شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
ماذا تقول الجامعات الأمريكية لطلابها المسلمين وغير المسلمين؟

ماذا تقول الجامعات الأمريكية لطلابها المسلمين وغير المسلمين؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 1 فبراير 201707:42 م
مع اقتراب موعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض، تسود الولايات المتحدة حالة ترقب، فيتساءل مؤيدوه ومعارضوه: إلى أي حدّ سينحسر خطاب الكراهية الذي استخدم في سياق السباق في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وساعد في فوز ترامب، في كونه أداة انتخابية؟ وهل يتعداها ليترجم إلى توجهات وسياسات وقوانين؟ وإذا تزعزت محورية التعددية التي طالما عرّفت هوية الولايات المتحدة وتفوقها، في مجال المساواة وحقوق الإنسان، فما هو البديل؟ وما الذي يوحد الشعب الأمريكي؟ في الأيام التي تلت الانتخابات، تحولت كلمات ترامب على أيدي المتعصبين من مؤيديه إلى حوادث ضد المهاجرين والمسلمين، والمثليين، والأمريكيين ذوي البشرة الداكنة، وغيرهم. وانتشرت في كل أنحاء البلاد موجة من العداء والخوف، حتى أنها وصلت إلى الجامعات، التي يفترض أن يكون مستوى الوعي فيها عالياً، ومتجاوزاً للفكر العنصري، وتحكمها قوانينها الواضحة في دعم التنوع ونبذ التعصب والتمييز. تتعالى الأصوات المؤيدة للتعصب والتمييز، خصوصاً مع لهفة الإعلام لتغطيتها، ما يغيب عن الساحة المواقف المناهضة للكراهية، التي تستحق الاهتمام. صرحت مدن ومحافظات في الولايات المتحدة، رداً على تهجم ترامب على المهاجرين غير الشرعيين، بأنها ستبقى ملاذاً آمناً لسكانها غير الشرعيين. وأعلنت منظمات وهيئات ومؤسسات من كل الاختصاصات والمجالات، تجديد دعوتها للانفتاح والمساواة، واحترام التعددية والحريات الفردية.

رسائل ضد الكراهية

ومع بداية فصل الربيع الدراسي، وتزامنه مع الاستعدادات لمراسم تتويج ترامب رئيساً للبلاد، في 20 من الشهر الحالي، أصدر عدد من الكليات والجامعات في رسائل من رؤسائها، وعمداء كلياتها وأقسامها، والقيمين على المكتبات في أنحاء الولايات المتحدة، بيانات تجدد فيها التزامها بمبادئها، وتعلن بحزم وقوفها ضد خطاب الكراهية والعنصرية بكل أشكالهما وتجلياتهما.
جامعات أمريكا لطلابها: "نرفض استهداف المسلمين والمهاجرين"
مع ارتفاع الأصوات المؤيدة للتعصب في أمريكا، تغيب عن الساحة مواقف كثيرة مناهضة للكراهية. إليكم أمثلة عنها
كما أن المؤسسات التعليمية الخاصة أكدت الالتزام بالبحث المستقل، في مجالات مصيرية لمستقبل البشرية، يعتبرها بعض سياسيي البلاد، وعلى رأسهم الرئيس المنتخب، محض افتراء أو دعاية، كمستقبل البيئة، ونظريات التطور، والمقاربات التي تنتقد المسلمات والأحكام الجاهزة. كذلك أعلنت عن انفتاح يشجع كل أشكال التفكير والنقد على أنهما أساس البحث العلمي وعماد الجامعات والمراكز الأكاديمية. رئيس جامعة ديوك الأمريكية، البروفيسور ريتشارد برودهيد، أكّد في رسالة لكامل أعضاء الجامعة وطلابها، أن الجامعة لها مبادئها الخاصة، التي لا تتزعزع، وهي تتلخص باحترام وحماية كل فرد فيها. وقالت الرسالة: "الجامعة اختارت أن تكون متنوعة ومنفتحة، لأن التواصل مع وجهات نظر مختلفة، ومع طرائق تفكير ومعتقدات متنوعة، يعطينا معرفة أشمل في السياسة كما في بقية المجالات". وختم بالتأكيد على استمرار التزام الجامعة بمبادئها رغم التغيرات السياسية، وعلى الدعم الراسخ لقيم كل فرد من أفراد الجامعة. أما في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) المعروف عالمياً، فقد تجاوب طلابه مع الانتخابات بنصب منصتين في مركز الطلاب، رفعت الأولى لافتة "شاركنا بأمنياتك"، لمن أيّد انتخاب ترامب، ولافتة ثانية "شاركنا بمخاوفك"، لمعارضيه. وكلتاهما كانت موضوع رسالة MIT، البروفيسور إيل رافائيل رايف الأمريكي الجنسية، والفنزويلي المولد. تقول رسالته بحزم: "هذا MIT، ولا شيء سيغير ذلك". وأضاف: "لن يتغير التزامنا بالتطرق لأكبر وأهم قضايا الإنسانية: من تغير المناخ، إلى الطاقة النظيفة، إلى أمن المعلومات، إلى الصحة، وسنقوم بذلك مع زملاء من كل الهويات وكل الخلفيات". واختتمت الرسالة بدعوة كل فرد لإيجاد طرق للاستماع بعضهم لبعض بتعاطف، وتواضع، ولباقة، واحترام ولطف". وقد قررت إحدى المشرفات على مكتبات جامعة ميريلاند، بويهون كيم، مشاركة زملائها بكعك الـ"دونت" بألوان ونكهات مختلفة، وقالت إن التعبير عن حب الغير واحترام التنوع أصبح ضرورة في كل تفاصيل حياتنا واختياراتنا. وقالت: "لنقلها بوضوح، بصراحة ولنكررها". ومن أقدم قسم لتدريس اللغة العربية في الولايات المتحدة، قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة جورجتاون، صدرت رسالة من رئيسة القسم، الدكتورة فيليستاس أوبفس، نصت على أن القسم "يقف صفاً واحداً في التزامه بالدفاع عن المساواة الأساسية، وعن الكرامة المتأصلة لدى جميع البشر". وأضافت: "هذه القيم تتجاوز الانتماء السياسي، وهي أساسية لعمل إدارة وأعضاء جامعة جورجتاون. وبصراحة وحزم".

بعض الجامعات الأمريكية لطلابها المسلمين: نحن نقف معكم ونعرف المخاوف التي تنتابكم

وأكدت: "نؤكد هذا الالتزام المشترك، علناً، لأن قيم المساواة والكرامة الإنسانية تتعرض للخطر على نحو متزايد. إن حالات العنصرية، والمجاهرة بكره النساء، وترويج الخوف من الإسلام، والعداء للمهاجرين، والتحرش، والوقوف ضد المثلية الجنسية، والمعاداة للسامية، إلى جانب جرائم الكراهية وأعمال الإرهاب العنصري، آخذة في الارتفاع على مستوى الوطن كله، وقد بدأت تحدث كذلك عندنا في حرم جامعة جورجتاون". لقد تشكل المناخ لهذه الأعمال بشكل جوهري، من قبل خطاب التعصب الذي يسود في الخطاب السياسي الأمريكي الحالي، حتى على أعلى مستويات الإدارة. ولهذا تقول الرسالة: "نحن كلغويين، ومعلمي لغة، وباحثين إنسانيين، نعلم أن الكلمات مهمة للغاية، وأن ما نقوله يؤثر على ما نفعله. لذلك، نحن كقسم على علاقة خاصة مميزة بالإسلام، وبتجربة الهجرة، نرفض استهداف المسلمين والمهاجرين، ونؤكد التزامنا المشترك لتحقيق العدالة لجميع ضحايا التمييز". ولطلاب القسم خصوصاً، تتوجه الرسالة بوعد ملتزم: "ولكم يا طلابنا: نحن نقف معكم. إننا نعرف المخاوف التي تنتابكم، ونؤكد على حقكم في السعي للحصول على المعرفة بغض النظر عن هويتكم أو أصلكم. إن مهمتنا كمعلمين هو التشجيع، والتحدي، ودعم كل واحد منكم. ونحن نجدد الآن التزامنا بهذه المهمة أكثر من أي وقت مضى". ماذا ستحمل الرئاسة الجديدة للبلاد والعالم؟ وهل تكون سياساتها غير مسبوقة مثل كل شيء قام به ترامب حتى الآن؟ لنا أن نتذكر بأن رئاسة أوباما كانت مفاجئة غير مسبوقة في تاريخ أمريكا، وقد يقول البعض ذلك عن فوز جورج بوش الابن قبله، وعن إعادة انتخابه. السؤال الملح حول هذا التغيير الذي ينتظر أن يحصل في عهد ترامب، هو هل يستمر خطاب العنصرية والكراهية؟ أو أن شعارات الحملة الانتخابية شيء، وقيادة أقوى بلد في العالم شيء آخر؟ إن الخوف، كل الخوف، هو أن يستمر ويتصاعد خطاب الكراهية بين مكونات الشعب الأمريكي، عندئذ لا يمكن لأحد التنبؤ بالنتائج الكارثية على البلاد والعالم أيضاً.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard