شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
إلكتريك فارم: فرقة موسيقية ألمانية تعزف للمهاجرين العرب

إلكتريك فارم: فرقة موسيقية ألمانية تعزف للمهاجرين العرب

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الأربعاء 31 مايو 201705:25 ص

في إحدى ضواحي مدينة دريسدن في ألمانيا، وتحديداً في الثامنة من مساء 20 فبراير 2015، أحيت فرقة إلكتريك فارم Elektrik Farm أول حفل موسيقي من نوعه ترحيباً باللاجئين العرب في المدينة ولمساعدتهم على الاندماج في مجتمعهم الجديد.

يعاني المهاجرون العرب المقيمون في ولاية ساكسوني الألمانية من أجواء غير ودية تحيط بأبناء الثقافات الشرقية على وجه العموم. الولاية التي عاشت زمناً طويلاً ضمن جمهورية ألمانيا الديمقراطية، تقع في أقصى شرق البلاد، ويشتهر سكانها بخوفهم من الغرباء وتمسكهم الشديد بتقاليدهم العريقة. ولم يفلح انضمام المدينة إلى ألمانيا الاتحادية وفتح أبوابها لوفود السائحين من كل دول العالم خلال العقدين الأخيرين في تغيير هذا النمط من التفكير.

ولكن أعضاء فرقة إلكتريك فارم الموسيقية، لا يفكرون بالطريقة نفسها، رغم أنهم جميعاً من سكان عاصمة الولاية، مدينة الباروك التاريخية دريسدن. ومع انطلاق حركات يمينية جديدة معارضة لاستقبال المهاجرين العرب في أوروبا، واتخاذها من المدينة نفسها قاعدة ومركزاً لها، حاول هانيس ريكاو، مهندس الصوت وعازف الغيتار في الفرقة، العثور على طريقة للرد على هذه الموجات من الكراهية، التي يراها غير مبررة ولا مقبولة. ففكر في إقامة حفلات خاصة تعزف فيها الفرقة خصيصاً للمهاجرين واللاجئين إلى مدينتهم.

مقالات أخرى

عن صراعات المهاجرين وأبنائهم في كندا

نادين الخالِدي، ماذا يفعل التراث العراقي في أوبرا مالمو؟

لم يجد هانيس صعوبة في اقناع زملائه بالفكرة، لكن المشكلة كانت في عدم وجود موازنة مالية للحفل، وعليه فلن تكون هناك دعاية، وربما لن يعرف جيرانهم الجدد به. إذ ذاك قرر العازفون الذهاب بأنفسهم إلى البيوت المخصصة للاجئين في المدينة والحديث معهم، وتعليق ورقة دعائية هناك. كانت البداية من شارع تارانته في ضاحية ليبتاو في دريسدن، حيث يجتمع نحو 100 مهاجر في منزل واحد متعدد الطوابق، ثم انتشرت الفكرة إلى منازل إيواء المهاجرين المشابهة في المدينة. وكان الحفل الذي يحدثنا عنه شتيفان كورتسمان عازف الغيتار في الفرقة في هذا الفيديو:

"الفكرة من وراء العزف ليست الترفيه عن اللاجئين"، تقول يولي ميلك، التي تشارك في إدارة الحفلات وتوفير اللوجستيات اللازمة لإقامتها، وتضيف: "إنها رسالة إلى الجميع، للسلطات وكارهي الأجانب وإلى سكان المدينة وأصدقائنا. كنا نود أن نقول إن الناس جميعاً متساوون. نعم هناك اختلافات ثقافية، ربما ظهر بعضها حتى خلال الحفل نفسه، إذ امتنع الكثير من ضيوفنا عن مشاركتنا في المشروبات الكحولية بسبب عاداتهم، ولكن هذا لم يمثل مشكلة لأحد. يمكن للجميع الاستمتاع بالموسيقى كلٌ على طريقته. لا أرى سبباً للخلاف على أي من هذه الأمور".

ولفت شتيفان كورتسمان إلى أن "اللاجئين مدعوون في حفلات إلكتريك فارم للمشاركة في العزف أيضاً. في البداية كانوا جميعاً يجلسون في أماكنهم أو يقفون بعيداً، لكننا قلنا لهم إن بإمكانهم تجربة بعض الآلات البسيطة، مثل آلات الإيقاع، وإن لم يكونوا موسيقيين. في الحال، أمسك أحدهم بآلة البيركشن وبدأ آخر بالغناء على طريقة الراب، لكن بالعربية، وهكذا أخذ الجميع يندمجون. ثم بدأنا نتفاهم على طريقة العزف معاً، وأزعم أننا تكلمنا من دون الحاجة إلى اللغة، فمعظمهم لا يعرفون الألمانية ولا الإنغليزية ونحن لا نعرف العربية. لكننا على الرغم من كل ذلك استطعنا أن نجد طريقة للتحاور".

وأضاف: "كانت تجربة مميزة وثرية لنا جميعاً، ما دفعنا إلى تكرارها في مارس الماضي، وأعتقد أننا سوف نفعلها كلما سنحت الفرصة". وأشار شتيفان إلى أنهم يحاولون حالياً "التفكير في التوسع قليلاً في هذه الحفلات، وربما سيطلبون مساعدة من السلطات المحلية".

وختم كلامه بالقول إنه "ربما كانت تلك الحفلات الموسيقية شيئاً جيداً لأصدقائنا المهاجرين، ولكننا تعلمنا نحن أيضاً الكثير منها. كان لدينا الكثير من الفضول قبل أن نبدأ الحفل الأول. لم يكن لأيّ منا خبرة بالثقافة العربية، ولا نعرف أحداً من تلك المنطقة. كنا نريد أيضاً أن نتعرف إليهم عن قرب، وهذا ما حدث. إن نجاح هذه الحفلات مهم لي، لأنه دليل على أننا نستطيع أن نعمل معاً، وأن نتواصل حتى لو كنا أبناء ثقافات مختلفة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard