية ويضرب بالجدية والصرامة عرض الحائط. نستمع إلى الحوارات الجانبية والقهقهات المدوية التي تضفي جواً مرحاً على الأغنية. أما على مستوى اللحن، فالأغنية تعتبر نموذجاً للتجريب الموسيقي، والنجاح في تقديم نمط جديد ومتفرد في التلحين.

تتوالى نوتات البيانو وتتناغم مع الإيقاع المنتظم الذي تولده آلة الدرامز (الباتري)، ويتشكل اللحن منتظماً تؤثثه اهتزازات أوتار الغيتار الكهربائي، ثم ننتقل إلى مستوى ثان من الأغنية في جزءها الأخير مع انغام آلة المزود التي تصاحبها - كخلفية - إيقاعات الدرامز الخفيفة.

 ألبوم "حليب الغولة"

يمكن أن نعتبر أن ألبوم "حليب الغولة" - الذي أنتجته شركة "شوكة" هي الإنطلاقة الحقيقية التي لطالما إنتظرها هذا الفنان منذ سنوات قضاها في العمل والتجديد الموسيقي، إذ فرض الألبوم أسلوب وائل جغام.

فالفكرة ترتكز أساساً على البحث والإعتماد على الموروث الموسيقي، وبث المقاطع الإلكترونية في ثناياه بطريقة ذكية عبر تقنية "السامبلينغ" Sampgling والتي تتمثل أساساً في استخدتم مقطوعات تتكرر إلى أن تنصهر مع الموسيقى وتضفي رونقها الخاص، وهو ما ساهم في شهرة هذا الألبوم الذي لاقى رواجاً كبيرا (أكثر من ثلاثمائة ألف مشاهدة على اليوتيوب ) وحصل على ثناء الكثيرين.

أهم المقومات التي ساعدت على تفرد العمل هي المزج بين أغاني تراثية مختلفة (الشيخة ريميتي، الضمراوي... ) واستخدام تقنية "السكراتش" التي يعتمدها غولة، والتي تتمثل في تحريك القرص يدوياً للحصول على أصوات حادة تمتزج مع الموسيقى الإلكترونية والإيقاع المنتظم.

لغولة عوالم متفردة تأخذنا في رحلة عبر الزمن. فيجد المستمع نفسه أمام دفق من الألحان العجيبة، وتقحمه في قلب تيار موسيقي قوامه المزج بين آلات مختلفة، والتأكيد على أن الموسيقى لا تخضع لسلطان الزمن.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard