شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
برنامج

برنامج "الصدمة"... كيف ستتصرف؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 31 مايو 201707:19 م
حقق برنامج "الصدمة" الذي يُعرض على شاشة "أم بي سي" نسبة مشاهدة عالية منذ أولى حلقاته. وتفاعل معه كثير من المشاهدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واعتبره قطاع عريض منهم أحد أفضل البرامج الترفيهية الرمضانية لهذا العام. وقد أثنى كثيرون من المتفاعلين مع حلقات البرنامج عليه لما يتضمنه من رسائل إنسانية وأخلاقية واجتماعية، إضافة إلى محتواه المسلي. فهو يجمع بين فكرة الكاميرا الخفية والتطرّق إلى أبرز المشاكل الاجتماعية.

?What Would You Do

برنامج "الصدمة" هو النسخة العربية من البرنامج الأم ?What Would You Do أي: "كيف ستتصرف؟". وتعتمد فكرة البرنامج على طرح مجموعة من التصرّفات السلبية أمام الجمهور، ويقوم بها بعض الممثلين غير المعروفين للمشاهد حتى يسهل إقناعه بالموقف. وقد تفاوتت ردود فعل المواطنين ما بين الإيجابية والسلبية، علماً أن البرنامج يرصد مدى تفاعل المواطنين في عدد من البلاد العربية مثل مصر ولبنان والسعودية والعراق والأردن، مع بعض السلوكيات السلبية الخاطئة. وقد ألقى البرنامج الضوء في حلقاته على مشاكل مثل "التحرش" وطريقة تعامل المواطنين مع المتحرش. كما ألقى الضوء على واقع "معاملة ذوي الاحتياجات الخاصة" وحظيت هذه الحلقة باهتمام كبير من المتابعين الذين توزّعوا بين متعاطف وغاضب من طريقة تناول الحلقة لقضايا المعوّقين. وأيضاً، سلّط الضوء على اضطهاد الخادمات في المجتمع السعودي وردود أفعال المواطنين.

كوجاك: مرآة للواقع العربي

الإعلامي كريم كوجاك، أحد مقدمي البرنامج، اعتبر أن تجربة برنامج "الصدمة" بالنسبة إليه هي "تجربة مختلفة جداً". وأسعده التجاوب الإيجابي الذي حققه البرنامج منذ بدء عرضه على مستوى الوطن العربي، معتبراً أنه مختلف عمّا قُدّم من قبل. ووصف كوجاك ردود فعل المواطنين بأنها "شيء مطمئن ودليل على أن الناس مهتمة بالأخلاق". وهذه الاستجابات الإيجابية جعلته يعيد الثقة بالمجتمع بعد أن كان قد أوشك على فقدانها بسبب ما آلت إليه الأوضاع في السنوات الأخيرة. [caption id="attachment_62574" align="alignnone" width="700"]Sadma4Sadma4 كريم كوجاك خلال إحدى حلقات برنامج "الصدمة"[/caption] وعن فكرة البرنامج، شرح كوجاك لرصيف22 أنها "مأخوذة عن برنامج أميركي ناجح، والشركة المنتجة أخذت حق العمل على نسخة عربية منه". وأشار إلى أنه "عندما كنا نتوارى عن الأنظار لنرى تصرّفات الناس إزاء التجربة التي يتعرضون لها، كانت تخذلنا ردود فعل البعض السلبية". وأوضح أن "كل موقف في البرنامج كان ينتج عنه نوع من التفاعل الذي يكشف عن سلوكيات إنسانية متباينة"، وأكد أن هنالك الكثير من المشاركين الذين انفعلوا بشدة، "حتى أن الممثلين تعرضوا أحياناً للضرب المبرح، وظل غضب البعض مستمراً حتى بعد معرفتهم بوجود الكاميرات وأن هذا مجرد مقلب، والبعض رفض عرض مشاهده بسبب ثورة غضبه ولم نستطع أحياناً أن نسيطر على الموقف ولم نعرض تلك المواقف على الشاشة بناء على طلبهم". Sadma3Sadma3 ولفت كوجاك إلى أنه "في كل الدول كانت هنالك ردود فعل إيجابية وأخرى سلبية واختلف ذلك بحسب الموقف". واعتبر أن برنامج الصدمة "مرآة لنا كعرب تعكس شخصياتنا ونفسياتنا وطريقة تفكيرنا تجاه كافة الأمور".

العقاد: دراما الواقع

واعتبر الناقد رامي العقاد برنامج "الصدمة" متميّزاً ووصفه بـ"دراما الواقع". وقال إنه "يبرز أحداثاً واقعية من خلال دراما وفريق تمثيلي متميز". وبرأيه، أهم ما يميّز البرنامج هو الصدمة التي تظهر على وجوه المتجاوبين مع المواقف المختلفة. وأضاف العقاد لرصيف22 أنه "برغم أن البرنامج يقلد برامج أجنبية تناولت بعضاً من هذه الموضوعات، فإنه تناولها ببعدٍ شرقي دق على بعض أوتار وأحاسيس المشاهدين العرب، خاصة مع استخدام مؤثرات موسيقية، وكادرات تصوير تساعد على تأثر المشاهد بالحلقات، علاوة على اختيار بعض الممثلين الذين أدّوا أدوارهم بجدية متماشية مع الأحداث، مما جعله برنامجاً يستحق المشاهدة".

الراوي: التسلية المفيدة

وقال الكاتب والناقد شريف الرواي إن الفكرة ليست مبتكرة وهي مأخوذة عن برنامج أميركي، كان في الأساس مشروع تخرج لطلبة في إحدى الجامعات الأمريكية، وهو في الأصل استطلاع رأي من خلال تصويرات قصيرة، ثم تطورت الفكرة حتى أصبحت برنامجاً ناجحاً يتضمن حلقات مثيرة للجدل كان أبرزها حلقة تطرح تساؤلاً مفاده: هل تقبل الشراء من ميني ماركت إذا كان المحاسب مسلماً أو مسلمة؟ وأكّد الراوي لرصيف22 أن "الصدمة" يندرج تحت لواء "برامج التسلية المفيدة التي باطنها تثقيفي من خلال طرح موضوعات تتعلق بأخلاقيات المواطنين وردود أفعالهم". ورأى أن "البرنامج هادف ومفيد ومسلٍ"، لكنّه أعاب عليه أن فيه شيئاً من العنصرية القومية التي بدأت تظهر في محتواه، وكان ذلك بالتحديد في حلقة "التحرش"، إذ بدأ الشارع العربي يعقد مقارنات بأن هذه الدولة أكثر نخوة من تلك الدولة وظهر هذا في تعليقات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي. وتمنّى الراوي أن يشترك في إعداد البرنامج في السنوات القادمة مختصون وباحثون في علم النفس لدراسة الاستنتاجات القادمة منه والتحولات في المجتمع العربي.

شومان: إيجابية الكاميرا الخفية

أما الناقدة حنان شومان فقالت: "بالرغم من أنه برنامج له بنيان تقليدي فإني لأول مرة أجد أن فكرته قيِّمة اجتماعياً، ولأول مرة يتم استخدام فكرة الكاميرا الخفية بصورة إيجابية، بعكس ما كان يجري سابقاً". وتابعت: "نحن العرب حوَّلنا فكرة الكاميرا الخفية إلى شيء ممجوج لا علاقة له بالفكرة نفسها".  

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard