شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
عشّاق أم كلثوم... كيف انتهت علاقاتهم بها؟

عشّاق أم كلثوم... كيف انتهت علاقاتهم بها؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الجمعة 15 يوليو 201603:13 م

بعض عشّاق أم كلثوم ربطته بها علاقة عاطفية، وبعضهم الآخر أحبها دون وصال. أغلب محاولات الكشف عن حقيقة هذه العلاقات تقف على الضفاف منها، ربما بسبب غياب التوثيق والشهادات الحية والمذكرات.

النجريدي: أكثرهم حبّاً وألماً

على الرغم من أنه أول من لحن لها، فهذا لم يكن كافياً لأن تتعلق أم كلثوم بالدكتور أحمد صبري النجريدي وتبادله مشاعر الحب نفسه. ولما أخبرها بشعوره نحوها طالباً الزواج منها، رفضت وجددت رفضها غير مرة، فابتعد على أثرها، لكنه لم يستطع أن يتخلص من حبه لها. ويذكر محفوظ عبد الرحمن، كاتب مسلسل أم كلثوم الذي أخرجته إنعام محمد علي وعرض في رمضان 1999، أنه بعد عشرين عاماً، عاد النجريدي ليكاشف الملحن رياض السنباطي برغبته في الزواج بأم كلثوم، وطلب منه أن يتوسط له في هذا الأمر، ولما فاتح السنباطي أم كلثوم في الموضوع قالت له: "ياه هو النجريدي لسه عايش".

أم كلثوم وعشاقها - القصبجيKasabji

القصبجي: العاشق المظلوم

عشق الملحّن محمد القصبجي أم كلثوم، وكان يجاهد في حبها، ويبذل ما في وسعه من أجل إرضائها، فكَّون لها أول "تخت" (فرقة موسيقية) غنّت معه أم كلثوم، ولم يكتف بذلك بل عمل عواداً في "التخت" نفسه. كانت علاقة القصبجي بأم كلثوم حباً من طرف واحد، إذ لم تتجاوب أم كلثوم مع عاطفة القصبجي، وكانت تحرص على أن تكون العلاقة بينهما علاقة ملحن بمطربة ليس أكثر.

أحمد رامي: علاقة قصيدة ونكتة

أم كلثوم وعشاقها - أحمد راميUm-Kalthoum-Rami-

"علاقتي برامي قصيدة ونكتة ومجموعة أحاسيس"، هذا ما كانت تراه أم كلثوم بشاعر الشباب أحمد رامي، على الرغم من أن هذا الشاعر المتدله تعبّد على محرابها نحو نصف قرن، يقول الآه تلو الآه ويمدها طويلةً لتصل إلى "قلب أم كلثوم" من خلال الأغاني التي يكتبها لها.

وإلى جانب قربه منها بحكم الصداقة وعلاقة العمل، كانت أم كلثوم تخصص يوم الإثنين، "يوم رامي"، له فيلتقيان في بيتها بهدف تعليمها اللغة الفرنسية وتثقيفها أدبيّاً. يذكر الكاتب محفوظ عبد الرحمن في سياق مسلسل أم كلثوم أن رامي كان يطمح إلى الزواج بأم كلثوم، وأنه طلب منها ذلك بالفعل، وكانت أم كلثوم وقتذاك على أهبة السفر لإحياء بعض الحفلات في الخارج، فطلبت منه تأجيل الرد على الموضوع حتى العودة. واعتبر رامي هذا التسويف رفضاً، وقرر أن يخطب فتاة أخرى قبل أن تعود أم كلثوم من الخارج حتى لا تعتقد أنه ينتظر عودتها من الخارج لتقرر أمر الزواج منه سلباً أو إيجاباً.

لكن توحيد أحمد رامي، نجل رامي، نفى هذا الكلام واعتبره تجنياً على والده، وقلباً للحقائق، فقال في حوار منشور له بمجلة الإذاعة والتلفزيون في العدد 3927 بتاريخ السبت 19 يونيو 2010: "أبي أحب أم كلثوم لكنه لم يطلبها للزواج قط، ولما سألته عن سر ذلك أخبرني بأنه إذا تزوجها فكيف يقول: "سهران لوحدي أناجي طيفك الساري، ونحن معاً بمنزل واحد. فكان الزواج سيقتل الحب. وإذا تزوجتها فسيكون الزواج سبباً في اعتزالها الغناء، فأنا رجل شرقي ولن أسمح لها بالغناء".

أم كلثوم وعشاقها - شريف باشا صبريShareef-basha-Sabri

شريف باشا صبري: بين أم كلثوم والقصر الملكي

كان شريف باشا صبري (خال الملك فاروق) من زمرة عاشقي أم كلثوم، وبلغ عشقه لها أن تحدّى الأسرة المالكة لما عارضت ارتباطه بأم كلثوم. وتطورت علاقته بها حتى رتّبا معاً للزواج. فقد كانت أم كلثوم تخصه بشيء من الاهتمام على كثير ممن حاولوا الارتباط بها. وتذكر روايات عدّة أنهما قطعا شوطاً لا بأس به في هذا الأمر، فاشترى لها الفيلا التي سيسكنان فيها بعد الزواج، وظلت الترتيبات للزواج تجري على قدم وساق.

وكانت أصوات كثيرة تنادي بضرورة قطع هذه العلاقة. بعضها خرج بدافع الحس الوطني الذي يحتم على أم كلثوم أن تضع موقف الشعب من الأسرة المالكة في الاعتبار، فقد كانت الأمور متأزمة، وهنالك حالة غضب شعبي ضد القصر الملكي والأعيان. وكان وجدي هيكل، القاضي الشاب الذي تربطه علاقة وثيقة بأم كلثوم، أحد أبرز الأصوات المعارضة، وقد كان يعتبرها جزءاً من الشعب لا من الطبقات الأرستقراطية الحاكمة. بينما استنكرت أم كلثوم موقفه الرافض معلنةً أنه ليس لشخص على وجه البسيطة أن يتدخل في شأنها الخاص وأن لها حياتها التي تريد أن تمارسها دون وصاية من أحد.

وفي ظل ضغط القصر الملكي من ناحية بالتأثير على شريف باشا صبري، وضغط بعض أصحاب الرأي والقرار لدى الشعب من ناحية أخرى على أم كلثوم، تراجع الإثنان عن علاقتهما مستسلمين لضغوط شارك في ممارستها الملك فاروق نفسه.

أم كلثوم وعشاقها - محمود الشريفMahmoud-Sharif

محمود الشريف: الوحيد الذي أحبته أم كلثوم

حاول كثيرون الارتباط بأم كلثوم، ولكن لم ينجح في الزواج بها إلا ثلاثة، حسبما تفيد الروايات. لكن محمود الشريف، الملحن والموسيقي، هو الوحيد الذي أحبته أم كلثوم. وتوطدت علاقتهما في نقابة الموسيقيين، في أربعينيات القرن الماضي، إذ كانت أم كلثوم نقيباً منتخباً وكان محمود الشريف وكيلاً لها.

ويذكر الناقد طارق الشناوي في كتابه "أنا والعذاب وأم كلثوم... محمود الشريف" أن أم كلثوم أحبت الملحن محمود الشريف منذ التقته لأول مرة في مكتب محمد فتحي في الإذاعة، عام 1935. وكان متزوجاً وغنت له بمفرده.

لم تحب أم كلثوم شخصاً كما أحبت محمود الشريف، وكانت أغلب علاقاتها، سواء من خلال الزواج أو الارتباطات التي لم تكلل بالزواج، قائمة على المصلحة، إما امتثالاً للأمر الواقع رغبة منها في التخلص من لقب "آنسة"، أو التماساً لوجود رجل إلى جانبها فحسب.

وعلى الرغم من أن محمود الشريف فشل في التلحين لأم كلثوم، فقد نجح في أن يستأثر بقلبها، فتبادلا مشاعر الحب والعشق. وترجمت تلك المشاعر إلى زواج لم يدم طويلاً. لكنهما خلال تلك الفترة عاشا حياة زوجية كاملة، وانفصلا بعدما اكتشفت أم كلثوم أنه لا يزال يبقي على زوجته الأولى، وكانت قد اشترطت عليه أن يطلق زوجته.

مصطفى أمين: زواج الضرورة

أم كلثوم وعشاقها - مصطفى أمينUmKalthoum-and-Mustafa-Amin

كان زواج أم كلثوم من مصطفى أمين، الصحافي الشهير وصاحب جريدة "أخبار اليوم"، قائماً على الاقتناع أكثر منه على الحب، بحسب الروايات. فقد رأت فيه الرجل المناسب الذي يستطيع أن يساندها في أزماتها.

كان أمين ينفرد بالخبطات الصحافية عنها، وكان أول من نشر خبر زواجها من محمود الشريف في جريدته "أخبار اليوم". ولم يضمهما منزل واحد معاً، فقد كانا يلتقيان سرّاً، واستمر هذا الزواج 11 عاماً، حسبما صرحت رتيبة حفني، المؤرخة الموسيقية، والعميد السابق لمعهد الموسيقى العربية، في إحدى ندوات مكتبة الإسكندرية في أبريل 2005، وأضافت أن عقد الزواج كان في جيب الرئيس جمال عبد الناصر.

وفي كتابه "شخصيات لا تنسى" حدد مصطفى أمين علاقته بكوكب الشرق بقوله: "عرفت الناس أم كلثوم وأنا عرفت أم كلثوم أخرى. عرفوا الأسطورة وعرفت الإنسانة. عرفوها فوق المسرح والأضواء مسلطة عليها وعرفتها في غرفتها الصغيرة في الطابق العلوي منزوية تبكي في صمت".

وروت الكاتبة والصحافية نعم الباز أن أم كلثوم تزوجت من مصطفى أمين وأنها شاهدت نحو عشرين رسالة غرامية أرسلتها إليه وكانت بدايتها تقول "إلى زوجي العزيز مصطفى أمين"، ومؤرخة سنة 1946، وكانت مدونة على ورق فندق سيسل الشهير في مدينة الإسكندرية، مع إمضائها في النهاية "المخلصة أم كلثوم - فاطمة". واسم أم كلثوم الحقيقي هو فاطمة بنت إبراهيم السيد البلتاجي.

والتحليل التاريخي للرواية السابقة يؤكد صحتها، فقد كانت أم كلثوم في مدينة الإسكندرية بالفعل عام 1946 لتصوير فيلم "فاطمة" الذي كتب قصته مصطفى أمين.

وتابعت الباز أن الدكتور علي إسماعيل إمبابي الذي كان يشغل منصب مدير مكتب كمال الدين رفعت، المشرف على جريدة أخبار اليوم عقب القبض على مصطفى أمين، كان شاهداً على هذه الرسائل التي كانت في درج مكتب مصطفى أمين وتم الكشف عنها أثناء جرد مكتبه، حين قُبض عليه بتهمة التخابر الشهيرة عام 1965. إلَّا أن الرئيس جمال عبد الناصر أمر بحرق هذه الرسائل، حفاظاً على حياة أم كلثوم الشخصية.

أم كلثوم وعشاقها - حسن الحفناويUm-Kalthoum-and-Hassan-Hanfawi

حسن الحفناوي: زواج مصلحة

في 17 سبتمبر 1954، نشرت جريدة الأهرام خبر زواج أم كلثوم من الدكتور حسن السيد الحفناوي، الأستاذ المساعد في كلية طب قصر العيني، وأحد أطباء الغدد والأمراض الجلدية المعروفين.

وكان الحفناوي من ضمن الأطباء الذين أشرفوا على حالة أم كلثوم الصحية، وتزوجته أم كلثوم على هذا الأساس، لتحتفظ في بيتها بطبيب، لما كانت تعانيه مع الغدة الدرقية، ولأنها كانت قد تقدمت في السن.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard